كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٩

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 430

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 430
المشاهدات: 35713
تحميل: 4571


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 430 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35713 / تحميل: 4571
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 19

مؤلف:
العربية

و قال الآخر:

هيهات رد الخيل بالأبوال

إذا غدت في صور السعالي

و قال آخر:

جعلوا السيوف المشرفية منهم

بول النساء و قل ذاك غناء

فأما ذكرهم عزيف الجن في المفاوز و السباسب فكثير مشهور كقول بعضهم:

و خرق تحدث غيطانه

حديث العذارى بأسرارها

و قال آخر:

و دوية سبسب سملق

من البيد تعزف جنانها

و قال الأعشى:

و بهماء تعزف جناتها

مناهلها آجنات سدم

و قال:

و بلدة مثل ظهر الترس موحشة

للجن بالليل في حافاتها زجل

و قال آخر:

ببيداء في أرجائها الجن تعزف

و قال الشرقي بن القطامي كان رجل من كلب يقال له عبيد بن الحمارس شجاعا و كان نازلا بالسماوة أيام الربيع فلما حسر الربيع و قل ماؤه و أقلعت أنواؤه تحمل إلى وادي تبل فرأى روضة و غديرا فقال روضة و غدير و خطب يسير و أنا لما

٤٢١

حويت مجير فنزل هناك و له امرأتان اسم إحداهما الرباب و الأخرى خولة فقالت له خولة:

أرى بلدة قفرا قليلا أنيسها

و إنا لنخشى إن دجا الليل أهلها

و قالت له الرباب:

أرتك برأيي فاستمع عنك قولها

و لا تأمنن جن العزيف و جهلها

فقال مجيبا لهما:

أ لست كميا في الحروب مجربا

شجاعا إذا شبت له الحرب محربا

سريعا إلى الهيجا إذا حمس الوغى

فأقسم لا أعدو الغدير منكبا

ثم صعد إلى جبل تبل فرأى شيهمة و هي الأنثى من القنافذ فرماها فأقعصها و معها ولدها فارتبطه فلما كان الليل هتف به هاتف من الجن:

يا ابن الحمارس قد أسأت جوارنا

و ركبت صاحبنا بأمر مفظع

و عقرت لقحته و قدت فصيلها

قودا عنيفا في المنيع الأرفع

و نزلت مرعى شائنا و ظلمتنا

و الظلم فاعله وخيم المرتع

فلنطرقنك بالذي أوليتنا

شر يجيئك ما له من مدفع

فأجابه ابن الحمارس:

يا مدعي ظلمي و لست بظالم

اسمع لديك مقالتي و تسمع

إن كنتم جنا ظلمتم قنفذا

عقرت فشر عقيرة في مصرع

لا تطمعوا فيما لدي فما لكم

فيما حويت و حزته من مطمع

فأجابه الجني:

يا ضارب اللقحة بالعضب الأفل

قد جاءك الموت و أوفاك الأجل

٤٢٢

و ساقك الحين إلى جن تبل

فاليوم أقويت و أعيتك الحيل

فأجابه ابن الحمارس:

يا صاحب اللقحة هل أنت بجل

مستمع مني فقد قلت الخطل

و كثرة المنطق في الحرب فشل

هيجت قمقاما من القوم بطل

ليث ليوث و إذا هم فعل

لا يرهب الجن و لا الإنس أجل

من كان بالعقوة من جن تبل

قال فسمعهما شيخ من الجن فقال لا و الله لا نرى قتل إنسان مثل هذا ثابت القلب ماضي العزيمة فقام ذلك الشيخ و حمد الله تعالى ثم أنشد:

يا ابن الحمارس قد نزلت بلادنا

فأصبت منها مشربا و مناما

فبدأتنا ظلما بعقر لقوحنا

و أسأت لما أن نطقت كلاما

فاعمد لأمر الرشد و اجتنب الردى

إنا نرى لك حرمة و ذماما

و اغرم لصاحبنا لقوحا متبعا

فلقد أصبت بما فعلت أثاما

فأجابه ابن الحمارس:

الله يعلم حيث يرفع عرشه

أني لأكره أن أصيب أثاما

أما ادعاؤك ما ادعيت فإنني

جئت البلاد و لا أريد مقاما

فأسمت فيها مالنا و نزلتها

لأريح فيها ظهرنا أياما

فليغد صاحبكم علينا نعطه

ما قد سألت و لا نراه غراما

ثم غرم للجن لقوحا متبعا للقنفذ و ولدها.

و هذه الحكاية و إن كانت كذبا إلا أنها تتضمن أدبا و هي من طرائف

٤٢٣

أحاديث العرب فذكرناها لأدبها و إمتاعها و يقال إن الشرقي بن القطامي كان يصنع أشعارا و ينحلها غيره.فأما مذهب العرب في أن لكل شاعر شيطانا يلقي إليه الشعر فمذهب مشهور و الشعراء كافة عليه قال بعضهم:

إني و إن كنت صغير السن

و كان في العين نبو عني

فإن شيطاني أمير الجن

يذهب بي في الشعر كل فن

و قال حسان بن ثابت:

إذا ما ترعرع فينا الغلام

فما إن يقال له من هوه

إذا لم يسد قبل شد الإزار

فذلك فينا الذي لا هوه

و لي صاحب من بني الشيصبان

فطورا أقول و طوار هوه

و كانوا يزعمون أن اسم شيطان الأعشى مسحل و اسم شيطان المخبل عمرو و قال الأعشى:

دعوت خليلي مسحلا و دعوا له

جهنام جدعا للهجين المذمم

و قال آخر:

لقد كان جني الفرزدق قدوة

و ما كان فينا مثل فحل المخبل

و لا في القوافي مثل عمرو و شيخه

و لا بعد عمرو شاعر مثل مسحل

و قال الفرزدق يصف قصيدته:

كأنها الذهب العقيان حبرها

لسان أشعر خلق الله شيطانا

٤٢٤

و قال أبو النجم:

إني و كل شاعر من البشر

شيطانه أنثى و شيطاني ذكر

و أنشد الخالع فيما نحن فيه لبعض الرجاز:

إن الشياطين أتوني أربعه

في غلس الليل و فيهم زوبعه

و هذا لا يدل على ما نحن بصدده من أمر الشعر و إلقائه إلى الإنسان فلا وجه لإدخاله في هذا الموضع.و من مذاهبهم أنهم كانوا إذا قتلوا الثعبان خافوا من الجن أن يأخذوا بثأره فيأخذون روثة و يفتونها على رأسه و يقولون روثة راث ثائرك.و قال بعضهم:

طرحنا عليه الروث و الزجر صادق

فراث علينا ثأره و الطوائل

و قد يذر على الحية المقتولة يسير رماد و يقال لها قتلك العين فلا ثأر لك و في أمثالهم لمن ذهب دمه هدرا و هو قتيل العين قال الشاعر:

و لا أكن كقتيل العين وسطكم

و لا ذبيحة تشريق و تنحار

فأما مذهبهم في الخرزات و الأحجار و الرقى و العزائم فمشهور فمنها السلوانة و يقال السلوة و هي خرزة يسقى العاشق منها فيسلو في زعمهم و هي بيضاء شفافة قال الراجز:

لو أشرب السلوان ما سليت

ما بي غنى عنكم و إن غنيت

السلوان جمع سلوانة.

٤٢٥

و قال اللحياني السلوانة تراب من قبر يسقى منه العاشق فيسلو و قال عروة بن حزام:

جعلت لعراف اليمامة حكمه

و عراف نجد إن هما شفياني

فقالا نعم نشفي من الداء كله

و قاما مع العواد يبتدران

فما تركا من رقية يعرفانها

و لا سلوة إلا و قد سقياني

و قال آخر:

سقوني سلوة فسلوت عنها

سقى الله المنية من سقاني

أي سلوت عن السلوة و اشتد بي العشق و دام و قال الشمردل:

و لقد سقيت بسلوة فكأنما

قال المداوي للخيال بها ازدد

و من خرزاتهم الهنمة تجتلب بها الرجال و تعطف بها قلوبهم و رقيتها أخذته بالهنمة بالليل زوج و بالنهار أمه.و منها الفطسة و القبلة و الدردبيس كلها لاجتلاب قلوب الرجال قال الشاعر:

جمعن من قبل لهن و فطسة

و الدردبيس تمائما في منظم

فانقاد كل مشذب مرس القوى

لحبالهن و كل جلد شيظم

و قيل الدردبيس خرزة سوداء يتحبب بها النساء إلى بعولتهن توجد في القبور العادية و رقيتها أخذته بالدردبيس تدر العرق اليبيس و تذر الجديد كالدريس و أنشد:

قطعت القيد و الخرزات عني

فمن لي من علاج الدردبيس

٤٢٦

و أصل الدردبيس الداهية و نقل إلى هذه لقوة تأثيرها.و من خرزاتهم القرزحلة أنشد ابن الأعرابي:

لا تنفع القرزحلة العجائزا

إذا قطعن دونها المفاوزا

و هي من خرز الضرائر إذا لبستها المرأة مال إليها بعلها دون ضرتها.و منها خرزة العقرة تشدها المرأة على حقويها فتمنع الحبل ذكر ذلك ابن السكيت في إصلاح المنطق.و منها الينجلب و رقيتها أخذته بالينجلب فلا يرم و لا يغب و لا يزل عند الطنب.و منها كرار مبنية على الكسر و رقيتها يا كرار كريه إن أقبل فسريه و إن أدبر فضريه من فرجه إلى فيه.و منها الهمرة و رقيتها يا همرة اهمريه من استه إلى فيه و ماله و بنيه.و منها الخصمة خرزة للدخول على السلطان و الخصومة تجعل تحت فص الخاتم أو في زر القميص أو في حمائل السيف قال بعضهم:

يعلق غيري خصمة في لقائهم

و ما لي عليكم خصمة غير منطقي

و منها الوجيهة و هي كالخصمة حمراء كالعقيق.و منها العطفة خرزة العطف و الكحلة خرزة سوداء تجعل على الصبيان لدفع العين عنهم و القبلة خرزة بيضاء تجعل في عنق الفرس من العين و الفطسة خرزة يمرض بها العدو و يقتل و رقيتها أخذته بالفطسة بالثوباء و العطسة فلا يزال في تعسة من أمره و نكسة حتى يزور رمسه.

٤٢٧

و من رقاهم للحب هوابه هوابه البرق و السحابه أخذته بمركن فحبه تمكن أخذته بإبره فلا يزل في عبره خليته بإشفى فقلبه لا يهدا خليته بمبرد فقلبه لا يبرد و ترقي الفارك زوجها إذا سافر عنها فتقول بأفول القمر و ظل الشجر شمال تشمله و دبوره تدبره و نكباء تنكبه شيك فلا انتعش ثم ترمي في أثره بحصاة و نواة و روثة و بعرة و تقول حصاة حصت أثره نواة أنأت داره روثة راث خبره لقعته ببعرة و قالت فارك في زوجها:

أتبعته إذ رحل العيس ضحى

بعد النواة روثة حيث انتوى

الروث للرثى و للنأي النوى

و قال آخر:

رمت خلفه لما رأت وشك بينه

نواة تلتها روثة و حصاة

و قالت نأت منك الديار فلا دنت

و راثت بك الأخبار و الرجعات

و حصت لك الآثار بعد ظهورها

و لا فارق الترحال منك شتات

و قال آخر يخاطب امرأته:

لا تقذفي خلفي إذا الركب اغتدى

روثة عير و حصاة و نوى

لن يدفع المقدار أسباب الرقى

و لا التهاويل على جن الفلا

هذا الرجز أورده الخالع في هذا المعرض و هو بأن يدل على عكس هذا المعنى أولى لأن قوله لن يدفع المقدار بالرقى و لا بالتهاويل على الجن كلام يشعر بأن قذف الحصاة و النواة خلفه كالعوذة له لا كما تفعله الفارك التي تتمنى الفراق.

٤٢٨

فأما مذهبهم في القيافة و الزجر و الكهانة و اختلافهم في السانح و البارح و تشاتمهم باللفظة و الكلمة و تأويلهم لها و تيمنهم بكلمة أخرى و ما كانوا يفعلونه من البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحامي فكله مشهور معروف لا حاجة لنا إلى ذكره هاهنا.فأما لفظ أمير المؤمنين ع في قوله نشرة فإن النشرة في اللغة كالعوذة و الرقية قالوا نشرت فلانا تنشيرا أي رقيته و عوذته و قال الكلابي إذا نشر المسفوع فكأنما أنشط من عقال أي يذهب عنه ما به سريعا و في الحديث أنه قال فلعل طبا أصابه يعني سحرا ثم عوذه بقل أعوذ برب الناس أي رقاه و كذلك إذا كتب له النشرة.و قد عد أمير المؤمنين ع أمورا أربعة ذكر منها النشرة و لم يكن ع ليقول ذلك إلا عن توقيف من رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ).

٤٢٩

الفهرس

کتاب شرح نهج البلاغة الجزء التاسع عشر ابن ابي الحديد 1

فصل في الحياء و ما قيل فيه 45

مثل من شجاعة علي 60

قصة غزوة الخندق 62

ما جرى بين يحيى بن عبد الله و بين ابن المصعب عند الرشيد 91

نبذ من غريب كلام الإمام علي و شرحه لأبي عبيد 117

نبذ من غريب كلام الإمام علي و شرحه لابن قتيبة 124

خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140

نبذ مما قيل في السلطان 149

نبذ من الأقوال الحكمية في تقلبات الدهر و تصرفاته 178

نبذ من الأقوال الحكمية في حمد القناعة و قلة الأكل 184

نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر و الغنى 227

نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد و المطل 248

نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا و صروفها 287

فصل في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر 307

أقوال مأثورة في الجود و البخل 316

نبذ مما قيل في حال الدنيا و هوانها و اغترار الناس بها 326

فصل فيما ورد في الطيب من الآثار 341

نبذ مما قيل في التيه و الفخر 352

طرائف حول الأسماء و الكنى 365

أقوال في العين و السحر و الفأل و العدوى و الطيرة 372

نكت في مذاهب العرب و تخيلاتها 382

الفهرس 430

٤٣٠