موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ٥

موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ0%

موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 360

موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد الريشهري
تصنيف: الصفحات: 360
المشاهدات: 144408
تحميل: 5102


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 360 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 144408 / تحميل: 5102
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

من أنّه تقتله الفئة الباغية، وبان بذلك أنّ عليّاً مُحقّ وأنّ معاوية باغٍ (1) .

2070 - ابن حجر في فتح الباري - بعد ذكر حديث عمّار -: وفي هذا الحديث عِلم مِن أعلام النبوّة، وفضيلة ظاهرة لعليّ ولعمّار، وردّ على النواصب الزاعمين أنّ عليّاً لم يكن مصيباً في حروبه (2) .

2071 - أيضاً - بعد ذكر حديث الخوارج -: وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدّم منقبة عظيمة لعليّ، وأنّه كان الإمام الحقّ، وأنّه كان على الصواب في قتال مَن قاتله في حروبه في الجَمل وصفّين وغيرهما (3) .

2072 - أيضاً، في قوله تعالى: ( وَإِن طَـائـِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا... ) (4) ، فيها الأمر بقتال الفئة الباغية، وقد ثبت أنّ مَن قاتل عليّاً كانوا بغاة (5) .

2073 - مجموع فتاوى ابن تيميّة - بعد ذكر حديث عمّار (تقتله الفئة الباغية) -: وهذا أيضاً يدلّ على صحّة إمامة عليّ ووجوب طاعته، وأنّ الداعي إلى طاعته داعٍ إلى الجنّة، والداعي إلى مُقاتلته داعٍ إلى النار - وإن كان مُتأوّلا - وهو دليل على أنّه لم يكن يجوز قتال عليّ.

وعلى هذا، فمقاتله مخطئ وإن كان متأوّلا، أو باغٍ بلا تأويل، وهو أصحّ القولين لأصحابنا، وهو الحكم بتخطئة مَن قاتل عليّاً، وهو مذهب الأئمّة الفقهاء

____________________

(1) البداية والنهاية: 7 / 267.

(2) فتح الباري: 1 / 543 / 447، فيض القدير: 4 / 467.

(3) فتح الباري: 12 / 299 / 6934.

(4) الحجرات: 9.

(5) فتح الباري: 13 / 67 / 7110.

٦١

الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المُتأوّلين (1) .

____________________

(1) مجموع فتاوى ابن تيميّة: 4 / 437.

٦٢

الكلام في إصابة الإمام في كلّ حُروبه

قال أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النُعمان، المُلقّب بالمفيد: ومِن الدليل على أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان مُصيباً في حروبه كلّها، وأنّ مُخالفيه في ذلك على ضلال، ما تظاهرت به الروايات عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) مِن قوله: (حربك يا عليّ حربي، وسلمك يا عليّ سلمي) (1) ، وقوله (صلى الله عليه وآله): (يا عليّ، أنا حرب لمَن حاربك، وسِلم لمَن سالمك) (2) .

وهذان القولان مرويّان من طريقي العامّة والخاصّة، والمنتسبة من أصحاب الحديث إلى السنّة، والمنتسبين منهم إلى الشيعة، لم يعترض أحد من العلماء الطعن على سندهما، ولا ادّعى إنسان من أهل المعرفة بالآثار كذب رواتهما.

____________________

(1) الفصول المُختارة:2 / 245، أوائل المقالات للمفيد:4 / 285، فقه القرآن للراوندي:1 / 365، عوالي اللآلي:2 / 102 / 278 وج 4 / 87 / 108، بحار الأنوار:32 / 331.

(2) الأمالي للمفيد: 213 / 4، بحار الأنوار:39 / 206 / 25، وراجع سنن ابن ماجة: 1 / 52 / 145، ومسند ابن حنبل: 3 / 446 / 9704، والمستدرك على الصحيحين: 3 / 161 / 4713 و4714، والمناقب لابن المغازلي: 64 / 90.

٦٣

وما كان هذا سبيله وجب تسليمه والعمل به، إذ لو كان باطلاً لما خلت الأُمة من عالم منها ينكره ويكذّب رواته، ولا سَلِم من طعنٍ فيه، ولعرف سبب تخرّصه وافتعاله، ولأُقيم دليل الله سبحانه على بطلانه، وفي سلامة هذين الخبرين من جميع ما ذكرناه حجّة واضحة على ثبوتهما حسبما بيّنّاه.

ومِن ذلك: الرواية المستفيضة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): (تقاتل يا عليّ على تأويل القرآن، كما قاتلتَ على تنزيله) (1) .

وقوله لسهيل بن عمرو ومَن حضر معه لخطابه على ردّ مَن أسلم من مواليهم: (لتنتهِنّ يا معشر قريش أو ليبعث الله عليكم رجلاً يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتُكم على تنزيله).

فقال له بعض أصحابه: مَن هو يا رسول الله، هو فلان؟

قال: (لا).

قال: ففلان؟

قال: (لا، ولكنّه خاصف (2) النعل في الحجرة).

____________________

(1) المُسترشد: 429 / 142، كفاية الأثر: 76 عن أنس، الإرشاد: 1 / 123 عن جابر، عن الإمام الباقر، عن أبيه (عليهما السلام)، كشف الغمّة: 1 / 336، إحقاق الحقّ: 6 / 24، والثلاثة الأخيرة نحوه، بحار الأنوار: 36/311/152، مسند ابن حنبل: 4/68/11289، المستدرك على الصحيحين: 3/132/4621، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 286 / 155، حلية الأولياء: 1 / 67، أُسد الغابة: 4/108/3789، فرائد السمطين: 1 / 161 / 122 والستّة الأخيرة نحوه، الصواعق المُحرقة: 123 والسبعة الأخيرة عن أبي سعيد الخدري، المناقب لابن المغازلي: 298 / 341 عن إسماعيل، عن أبيه الإمام الكاظم، عن آبائه (عليهم السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله) نحوه.

(2) خصف النعل، يخصف خصفاً: ظاهر بعضها على بعض وخرزها (لسان العرب: 9 / 71).

٦٤

فنظروا فإذا عليّ (عليه السلام) في الحجرة يخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1) .

ومن ذلك: قوله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): (تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين).

والقول في هذه الرواية كالأخبار التي تقدّمت، قد سلمت من طاعن في سندها بحجّة، ومن قيام دليل على بطلان ثبوتها، وسلّم لروايتها الفريقان فدلّ على صحّتها.

ومِن ذلك: قوله (صلى الله عليه وآله): (عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ، اللّهمّ أدِر الحقّ مع عليّ حيثما دار) (2) . وهذا أيضاً خبر قد رواه محدّثو العامّة، وأثبتوه في الصحيح عندهم، ولم يعترض أحدهم لتعليل سنده، ولا أقدم منهم مقدم على تكذيب ناقله، وليس توجد حجّة في العقل ولا السمع على فساده، فوجب الاعتقاد بصحّته وصوابه.

ومِن ذلك: قوله (صلى الله عليه وآله): (اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره،

____________________

(1) الإفصاح: 135، مجمع البيان: 3 / 322، تأويل الآيات الظاهرة: 1 / 149 / 7، أُسد الغابة: 3 / 282 / 3277، الإصابة: 4 / 245 / 5102، ينابيع المودّة: 1 / 187 / 4، والثلاثة الأخيرة عن عبد الرحمان بن بشير، وكلّها نحوه، وراجع الإرشاد: 1 / 122 والمناقب لابن شهر آشوب: 2 / 85، وكشف الغمّة: 1 / 335، وإعلام الورى: 1 / 372، ونهج الحقّ: 220، والمستدرك على الصحيحين: 2 / 150 / 2614، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: 86 / 31، ومجمع الزوائد: 5 / 338 / 8950 وأُسد الغابة: 4 / 99 / 3789، وتذكرة الخواصّ: 40، والمناقب للخوارزمي: 128 / 142، وفرائد السمطين: 1 / 162 / 124، وعمدة عيون صحاح الأخبار: 224.

(2) الطرائف: 103 / 150، كشف الغمّة: 1 / 143 عن أُمّ سلمة، إعلام الورى: 1 / 316، نهج الحقّ: 224، كلّها نحوه، إحقاق الحقّ: 5 / 623 - 638 وفيه صدره، المستدرك على الصحيحين: 3 / 135 / 4629، تاريخ بغداد: 14 / 321 / 7643، فرائد السمطين: 1 / 176 / 138، المناقب للخوارزمي: 104 / 107، الإنصاف: 66، وفي الثلاثة الأخيرة ذيله، تطهير الجنان واللسان: 51.

٦٥

واخذل مَن خذله) (1) ، وهذا في الرواية أشهر من أن يحتاج معه إلى جمع السَند له، وهو أيضاً مُسلّم عند نَقَلة الأخبار.

وقوله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام): (قاتلَ اللهُ مَن قاتلك، وعادى اللهُ مَن عاداك) (2) ، والخبر بذلك مشهورٌ وعند أهل الرواية معروفٌ مذكور.

ومن ذلك: قوله (صلى الله عليه وآله): (مَن آذى عليّاً فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى الله تعالى (3) ). فَحكمَ أنّ الأذى له (عليه السلام) أذى الله، والأذى لله جلّ اسمه هلاك مُخرج عن الإيمان، قال الله عزّ وجلّ: ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (4) .

وأمثال ما أثبتناه من هذه الأخبار في معانيها - الدالّة على صواب أمير المؤمنين (عليه السلام) وخطأ مُخالفيه - كثيرة، إن عملنا على إيراد جميعها، طال به الكتاب وانتشر به الخطاب، وفيما أثبتناه منه للحقّ كفاية للغرض الذي نأمله، إن شاء الله تعالى (5) .

____________________

(1) مسند ابن حنبل: 1 / 254 / 964 وص 250 / 951، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 181 / 98، تاريخ دمشق: 42 / 207 / 8684 وص 208، الإرشاد: 1 / 176، الخصال: 66 / 98، معاني الأخبار: 67 / 8.

(2) الكافئة: 36 / 37، الاحتجاج: 1 / 330 / 55، بشارة المصطفى: 166، الإصابة: 3 / 82 / 3254 وج 2 / 373 / 2560، أُسد الغابة: 2 / 238 / 1589.

(3) ذخائر العقبى: 122، المعيار والموازنة: 224 ; الإفصاح: 128، العدد القويّة: 248 / 50، المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 212، وراجع مسند ابن حنبل: 5 / 405 / 15960، وصحيح ابن حبّان: 15 / 365 / 6923.

(4) الأحزاب: 57.

(5) الجَمل: 79، 82.

٦٦

أقول: راجع كلام ابن أبي الحديد في أنّ الإمامة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) حقّ الإمام عليّ (عليه السلام)، وأنّه لو سلّ سيفه لحكمنا بهلاك كلّ من خالفه ; لأنّه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنه قال: (عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ يدور حيثما دار)، وقال له غير مرّة: (حربك حربي وسلمك سلمي) (1) .

____________________

(1) شرح نهج البلاغة: 2 / 297.

٦٧

٦٨

الحرب الأُولى

وقعة الجَمل

فتنة الناكثين

وفيه فصول:

الفصل الأوّل: مواصفات الحرب

الفصل الثاني: هويّة رؤساء الناكثين

الفصل الثالث: تأهّب الناكثين للخروج على الإمام

الفصل الرابع: تأهّب الإمام لمواجهة الناكثين

الفصل الخامس: استنصار الإمام من الكوفة

الفصل السادس: احتلال البصرة

الفصل السابع: من ذي قار إلى البصرة

الفصل الثامن: جهود الإمام لمنع القتال

الفصل التاسع: القتال

الفصل العاشر: بعد الظَفَر

٦٩

٧٠

الفصل الأوّل

مواصفات الحرب

1 / 1 تاريخها

ذكر بعض المؤرّخين أنّ معركة الجمل وقعت في جمادى الأُولى (1) عام (36 هـ)، بينما أكّد بعض آخر أنّها وقعت في جمادى الثانية (2) من العام نفسه، ولم تدُم أكثر من يوم واحد (3) .

____________________

(1) التاريخ الصغير: 1 / 120، مروج الذهب: 2 / 360، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، أُسد الغابة: 2 / 310، تاريخ اليعقوبي: 2 / 182.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 411 / 5570، الطبقات الكبرى: 3 / 224، تاريخ خليفة بن خيّاط: 135 وص 138، تاريخ الطبري: 4 / 501 وص514 و534، الأخبار الطوال: 147، الكامل في التاريخ: 2 / 333، العُقد الفريد: 3 / 314، البداية والنهاية: 7 / 239.

(3) ذكرت بعض المصادر أنّ الحرب استغرقت أربع ساعات، راجع: تاريخ اليعقوبي: 2 / 183، وحدّد =

٧١

وتاريخ الرسالتين اللتين بعثهما الإمام إلى أهالي المدينة والكوفة بعد انتهاء الحرب يؤيّد الرأي الأوّل. فقد جاء في ختام هاتين الرسالتين: (و كتب عبيد الله بن أبي رافع في جمادى الأُولى من سنة ستّ وثلاثين من الهجرة) (1) .

النقطة الجديرة بالاهتمام فيما يخصّ تاريخ وقوع أوّل حرب داخليّة في عهد حكومة الإمام (عليه السلام) هي أنّ هذه الحرب وقعت بعد خمسة أشهر فقط من مُبايعة الناس إيّاه، وأنّه بقي مشغولا بإخماد الفتن الداخليّة طوال عهد حكومته الذي استمرّ لأقلّ من خمس سنوات. وهذا يعني أنّه لم تسنح له الفرصة للبناء ولتنفيذ سياساته وخُططه، ولكنّه في الوقت ذاته لم يُفرّط بأيّة فرصة، وقدّم في عهد حكومته أفضل وأبدع أساليب الحُكم، وخلّف أكبر رقم في ميدان البناء والإعمار.

1 / 2 مكانها

البصرة: مدينة تقع في أقصى الجنوب الشرقي للعراق، قرب الحدود مع إيران والكويت.

بُنيت البصرة مع الكوفة في عهد الخليفة الثاني وبأمره. وكانت مركزاً عسكريّاً تنطلق منه الجيوش الإسلاميّة لدى فتحها بلاد الشرق (2) .

____________________

= زمانها بما بين الظهر والمغرب في مصادر أُخرى نظير أنساب الأشراف: 3 / 38، كما ذكر أنها استمرّت يوماً في بعضها كما في تاريخ الطبري: 4 / 523. ولا تعارض بين هذه الأقوال.

(1) الجَمل: 396 وص 399.

(2) تاريخ الطبري: 3 / 590 و591، مُروج الذهب: 2 / 328، البداية والنهاية: 7 / 48، وفي كلّها قول آخر في تمصيرها سنة ستّ عشرة، معجم البلدان: 1 / 432 لمزيد الاطّلاع على البصرة وتمصيرها راجع كتاب: (موسوعة تاريخ البصرة)، الجزء الأوّل.

٧٢

وعندما عزم الناكثون على محاربة أمير المؤمنين (عليه السلام)، صاروا يبحثون عن مدينة عسكريّة. ولم تكن هناك مدينة تحمل هذه الخصوصيّة غير البصرة والكوفة، ونظراً لطبيعة علاقة أهالي الكوفة بالإمام عليّ (عليه السلام)، وتنفُّذ بعض رؤوس الناكثين بين أهالي البصرة، فقد وقع اختيارهم على البصرة.

وقعت معركة الجمل في الزابوقة (1) التي هي في ضواحي البصرة، أو في الزاوية (2) التي كانت واحدة من أحياء البصرة أو في الخريبة (3) .

1 / 3 عدد المشاركين فيها

بلغ قوام الجيشين في معركة الجمل خمسين ألفاً، شكّل جيش الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) عشرين ألفاً منهم (4) ، وشكّل جيش الناكثين ثلاثين ألفاً (5) . ومن اللافت للنظر في جيش الإمام (عليه السلام) أنّ بين أُمرائه عدداً من وجوه الصحابة المعروفين بطُهرهم، وجلالتهم، والتزامهم، وتعبّدهم.

____________________

(1) تاريخ الطبري: 4 / 466 وص 470 و505، الكامل في التاريخ: 2 / 336، مُعجم البلدان: 3 / 125، مُعجم ما استعجم: 2 / 691، الفتوح: 2 / 463.

(2) مُروج الذهب: 2 / 370، تاريخ خليفة بن خيّاط: 135.

(3) الأخبار الطوال: 146، تاريخ اليعقوبي: 2 / 182.

(4) تاريخ الطبري: 4 / 505، الكامل في التاريخ: 2 / 336، الفتوح: 2 / 464، البداية والنهاية: 7 / 240، الجَمل: 321، وفيه: (فأحاط العسكر يومئذ من الفُرسان المعروفين والرجّالة المشهورين على ستّة عشر ألف رجل).

(5) تاريخ الطبري: 4 / 505، الكامل في التاريخ: 2 / 336، الفتوح: 2 / 464، البداية والنهاية: 7 / 240.

٧٣

1 / 4 قادة جيش الإمام

قائد الخيّالة: عمّار بن ياسر (1) .

قائد الرجّالة: محمّد بن أبي بكر (2) .

قائد الساقة: هند المرادي (3) .

قائد المقدّمة: عبد الله بن عبّاس (4) .

قائد الميمنة: الإمام الحسن (عليه السلام) (5) .

قائد الميسرة: الإمام الحسين (عليه السلام) (6) .

صاحب الراية: محمّد ابن الحنفيّة (7) (8) .

____________________

(1 و 2) تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، العُقد الفريد: 3 / 314، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138، الإمامة والسياسة: 1 / 90، الجَمل: 319.

(3) الإمامة والسياسة: 1 / 90، الجَمل: 319، وزاد فيه: (ثُمّ الجملي).

(4) تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، العُقد الفريد: 3 / 314، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138، الإمامة والسياسة: 1 / 90، تاريخ الطبري: 4 / 480، وفيه: (أبو ليلى بن عمر بن الجرّاح)، الجَمل: 319.

(5) العُقد الفريد: 3 / 314، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138، وفيهما: (علباء بن الهيثم السدوسي، ويقال عبد الله بن جعفر، ويقال الحسن بن عليّ) على نحو الترديد بينهم، تاريخ الطبري: 4 / 480، وفيه: (عبد الله بن عبّاس)، الأخبار الطوال: 147، وفيه: (الأشتر)، هامش تاريخ دمشق: 13 / 260.

(6) تاريخ دمشق: 14 / 187، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، العُقد الفريد: 3 / 314، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138، تاريخ الطبري: 4 / 480، وفيه: (عمر بن أبي سلمة أو عمرو بن سفيان بن عبد الأسد)، الأخبار الطوال: 147، وفيه: (عمّار بن ياسر).

(7) تاريخ الطبري: 4 / 480، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، العُقد الفريد: 3 / 314، الأخبار الطوال: 147، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138.

(8) لمزيد الاطّلاع حول قادة جيش الإمام (عليه السلام): راجع الفتوح: 2 / 468.

٧٤

1 / 5 قادة جيش الناكثين

قائد الحرب: الزبير بن العوّام (1) .

قائد الخيّالة: طلحة بن عبيد الله (2) .

قائد خيّالة الميمنة: مروان بن الحكم (3) .

قائد خيّالة الميسرة: هلال بن وكيع الدارمي (4) .

قائد الرجّالة: عبد الله بن الزبير (5) .

قائد رجّالة الميمنة: عبد الرحمان بن عتاب بن أُسيد (6) .

قائد رجّالة الميسرة: عبد الرحمان بن الحارث (7) .

____________________

(1) الإمامة والسياسة: 1 / 89، الجمل: 324.

(2) تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، العُقد الفريد: 3 / 314، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138، الإمامة والسياسة: 1 / 89، الفتوح: 2 / 461، الأخبار الطوال: 146، وفيه: (محمّد بن طلحة).

(3) الجَمل: 324، الفتوح: 2 / 461، الإمامة والسياسة: 1 / 89 وفيه: (على المقدّمة مروان)، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138 وفيهما: (على الميسرة).

(4) الجمل: 324، الفتوح: 2 / 461.

(5) تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، العقد الفريد: 3 / 314، الأخبار الطوال: 146، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138، الإمامة والسياسة: 1 / 89، الفتوح: 2 / 461.

(6) الجَمل: 324، الفتوح: 2 / 461، الإمامة والسياسة: 1 / 89، وفيه: (عبد الرحمان بن عبادة)، تاريخ الطبري: 4 / 507، وفيه: (إلى الميسرة).

(7) الجَمل: 324، الأخبار الطوال: 147، وفيه: (و إلى الميسرة)، تاريخ الطبري: 4 / 507، الكامل في التاريخ: 2 / 337، وفيهما: (كان قائد الميمنة، وفي الأخير: عبد الرحمان بن الحرث)، الفتوح: 2 / 461، وفيه: (حاتم بن بكير الباهلي)، الإمامة والسياسة: 1 / 89، وفيه: (و على الميسرة هلال بن وكيع).

٧٥

صاحب الراية: عبد الله بن حكيم (1) (2) .

1 / 6 أكابر أصحاب الإمام

شارك الكثير من أكابر أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله) في معركة الجمل إلى جانب الإمام عليّ (عليه السلام)، إلاّ أنّ الروايات تختلف في ذكر عددهم، فبعض المصادر يُصرّح بأنّ عددهم كان ثمانون من أهل بدر، وألف وخمسمئة من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

ويذكر آخر أنّ عدد المشاركين في هذه المعركة من أصحاب الرسول كان ثمانمئة من الأنصار، وأربعمئة ممّن شهدوا بيعة الرضوان.

ومن بين الشخصيّات البارزة التي شاركت في جيش الإمام عليّ (عليه السلام) يمكن الإشارة إلى كلّ من:

أبي أيّوب الأنصاري، أبي الهيثم بن التيّهان، خزيمة بن ثابت، عبد الله بن بديل، عبد الله بن عبّاس، عثمان بن حنيف، عديّ بن حاتم، عمّار بن ياسر، عمرو بن الحمق، عمر بن أبي سلمة، هاشم بن عتبة.

وشخصيّات كبيرة أُخرى مثل:

أُويس القرني، جارية بن قدامة، حجر بن عديّ، زيد بن صوحان، سيحان بن صوحان، صعصعة بن صوحان، مالك الأشتر، شريح بن هاني، محمّد بن أبي

____________________

(1) الجَمل: 324، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، العقد الفريد: 3 / 314، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138، الأخبار الطوال: 146، وفيه: (عبد الله بن حرام بن خويلد).

(2) لمزيد الاطّلاع حول قادة جيش واقعة الجَمل راجع: الفتوح: 2 / 461.

٧٦

بكر، محمّد ابن الحنفيّة.

وكان بين أُولئك الذين وقفوا إلى جانب الإمام (عليه السلام) شخصيّتان مؤثّرتان جدّاً:

الأُولى: عمّار بن ياسر، فبالنظر إلى اشتهار ما تنبّأ به الرسول (صلّى الله عليه وآله) حول مصيره، كان وجوده في جيش الإمام عليّ (عليه السلام) كفيلا بعدم وقوف كلّ مَن يؤمن بالرسول (صلّى الله عليه وآله) ضدّ جيش الإمام. ولهذا يُروى أنّ الزبير لمّا بلغه أنّ عمّاراً مع عليّ (عليه السلام) (ارتاب بما كان فيه).

والثانية: ابن أُمّ سلمة، وكان وجوده دليلا على تأييد زوجة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لجبهة الإمام. وهذا التأييد وإن كان لا يرقى إلى مكانة عائشة الحسّاسة يوم الجَمل، ولكن كان له تأثير كبير في أذهان عموم الناس.

2074 - الأمالي للطوسي، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى: شهد مع عليّ (عليه السلام) يوم الجَمل ثمانون من أهل بدر، وألف وخمسمئة من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (1) .

2075 - تاريخ الإسلام، عن سعيد بن جبير: كان مع عليّ يوم وقعة الجمل ثمانمئة من الأنصار، وأربعمئة ممّن شهد بيعة الرضوان (2) .

2076 - الأخبار الطوال: إنّ الزبير لمّا عَلم أنّ عمّاراً مع عليّ (رضي الله عنه) ارتاب بما كان

____________________

(1) الأمالي للطوسي: 726 / 1527، شرح الأخبار: 1 / 401 / 350، مروج الذهب: 2 / 367، وفيه: (أربعمئة من المهاجرين والأنصار، منهم: سبعون بدريّاً وباقيهم من الصحابة)، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 484 عن السدّي، وفيه: (مئة وثلاثون بدريّاً، وسبعمئة من أصحاب النبيّ (صلّى الله عليه وآله)).

(2) تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 484، تاريخ خليفة بن خيّاط:138، العُقد الفريد: 3 / 314، شرح الأخبار: 2 / 9 / 393، وفيه: (وتسعمئة) بدل (وأربعمئة)، وج 1 / 382 / 324 نحوه، وفيه (سبعمئة رجل من المهاجرين والأنصار) بدل (ثمانمئة من الأنصار).

٧٧

فيه ; لقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (الحقّ مع عمّار)، و(تقتلك الفئة الباغية) (1) .

2077 - تاريخ الطبري، عن عبد الرحمان بن أبي عمرة: قامت أُمّ سلمة، فقالت: يا أمير المؤمنين، لولا أن أعصي الله عزّ وجلّ وأنّك لا تقبله منّي لخرجت معك، وهذا ابني عمر، والله لهو أعزّ عليّ من نفسي، يخرج معك فيشهد مشاهدك، فخرج فلم يزل معه (2) .

1 / 7 وجوه أصحاب الجَمل

كان وجوه أصحاب الجَمل من أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله) والمقرّبين إليه، وكان في جيشهم أيضاً أشراف وأكابر آخرون، فقد كان فيهم عائشة وطلحة والزبير ومروان بن الحَكم وعبد الله بن عامر وكعب بن سور، وغيرهم ممّن كانوا يؤيّدون عثمان أو لا يطيقون تحمّل عدالة الإمام (عليه السلام).

وقد كان حضور أشخاص كطلحة والزبير وعائشة في المعركة باعثاً على وقوع غير ذوي البصيرة - ممّن ينظرون إلى الحقّ من خلال الشخصيّات البارزة - في الشكّ والحيرة، أو الانضمام إلى جيش أصحاب الجمل. ولأجل تنوير عقول أمثال هؤلاء الناس قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قولته المشهورة: (إنّ الحقّ لا يُعرف بالرجال، اِعرف الحقّ تعرف أهله).

راجع: تأهّب الإمام لمواجهة الناكثين / التباس الأمر علي من لا بصيرة له.

____________________

(1) الأخبار الطوال: 147، الكامل في التاريخ: 2 / 335 وص 337، نهاية الأرب: 20 / 68، البداية والنهاية: 7 / 240 وفيها: (كفّ الزبير عن قتال عمّار؛ لقوله (صلّى الله عليه وآله))، وراجع تاريخ الطبري: 4 / 510.

(2) تاريخ الطبري: 4 / 451، الكامل في التاريخ: 2 / 323، وفيه: (هذا ابن عمّي) بدل (ابني عمر)، الفتوح: 2 / 456 نحوه، وفيه كتابها إلى الإمام (عليه السلام).

٧٨

1 / 8 عددُ القتلى فيها

قُتل في معركة الجَمل من جيش الإمام عليّ (عليه السلام) خمسة آلاف (1) . وتُجمِع النُصوص التاريخيّة كلّها على هذا العدد بدون أدنى اختلاف.

ولكن هناك اختلاف كبير بين هذه النصوص حول عدد قتلى جيش الجَمل بحيث لا يمكن التعويل كثيراً على أيّ منها.

فقد ذكرت بعض الأخبار التاريخيّة أنّ عدد مَن قُتل منهم عشرون ألفاً (2) ، بينما جاء في أخبار أُخرى أنّه قُتل منهم ثلاثة عشر ألفاً (3) ، وعلى خبر آخر عشرة آلاف (4) ، أو خمسة آلاف (5) .

وجاء في نقل سيف بن عمر أنّه: قُتل منهم خمسة آلاف، وهو - في العادة - ينقل الأخبار الكاذبة، أو يختلقها من عنده.

وما ذُكر من أنّ عدد قتلى أصحاب الجَمل كان عشرة آلاف، وإن لم يأتِ في مصادر تاريخيّة كثيرة، إلاّ أنّ نبوءة الإمام علي (عليه السلام) في عدد قتلاهم تؤيّد هذا المعنى.

فقد قال لمّا بلغه خُروج عائشة:

____________________

(1) تاريخ الطبري: 4 / 539، العُقد الفريد: 3 / 324، الكامل في التاريخ: 2 / 346، مُروج الذهب: 2 / 360، البداية والنهاية: 7 / 245.

(2) العُقد الفريد: 3 / 324.

(3) مُروج الذَهب: 2 / 360.

(4) تاريخ الطبري: 4 / 539.

(5) تاريخ الطبري: 4 / 539، الكامل في التاريخ: 2 / 346، البداية والنهاية: 7 / 245.

٧٩

(وقد - والله - علمتُ أنّها الراكبة الجمل، لا تحلّ عُقدةً، ولا تسير عقبةً، ولا تنزل منزلا إلاّ إلى معصية ; حتى تُورد نفسها ومَن معها مورداً يُقتل ثُلثهم، ويهرب ثُلثهم، ويرجع ثُلثهم) (1) .

وبما أنّ عدد أصحاب الجمل كان ثلاثين ألفا ً (2) فيجب أن يكون عدد قتلاهم عشرة آلاف.

وذكر الشيخ المفيد في كتاب الجَمل أنّ مجموع القتلى بلغ خمسةً وعشرين ألفاً، فإذا نقص منها خمسة آلاف ممّن قُتلوا في جيش الإمام يبقى العدد عشرون ألفاً، وهذا يؤيّد النصّ الوارد في أنّ عدد مَن قُتل منهم عشرون ألفاً.

وواصل الشيخ المفيد يقول: وروى عبد الله بن الزبير رواية شاذّة أنّهم كانوا خمسة عشر ألفاً، قيل: ويوشك أن يكون قول ابن الزبير أثبت، ولكنّ القول بذلك باطل ; لبُعده عن جميع ما قاله أهل العلم به (3) .

وكلام أُمّ أفعى مع عائشة - الذي ورد في عيون الأخبار - يؤيّد صحّة هذا القول.

على أنّه ذكرت بعض المصادر أنّ مجموع قتلى الفريقين كان ثلاثين ألفاً (4) ، فيما ذكرت أُخرى أنّه كان عشرين ألفاً (5) .

2078 - عيون الأخبار: دخلت أُمّ أفعى العبديّة على عائشة [ بعد وقعة الجَمل ]

____________________

(1) الإرشاد: 1 / 246.

(2) راجع: عدد المشاركين فيها.

(3) الجَمل: 419.

(4) تاريخ اليعقوبي: 2 / 183، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 484.

(5) أنساب الأشراف: 3 / 59.

٨٠