الأخلاق
انماط الشخصية
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
والانطوائية صفة تطلق في علم النفس، على وجود الرغبة والميل للانعزال والانطواء عن الآخرين، بحيث يتركز انتباه الفرد الى ذاته وداخله، ويعزف عن التفاعل مع بيئته الاجتماعية، وهي حالة غير صحية، تحصل بسبب الاستغراق المبالغ فيه في بعض الهموم والمشاكل الذاتية، والانطواء يفاقم هذه الحالة ويضاعفها، مما يهدد بالاصابة بالوساوس ـ مثلا ـ والاضطرابات النفسجسمية. وقد يكون الميل للعزلة والانطواء ناشئا من الشعور بضعف الثقة في النجاح والتعاطي مع الآخرين.
من دروس الحياة
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ محمد الصفار
تعجبني عناوين بعض الكتب التي تتحدث عن الثروة وزيادتها وتنميتها، وعن تسويق المشاريع وطرق عرضها، لأني في قراءة بعضها أيام عطلي وتنزهي مع الأولاد أشعر كأنها تتناول بعض شئوني، مع أني ولله الحمد لست تاجراً، لكني أستفيد منها في أبعاد حياتي الأخرى.
الحلم وكظم الغيظ
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
عن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: «إنّ الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم»1. يعد الحلم من القيم الأخلاقيّة التي أشاد بها القرآن الكريم والسّنة الشريفة، ومدحا المتخصّلين بها، وعرّف الحلم بتعاريف عديدة ومنها: ضبط النفس2 عند هيجان وثورة الغضب، وتملك عنانها حذر الاسترسال في هيجانها، فهو التمكن من الوقوف بصلابة في وجه ثورة النفس، والتأنّي وترك الانتقام عند شدّة الغضب مع القدرة عليه. فالحليم هو ذلك الشخص الذي لا يستفزّه الغضب فيسرع بالعقوبة، بل يضبط نفسه ويتريّث ويتعامل مع الموفق والحدث وفق ما تقتضيه الحكمة.
الاخوة في الاسلام
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ محمد توفيق المقداد
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ... ﴾ 1، حيث تتحدّث هذه الآية عن قضية مهمّة أوجدها الإسلام رابطة بين المؤمنين به والملتزمين خطّه ونهجه في الحياة الدنيا. معنى الأخوّة: إنطلاقاً من حديث أمير المؤمنين (عليه السلام): (الناس صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين،أو نظيرٌ لك في الخلق)، يمكن أن نحدّد معنى الأخوّة بأنّها: (إلتقاء عددٍ من الأفراد في الإيمان بعقيدةٍ واحدة ذات مسار واضح ومحدّد ويفرض على أتباعها نوعاً خاصّاً من التلاقي والتوافق في السلوك والأهداف).فالأخوّة إذن هي تعبيرٌ عن وحدة الهدف والمصير والمسار والسلوك تجاه القضايا والأحداث التي تمسّ المسلمين كمجموعة، فتفرض عليهم أخوّتهم الإسلامية طريقة خاصّة في التضامن
حقوق الابناء على الابوين وآداب تعامل الابوين مع الابناء
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ محمد توفيق المقداد
من الواضح أنّ العلاقة بين الآباء والأبناء هي من أسمى العلاقات الإنسانيّة لأنّها ترتبط بنظرة كلٍّ من الأب والإبن إلى الآخر، فالأب يرى أنّ ولده هو قطعة منه كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام لولده الإمام الحسن (عليه السلام): (وجدتك بعضي بل وجدتك كلي)1، والولد يرى أنّ أباه هو سبب وجوده في هذه الدنيا، ومن هنا فإنّ العلاقة التي تربطهما هي علاقة فطرية وتكوينية موجودة في أعماق نفس كلّ واحد منهما ولا مجال لأن تنقطع، بعكس أيّة علاقةٍ أخرى تربط بين شخصين حيث تكون قابلة للإنقطاع لسببٍ أو لآخر كعلاقة الزوج بزوجته، أو الصديق بصديقه أو الشريك بشريكه.
بين الحس الاجتماعي والحس الفكري
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
في مجتمعنا المحلي الحس الاجتماعي غالب على الحس الفكري، وهذا الأمر بالنسبة لي هو في منزلة الحقيقة الساطعة التي لا خلاف عليها ولا نزاع، وهذه الحالة ليست جديدة، لكن الجديد فيها أنها ظلت على هذا الحال وبقيت واستمرت، ولم تتغير مع كل التغيرات التي حصلت، وهي تغيرات واسعة ومتعاظمة، ويكفي في هذا الصدد الإشارة إلى ما عرف بثورة المعلومات وما جلبته من تغيرت أثرت على العالم برمته.
قوا انفسكم واهليكم نارا
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ 1. يلقي الله سبحانه وتعالى في هذه الآية المباركة على المؤمن مسؤوليتين، المسؤوليّة الأولى تجاه نفسه، والثانية تجاه أهله، فيأمره بوقاية نفسه وأهله من نار جهنّم. وأمّا كيف يقي الإنسان نفسه من نار جهنّم؟! فهذا واضح، لا يحتاج إلى مزيد من التأمل والتفكّر، فإنّ العبد إذا اجتنب فعل ما يؤدّي إلى النّار ويكون السبب في دخولها والعذاب فيها، فإنّه يكون بذلك قد وقى نفسه وأنقذها من النّار، ومعلوم أنّ الذنوب هي سبب ذلك وموجبه، فتكون وقاية النّفس من النّار باجتنابها. ولكي يجتنبها العبد فلا بدّ له من معرفة أسبابها للحد من تأثيرها، وهي كثيرة أذكر منها في حديثي هذا سببين رئيسيين:
الاستغفار
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
للذنوب آثار سلبيّة كثيرة وخطيرة جدّاً على الفرد والمجتمع والأمة والإنسانيّة، وهذه حقيقة أشار إليها كتاب الله المجيد والسّنة الشريفة، فما يواجهه الأفراد والمجتمعات والأمة والإنسانية من مشاكل ومصاعب وأزمات جلّها لها علاقة كبيرة بما يمارسه النّاس من جرائم، وما يرتكبونه من مخالفات شرعية، قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ 2. وقال: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ 3.
الكذب .. حرمته .. انواعه .. اثاره
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
قال الإمام الباقر «عليه السلام»: (إنّ الله عزّ وجل جعل للشر أقفالاً وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شر من الشراب)1. والمراد من الشراب في هذه الرّواية هو الأشربة المحرّمة كالخمر، وكون الكذب شر من الشراب فلربما بلحاظ بعض أقسامه؛ كالكذب على الله سبحانه وتعالى وحججه من الأنبياء والأئمة «عليهم السلام»، وكبعض أفراد شهادة الزّور والتي بسببها تزهق الأرواح البريئة وتنتهك الحقوق والأعراض.
القدوة الصالحة
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
الحياة بالنسبة لكل إنسان تعتبر تجربة جديدة، فهو يأتي إليها لسفرة واحدة فقط، غير قابلة للتكرار، ويواجهها دون سابق خبرة أو معرفة، لذا فإن الفشل في تجربة الحياة لا يمكن تداركه أو تعويضه، وكما يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ ... ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ 1. ولكن كيف يُنجح الإنسان تجربته الواحدة والوحيدة في هذه الحياة، وهو يواجهها كمتاهة واسعة، مزروعة بالألغام، مليئة بالشهوات والمغريات، تتشعب فيها الطرق، وتتعدد الخيارات؟
تفكيك بنية التطرف
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
التطرف من الظواهر الفكرية التي ظهرت وتظهر في جميع الأزمنة القديمة والحديثة والمعاصرة، وظهرت وتظهر في جميع المجتمعات والثقافات والديانات، وأنها من الظواهر التي لن تختفي أو تنتهي أو تتلاشى في الاجتماع الإنساني، حالها حال الظواهر الفكرية الأخرى التي يفرزها الإنسان، ويظل يحتلك بها، ويتعايش معها، اختيارا أو إكراها، توافقا أو اختلافا. وتتعدد صور هذه الظاهرة بتعدد الميادين كافة، ففي الميدان الفكري يمكن الحديث عن تطرف فكري، وفي الميدان الديني يمكن الحديث عن تطرف ديني، وفي الميدان السياسي يمكن الحديث عن تطرف سياسي، وفي الميدان الاقتصادي يمكن الحديث عن تطرف اقتصادي، وهكذا في الميادين الأخرى الاجتماعية والإعلامية والتربوية وغيرها.
المذموم من حب الدنيا
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
عن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: (حبُّ الدّنيا رأسُ كلِّ خطيئة)1. ورد الذّم للدّنيا في العديد من النّصوص الشريفة، والمذموم في الدّنيا هو التعلّق بها لأجل ذاتها، وجعل الإنسان منها هدفاً له بمغرياتها ورغباتها وشهواتها، مما يؤدّي إلى الابتعاد عن طريق الله القويم وصراطه المستقيم، فحبُّ الدنيا الذي يستعبد الإنسان فيجعله يتّبع هواه في شهواته ورغباته، من طعام، وجنس، ومال، وغيرها، بحيث أنّه إذا حاز على الكثير من هذه الدّنيا وتعلّق قلبه بها، نسي الموت والتّوبة قبل الموت، فطال أمله، ونسي آخرته، وهذا هو ما تخوّفه النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» على أمّته، فقال: (ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم خلتان: اتباع الهوى وطول الأمل، أمّا اتباع الهوى فيصد عن الحق وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة)2.
المرأة وسمو الأخلاق .. السيدة زينب نموذجاً
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
عبادة الخالق والقرب منه، هي المرتكز والمحور في الشخصية الإيمانية، بل هي مقياس الإنسانية والتحرّر في شخصية الإنسان، فالبديل عن التعبد لله، والخضوع له، هو العبودية للشهوات، وللمصالح المادية الزائلة. إنّ التعبّد لله يعني انسجام الإنسان مع فطرته النّقيّة، واستجابته لنداء عقله الصادق، بأنّ للحياة خالقاً يمسك بأزمتها، وإليه مصيرها. والتعبّد لله، هو النبع الذي يروي منه الإنسان ظمأه الروحي، ويتزوّد من دفقاته بدوافع الخير ونوازع الصلاح. فكلّما أقبل الإنسان على ربّه، وأخلص في عبادته، تجلّت إنسانيته أكثر، وتجسّدت القيم الخيّرة في شخصيته.
الحسد طاحونة الصراعات الدينية
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ محمد الصفار
خمسة مقالات في الحديث عن أسباب التنازع بين المتدينين سبقت هذا المقال، لأبدأ الحديث عن الحسد كسبب رئيسي من دوافع الصراع بينهم. «لا يوجد هناك من لا يعرف الحسد لأنه يكاد لا يخلو منه إنسان، وكأنه يدخل عنصرا من عناصر الغريزة في التركيب البشري» مصطلحات قرآنية لصالح عظيمة. لقد جاءت الأحاديث والروايات، متكاثرة ومحذره من سلطة الحسد، ودفعه الإنسان إلى المساوئ فهو آفة الدين، قال أمير المؤمنين «آفة الدين الحسد». وهو آفة الجسد قال «الحسد يذيب الجسد». وهو آفة الروح قال «ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد، نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم». والحاسد تتعطل قواه عن الإنتاج والإبداع والتطور، ذلك أن الإنتاج والإبداع بحاجة ماسة لأمرين اثنين:
الصبر
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
عن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» أنّه قال: «الصبر خير مركب، ما رزق الله عبداً خيراً له ولا أوسع من الصبر»1. يعد الصبر من القيم الأخلاقية الرفيعة، والسجايا النبيلة، ولقد حثت الشريعةُ الإسلاميةُ كتاباً وسنّة على الصبر، وامتدحته وامتدحت المتخلقين به، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ 2.
الفرار من الخصومات
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
حالة العداوة مع أي أحد من الناس ليست ممتعة ولا مريحة، فهي عبء على نفس الإنسان، واستهلاك لاهتماماته وجهوده، وهدر لطاقات المجتمع، وتمزيق لوحدته وانسجامه. لذلك على الإنسان العاقل الواعي أن يتجنب العداوات والخصومات، فلا يبادر أحداً بخصومة، ولا يصدر منه ما يسبب نزاعاً أو عداءً من قول أو فعل. وإذا ما حاول أحد أن يستدرجه لعداوة أو صراع، فليتحل بالذكاء وضبط النفس كي لا يقع في الفخ، فإن العداوة نفق لا يعرف الإنسان إذا دخله كيف يخرج منه؟
الاخلاص
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
عن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «العمل الخالص: الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحدٌ إلاّ الله عزّ وجل»1. الإخلاص هو تجريد القصد عن الشوائب كلّها، بحيث يكون العبد في جميع أفعاله وأقواله مخلصاً، لا يدخل في نيّة عمله قصداً آخر غير قصد القربة لله سبحانه وتعالى. ففي الرّواية أنّ الحواريين قالوا لعيسى «عليه السلام»: «يا روح الله، من المخلص؟ قال: الذي يعمل لله، لا يحبّ أن يحمده النّاس عليه»2. فالمقياس الإلهي لقبول العمل وإعطاء الأجر عليه يختلف عن المقياس المتّبع عند النّاس، فالأجر على العمل في الأمور الدنيويّة منوط بإنجاز العمل، فمتى ما أنجز العامل العمل بالشكل المطلوب منه وحسب الشروط التي اشترطها عليه صاحب العمل استحقّ الأجرة عليه،
التوقف الفكري
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
في مجتمعنا من السهل أن يصاب الإنسان بالتوقف الفكري، ومن الصعب أن يحافظ على تجدده الفكري، هذه ظاهرة وليست حكمة، ظاهرة بمعنى أنها مقولة اجتماعية لها أساس وجودي مدرك في الواقع الخارجي بالإمكان وصفه والحديث عنه، وليست حكمة بمعنى أنها ليست مقولة بيانية تتوخى بديع الكلام وتحسيناته، وإن كانت تصلح أن تكون حكمة كذلك. هذه الظاهرة لفتت انتباهي كثيرا، وطالما أشرت إليها مرارا في أحاديث شفهية، وهي توحي لي بأننا كمجتمع لا نتقدم فكريا، ولا نصنف على المجتمعات التي تعرف بالتقدم الفكري حتى على المستوى العربي، ويظهر ذلك ويتجلى حين نرى أن الفكر والعمل الفكري لا يشغل إلا حيزا ضيقا ومحدودا، ولا يعرف في مجتمعنا على نطاق واسع، وهناك من يصفه وكأنه صرخة في واد.
التعصب للرأي، موقف متشنج من الآخر
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
وينتج عن هذه الحالة – غالباً- موقف التطرف والحديّة تجاه المخالفين، وحتى في الاختلاف عند بعض القضايا الجزئية، والأمور البسيطة الجانبية. إنه خلق يخالف تعاليم الإسلام الذي يربي أبناءه على الاستماع لمختلف الآراء ومحاكمتها على أساس الدليل والمنطق، لا التعصب والانفعال. يقول تعالى: ﴿ ... فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ... ﴾ 1. وأكثر من ذلك فإن رسول الله والذي لا يشك في أحقية دعوته بمقدار ذرة واحدة، يخاطب المشركين بمنتهى التواضع والموضوعية قائلاً ﴿ ... وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ 2 . إنه منهج تربوي عظيم، يصوغ شخصية الإنسان على أساس احترام الآخرين، ومركزية العقل والوجدان.
تطهير الذات وتلويث الغير
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ محمد الصفار
سؤال حاضر وضاغط يراود من يداخل الناس ويحيط ببعض قضاياهم، لماذا يعمد الناس إلى تطهير أنفسهم من كل خطأ أو خلل أو تقصير، ويحاولون التبرؤ من هفوات أعمالهم، ومشاكل أسرهم، وخلافات شراكاتهم، وتقاعس مجتمعاتهم، ويبرعون في إلصاق كل شيء بالآخر؟ هذا الآخر الشريك في التجارة، والجزء من العائلة، والزميل في العمل، والفرد في المجتمع، لماذا يكون ضحية لهذا السلوك المعوج؟