موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ٥

موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ0%

موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 360

موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد الريشهري
تصنيف: الصفحات: 360
المشاهدات: 144434
تحميل: 5104


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 360 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 144434 / تحميل: 5104
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

موسوعة الامام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قتله ولا حبسه، ولا يعمل بالتوهّم وبالقول غير المُحقّق. وأمّا الدينيّة، فنحو ضرب المُتّهم بالسرقة، فإنّه أيضاً لم يكن يعمل به، بل يقول: إن يثبت عليه بإقرار أو بيّنة أقمتُ عليه الحدّ، وإلاّ لم أعترضه.

وغير عليّ (عليه السلام) قد كان منهم من يرى خلاف هذا الرأي، ومذهب مالك بن أنس العمل على المصالح المرسلة، وأنّه يجوز للإمام أن يقتل ثلث الأُمّة لإصلاح الثلثين، ومذهب أكثر الناس أنّه يجوز العمل بالرأي وبغالب الظنّ، وإذا كان مذهبه (عليه السلام) ما قُلناه، وكان معاوية عنده فاسقاً، وقد سبق عنده مقدّمة أُخرى يقينيّة، هي أنّ استعمال الفاسق لا يجوز، ولم يكن ممّن يرى تمهيد قاعدة الخلافة بُمخالفة الشريعة، فقد تعيّن مُجاهرته بالعزل، وإن أفضى ذلك إلى الحرب (1) .

3 / 2 رفض سياسة المُداهنة

2367 - مُروج الذَهب، عن ابن عبّاس: قدمت من مكّة بعد مقتل عثمان بخمس ليال، فجئت عليّاً أدخل عليه، فقيل لي: عنده المغيرة بن شعبة، فجلست بالباب ساعة، فخرج المغيرة، فسلّم عليّ، وقال: متى قدمت؟ قلت: الساعة، ودخلت على عليّ وسلّمت عليه...

قلت: أخبرني عن شأن المغيرة، ولِمَ خلا بك؟

قال: (جاءني بعد مقتل عثمان بيومين، فقال: أخلني، ففعلت، فقال: إنّ النصح رخيص، وأنت بقيّة الناس، وأنا لك ناصح، وأنا أُشير عليك أن لا تردّ عمّال

____________________

(1) شرح نهج البلاغة: 10 / 246.

٣٤١

عثمان عامك هذا، فاكتب إليهم بإثباتهم على أعمالهم، فإذا بايعوا لك، واطمأنّ أمرك، عزلتَ من أحببت، وأقررتَ من أحببت.

فقلت له: والله، لا أُداهن في ديني، ولا أُعطي الرياء في أمري.

قال: فإن كُنت قد أبيت فانزع مَن شئت، واترك معاوية ; فإنّ له جرأة، وهو في أهل الشام مسموع منه، ولك حجّة في إثباته، فقد كان عُمر ولاّه الشام كلّها.

فقلت له: لا والله، لا أستعمل معاوية يومين أبداً.

فخرج من عندي على ما أشار به، ثُمّ عاد، فقال: إنّي أشرت عليك بما أشرت به وأبيت عليّ، فنظرت في الأمر وإذا أنت مُصيب لا ينبغي أن تأخذ أمرك بخدعة، ولا يكون فيه دلسة).

قال ابن عبّاس: فقلت له، أمّا أوّل ما أشار به عليك فقد نصحك، وأمّا الآخر فقد غشّك (1) .

2368 - مُروج الذهب، عن ابن عبّاس - لعليّ (عليه السلام) -: أنا أُشير عليك أن تثبت معاوية، فإن بايع لك، فعليّ أن أقلعه مِن منزله، قال: (لا والله لا أُعطيه إلاّ السيف)، ثُمّ تمثّل:

فما مِيتةٌ إن مِتّها غيرَ عاجز = بعار إذا ما غالَتِ النفسُ غولها

فقلت: يا أمير المؤمنين، أنت رجل شُجاع، أما سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: (الحرب خدعة)؟! فقال عليّ: (بلى)، قلت: أما والله، لئن أطعتني لأصدرنّ بهم بعد

____________________

(1) مُروج الذهب: 2 / 364، تاريخ الطبري: 4 / 440، وفيه: (بردّ عمّال) بدل (أن لا تردّ عمّال)، و(الدنيّ) بدل (الرياء)، الكامل في التاريخ: 2 / 306 نحوه، وراجع الأخبار الطوال: 142، والإمامة والسياسة: 1 / 67، والبداية والنهاية: 7 / 229.

٣٤٢

ورود، ولأتركنّهم ينظرون في أدبار الأُمور، ولا يدرون ما كان وجهها، من غير نقص لك، ولا إثم عليك.

فقال لي: (يابن عبّاس، لست من هنياتك ولا هنيات معاوية في شيء تشير به عليّ برأي، فإذا عصيتك فأطعني).

فقلت: أنا أفعل، فإنّ أيسر ما لك عندي الطاعة، والله وليّ التوفيق (1) .

راجع: القسم الخامس / الإصلاحات العلويّة / عزل عُمّال عثمان.

3 / 3 الإمام يدعو مُعاوية إلى البيعة

2369 - الإمام عليّ (عليه السلام) - من كتاب له إلى معاوية لمّا بويع (عليه السلام) بالخلافة -: (من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان: أمّا بعد، فقد علمت إعذاري فيكم، وإعراضي عنكم، حتّى كان ما لا بدّ منه ولا دفع له، والحديث طويل، والكلام كثير، وقد أدبر ما أدبر، وأقبل ما أقبل، فبايع من قِبَلك، وأقبل إليّ في وفد من أصحابك. والسلام) (2) .

2370 - شرح نهج البلاغة: لمّا بويع عليّ (عليه السلام) كَتب إلى معاوية: (أمّا بعد، فإنّ الناس قتلوا عثمان عن غير مشورة منّي، وبايعوني عن مشورة منهم واجتماع، فإذا أتاك كتابي فبايع لي، وأوفد إليّ أشراف أهل الشام قبلك) (3) .

____________________

(1) مُروج الذهب: 2 / 364، تاريخ الطبري: 4 / 441، الكامل في التاريخ: 2 / 307 نحوه، وراجع البداية والنهاية: 7 / 229.

(2) نهج البلاغة: الكتاب 75، بحار الأنوار: 32 / 365 / 340.

(3) شرح نهج البلاغة: 1 / 230.

٣٤٣

3 / 4 سياسة معاوية في جواب الإمام

2371 - تاريخ الطبري - في ذكر كتاب الإمام إلى معاوية وأبي موسى -: وكان رسول أمير المؤمنين إلى معاوية سبرة الجهني، فقدِم عليه فلم يكتب معاوية بشيء، ولم يُجِبه، وردّ رسوله، وجعل كلّما تنجّز جوابه لم يزِد على قوله:

أدِم إدامةَ حصن أو خذا بيدي حرباً ضروساً تشبّ الجزل والضرما

في جاركم وابنكم إذ كان مقتله شَنعاء شَيّبتِ الأصداغَ واللَّمَما

أعيَى المَسُودُ بها والسيّدونَ فلم يوجد لها غيرنا مولىً ولا حَكَما

وجعل الجهني كلّما تنجّز الكتاب لم يزِده على هذه الأبيات، حتّى إذا كان الشهر الثالث من مقتل عثمان في صَفر دعا معاوية برجل من بني عبس ثُمّ أحد بني رواحة يُدعى قبيصة، فدفع إليه طوماراً مختوماً عنوانه: من معاوية إلى عليّ، فقال: إذا دخلت المدينة فاقبض على أسفل الطومار، ثُمّ أوصاه بما يقول وسرّح رسول عليّ.

وخرجا فقدما المدينة في ربيع الأوّل لغرّته، فلمّا دخلا المدينة رفع العبسي الطومار كما أمره، وخرج الناس ينظرون إليه، فتفرّقوا إلى منازلهم وقد علموا أنّ معاوية معترض، ومضى يدخل على عليّ، فدفع إليه الطومار، ففضّ خاتمه فلم يجد في جوفه كتابة، فقال للرسول: (ما وراءك؟) قال: آمن أنا؟ قال: (نعم، إنّ الرسل أمنة لا تقتل)، قال: ورائي إنّي تركت قوماً لا يرضون إلاّ بالقود، قال: (ممَن؟) قال: من خيط نفسك، وتركت ستّين ألف شيخ يبكي تحت قميص عثمان وهو منصوب لهم قد ألبسوه منبر دمشق. فقال: (منّي يطلبون دم عثمان!! ألست

٣٤٤

موتوراً كتِرة عثمان؟! اللهمّ إنّي أبرأ إليك من دم عثمان) (1) .

3 / 5 تعيين الوالي للشام وإرجاعه

2372 - تاريخ الطبري: قال [عليّ (عليه السلام) ] لابن عبّاس: (سِر إلى الشام فقد ولّيتُكَها)، فقال ابن عبّاس: ما هذا برأي ; معاويةُ رجلٌ من بني أُميّة، وهو ابنُ عمّ عثمان، وعامله على الشام، ولست آمن أن يضرب عُنُقي لعثمان، أو أدْني ما هو صانعٌ أن يحبسني فيتحكّم عليّ. فقال له عليّ: (ولم؟) قال: لقرابة ما بيني وبينك، وإنّ كلّ ما حمِل عليك حمِل عليّ، ولكن اكتب إلى معاوية فمنِّه وعِدهُ. فأبي عليّ وقال: (والله لا كان هذا أبداً) (2) .

2373 - تاريخ الطبري، عن محمّد وطلحة: بعث عليّ عُمّاله على الأمصار، فبعث... سهل بن حُنَيف على الشام، فأمَّا سهل، فإنّه خرج حتّى إذا كان بتَبوك (3) لقيته خيلٌ، فقالوا: مَن أنت؟ قال: أمير، قالوا: على أيّ شيء؟ قال: على الشام، قالوا: إن كان عثمان بعثك فحيهلاً بك، وإن كان بعثك غيرُه فارجع، قال: أوَما سمعتم بالذي كان؟ قالوا: بلَى، فرجع إلى عليّ (4) .

3 / 6 إشخاص جرير بن عبد الله إلى مُعاوية

2374 - تاريخ الطبري: وجّه عليّ عند منصرفه من البصرة إلى الكوفة وفراغه

____________________

(1) تاريخ الطبري: 4 / 443، الكامل في التاريخ: 2 / 310.

(2) تاريخ الطبري: 4 / 440، الكامل في التاريخ: 2 / 307، الإمامة والسياسة: 1 / 67 نحوه.

(3) تبوك: منطقة في وسط الطريق الرابط بين المدينة ودمشق، شمال غربيّ المدينة، وجنوب دمشق.

(4) تاريخ الطبري: 4 / 442، الكامل في التاريخ: 2 / 309، البداية والنهاية: 7 / 229.

٣٤٥

من الجَمل جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية يدعوه إلى بيعته، وكان جرير حين خرج عليّ إلى البصرة لقتال مَن قاتله بها بهمذان عاملا عليها كان عثمان استعمله عليها، وكان الأشعث بن قيس على آذربيجان عاملا عليها كان عثمان استعمله عليها، فلمّا قدم عليّ الكوفة مُنصرفاً إليها من البصرة كَتب إليهما يأمرهما بأخذ البيعة له على مَن قِبلهما من الناس، والانصراف إليه، ففعلا ذلك، وانصرفا إليه، فلمّا أراد عليّ توجيه الرسول إلى معاوية، قال جرير بن عبد الله:... ابعثني إليه فإنّه لي ودّ حتّى آتيه فأدعوه إلى الدخول في طاعتك، فقال الأشتر لعليّ: لا تبعثه، فوالله إنّي لأظنّ هواه معه.

فقال عليّ: (دعه حتّى ننظر ما الذي يرجع به إلينا).

فبعثه إليه، وكتب معه كتاباً يُعلمه فيه باجتماع المهاجرين والأنصار على بيعته، ونكث طلحة والزبير وما كان من حربه إيّاهما، ويدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المهاجرون والأنصار من طاعته، فشخَص إليه جرير، فلمّا قدم عليه ماطله واستنظره، ودعا عمراً فاستشاره فيما كتب به إليه، فأشار عليه أن يُرسل إلى وجوه الشام، ويلزم عليّاً دَم عثمان، ويُقاتله بهم، ففعل ذلك معاوية (1) .

2375 - الإمام عليّ (عليه السلام) - مِن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية -: (بسم الله الرحمن الرحيم. أمّا بعد، فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام ; لأنّه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعُمر وعثمان على ما بويعوا عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يردّ، وإنّما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإذا اجتمعوا على رجل فسمّوه إماماً، كان ذلك لله رضاً، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة

____________________

(1) تاريخ الطبري: 4 / 561، مُروج الذهب: 2 / 381، الكامل في التاريخ: 2 / 359، البداية والنهاية: 7 / 254، وقعة صفّين: 27 كلّها نحوه، وراجع الإمامة والسياسة: 1 / 113، والأخبار الطوال: 156.

٣٤٦

ردّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غيرَ سبيل المؤمنين، وولاّه الله ما تولّى ويُصليه جهنّم وساءت مصيراً.

وإنّ طلحة والزبير بايعاني، ثُمّ نقضا بيعتي، وكان نقضهما كردّهما، فجاهدتهما على ذلك حتّى جاء الحقّ وظهر أمر الله وهم كارهون.

فادخل فيما دخل فيه المسلمون، فإنّ أحبّ الأُمور إليّ فيك العافية، إلاّ أن تتعرّض للبلاء، فإن تعرّضت له قاتلتك واستعنت الله عليك.

وقد أكثرتَ في قتلة عثمان، فادخل فيما دخل فيه المسلمون، ثُمّ حاكم القوم إليّ أحملك وإيّاهم على كتاب الله، فأمّا تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن، ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك؛ لتجدنّي أبرأ قريش من دم عثمان.

واعلم أنّك من الطُلقاء الذين لا تحلّ لهم الخلافة، ولا تعرض فيهم الشورى، وقد أرسلت إليك وإلى من قِبلك: جرير بن عبد الله، وهو من أهل الإيمان والهجرة، فبايع ولا قوّة إلاّ بالله) (1) .

راجع: نهج البلاغة: الكتاب 37 و6.

3 / 7 معاوية يُبدّد الوقت استعداداً للحرب

2376 - وقعة صفّين، عن الجرجاني: كان معاوية أتى جريراً في منزله، فقال: يا جرير، إنّي قد رأيت رُأياً.

____________________

(1) وقعة صفّين: 29، تاريخ دمشق: 59 / 128 كلاهما عن عامر الشعبي، العُقد الفريد: 3 / 329، الأخبار الطوال: 157 نحوه إلى (عن اللبن) ، شرح نهج البلاغة: 3 / 75، الفتوح: 2 / 506، وفيه: من (و إنّما الشورى...) نحوه، الإمامة والسياسة: 1 / 113.

٣٤٧

قال: هاتِه.

قال: أكتب إلى صاحبك يجعل لي الشام ومصر جباية، فإذا حضرته الوفاة لم يجعل لأحد بعده بيعة في عُنقي، وأُسلّم له هذا الأمر، وأكتب إليه بالخلافة.

فقال جرير: اكتب بما أردت، وأكتب معك.

فكتب معاوية بذلك إلى عليّ، فكتب عليّ إلى جرير:

(أما بعد، فإنّما أراد معاوية ألاّ يكون لي في عُنقه بيعة، وأن يختار من أمره ما أُحبّ، وأراد أن يُريّثك حتّى يذوق أهل الشام، وإنّ المغيرة بن شعبة قد كان أشار عليّ أن أستعمل معاوية على الشام وأنا بالمدينة، فأبيت ذلك عليه، ولم يكن الله ليراني أتّخذ المُضلّين عَضداً، فإن بايعك الرجل، وإلاّ فأقبِل) (1) .

3 / 8 أصحاب الإمام يُشيرون عليه بالاستعداد للحرب

2377 - الإمام عليّ (عليه السلام) - من كلام له وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد للحرب بعد إرساله جرير بن عبد الله البجلي إلى مُعاوية -: (إنّ استعدادي لحرب أهل الشام وجريرٌ عندهم إغلاق للشام، وصرف لأهله عن خير إن أرادوه. ولكن قد وَقّتُّ لجرير وقتاً لا يُقيم بعده إلاّ مخدوعاً أو عاصياً، والري عندي مع الأناة، فأروِدوا (2) ولا أكره لكم الإعداد.

ولقد ضربت أنف هذا الأمر وعينه، وقلّبت ظَهره وبطنه، فلم أرَ لي فيه إلاّ القتال أو الكفر بما جاء محمّد (صلّى الله عليه وآله)، إنّه قد كان على الأُمّة والٍ أحدث أحداثاً

____________________

(1) وقعة صفّين: 52، تاريخ دمشق: 59 / 131، الإمامة والسياسة: 1 / 115 و116 كلاهما نحوه.

(2) أروِد: أمهل (مجمع البحرين: 2 / 753).

٣٤٨

وأوجد الناس مقالاً، فقالوا ثُمّ نقموا فغيّروا (1) .

2378 - تاريخ دمشق، عن الكلبي: كان عليّ استشار الناس، فأشاروا عليه بالقيام بالكوفة غير الأشتر وعديّ بن حاتم وشُرَيح بن هانئ الحارثي وهانئ بن عروة المرادي، فإنّهم قالوا لعليّ: إنّ الذين أشاروا عليك بالمقام بالكوفة إنّما خوّفوك حرب الشام، وليس في حربهم شيء أخوَف من الموت، وإيّاه نُريد، فدعا عليّ الأشتر وعديّاً وشُريحاً وهانئاً، فقال:

(إنّ استعدادي لحرب الشام، وجرير بن عبد الله عند القوم صرف لهم عن غيّ إن أرادوه، ولكنّي قد أرسلتُ رسولاً، فوقّتّ لرسولي وقتاً لا يُقيم بعده، والرأي مع الأناة فاتَّئدوا ولا أكره لكم الأعذار) (2) .

3 / 9 استعداد الإمام لحرب معاوية قبل حَرب الجمل

2379 - تاريخ الطبري، عن محمّد وطلحة: استأذن طلحة والزبير عليّاً في العُمرة، فأذِن لهما، فلحقا بمكّة، وأحبّ أهل المدينة أن يعلموا ما رأي عليّ في معاوية وانتقاضه، ليعرفوا بذلك رأيه في قتال أهل القبلة أيجسر عليه أو ينكل عنه...، فدسّوا إليه زياد بن حنظلة التميمي - وكان منقطعاً إلى عليّ - فدخل عليه، فجلس إليه ساعة، ثُمّ قال له عليّ: (يا زياد تيسّر)،

فقال: لأيّ شيء؟

فقال: (تغزو الشام)

____________________

(1) نهج البلاغة: الخطبة 43، بحار الأنوار: 32 / 393 / 364.

(2) تاريخ دمشق: 59 / 130، الإمامة والسياسة: 1 / 114 نحوه، وراجع الفتوح: 2 / 505.

٣٤٩

فقال زياد: الأناة والرفق أمثل، فقال:

ومن لا يُصانع في أمور كثيرة يُضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم

فتمثّل عليّ، وكأنّه لا يُريده:

متى تجمع القلب الذكيّ وصارماً وأنفاً حميّاً تجتنبك المظالم

فخرج زياد على الناس والناس ينتظرونه، فقالوا: ما وراءك؟ فقال: السيف يا قوم، فعرفوا ما هو فاعل.

ودعا عليّ محمّد ابن الحنفيّة، فدفع إليه اللواء، وولّى عبد الله بن عبّاس ميمنته، وعمر بن أبي سلمة - أو عمرو بن سفيان بن عبد الأسد - ولاّه ميسرته، ودعا أبا ليلى بن عمر بن الجرّاح ابن أخي أبي عبيدة بن الجرّاح، فجعله على مُقدّمته، واستخلف على المدينة قثم بن عبّاس، ولم يولّ ممّن خرج على عثمان أحداً، وكَتب إلى قيس بن سعد أن يندب الناس إلى الشام، وإلى عثمان بن حنيف والى أبي موسى مثل ذلك، وأقبل على التهيّؤ والتجهّز، وخطب أهل المدينة فدعاهم إلى النُهوض في قتال أهل الفرقة، وقال:

(إنّ الله عزّ وجلّ بعث رسولاً هادياً مهدياً بكتاب ناطق، وأمرٍ قائم واضح لا يهلك عنه إلاّ هالك، وإنّ المبتدعات والشبهات هنّ المهلكات إلاّ من حفظ الله، وإنّ في سلطان الله عصمة أمركم، فأعطوه طاعتكم غير ملويّة ولا مستكره بها، والله لتفعلنّ أو لينقلنّ الله عنكم سلطان الإسلام ثُمّ لا ينقله إليكم أبداً حتى يأرز الأمر إليها، انهضوا إلى هؤلاء القوم الذين يريدون يُفرّقون جماعتكم، لعلّ الله يُصلح بكم ما أفسد أهل الآفاق، وتقضون الذي عليكم).

فبينا همُ كذلك إذ جاء الخبر عن أهل مكّة بنحو آخر وتمام على خلاف، فقام

٣٥٠

فيهم بذلك فقال:

(إنّ الله عزّ وجلّ جعل لظالم هذه الأُمة العفو والمغفرة، وجعل لمَن لزم الأمر واستقام الفوز والنجاة، فمَن لم يسعه الحقّ أخذ بالباطل، ألا وإنّ طلحة والزبير وأُمّ المؤمنين وقد تمالؤوا على سخط إمارتي، ودعوا الناس إلى الإصلاح، وسأصبر ما لم أخف على جماعتكم، وأكفّ إن كفّوا، وأقتصر على ما بلغني عنهم).

ثُمّ أتاه أنّهم يُريدون البصرة لمشاهدة الناس والإصلاح، فتعبّى للخروج إليهم، وقال:

(إن فعلوا هذا فقد انقطع نظام المسلمين، وما كان عليهم في المقام فينا مؤونة ولا إكراه، فاشتدّ على أهل المدينة الأمر فتثاقلوا) (1) .

____________________

(1) تاريخ الطبري: 4 / 444.

٣٥١

فهرس المطالب

القسم السادس: حروب الإمام علي عليه السلام في أيّام الإمارة

نظرة عامّة في حُروب الإمام

المدخل 9

الفصل الأوّل: تحذيرُ النبيّ مِن مُحاربة الإمام 13

الفصل الثاني: إخبار النبي بالفتن بعده 17

الفصل الثالث: أمرُ النبيّ بقتالِ المفتونين 23

الفصل الرابع: دعاءُ النبيّ على المفتونين 27

الفصل الخامس: دوافع البُغاة في قتال الإمام 29

5 / 1 الاستعلاء 29

5 / 2 الحقد 32

5 / 3 الحَسد 35

5 / 4 الحرص 37

٣٥٢

5 / 5 الجهالة 42

الفصل السادس: أهداف الإمام في قتال البغاة 45

6 / 1 إحياء الدين 45

6 / 2 الدفاع عن السُنّة 49

6 / 3 مُكافحة البدعة 49

6 / 4 مكافحة الفُجور 50

الفصلُ السابع: نُبذة مِن الآراء في قتال البُغاة 53

7 / 1 أبو أيّوب الأنصاري 53

7 / 2 أبو سعيد الخدري 55

7 / 3 حذيفة 55

7 / 4 عبد الله بن عمر 55

7 / 5 عمّار بن ياسر 56

7 / 6 أُمّ سلمة زوجة النبي 57

7 / 7 أئمّة أهل السُّنّة 58

الكلام في إصابة الإمام في كلّ حُروبه 63

الحرب الأُولى: وقعة الجَمل فتنة الناكثين

الفصل الأوّل: مواصفات الحرب 71

1 / 1 تاريخها 71

1 / 2 مكانها 72

1 / 3 عدد المشاركين فيها 73

1 / 4 قادة جيش الإمام 74

٣٥٣

1 / 5 قادة جيش الناكثين 75

1 / 6 أكابر أصحاب الإمام 76

1 / 7 وجوه أصحاب الجَمل 78

1 / 8 عددُ القتلى فيها 79

الفصل الثاني: هُويّة رؤساء الناكثين 83

2 / 1 خصائصهم 84

2 / 2 عائشة 85

2 / 3 طلحة بن عبيد الله 88

2 / 4 الزبير بن العَوّام 92

2 / 5 عبد الله بن الزبير 94

2 / 6 مروان بن الحكم 98

2 / 7 عبد الله بن عامر 102

2 / 8 يَعلى بن مُنْيَة 104

الفَصلُ الثالث: تأهُّب الناكثين للخُروج على الإمام 107

3 / 1 دسائس مُعاوية 107

3 / 2 بدء الخلاف 110

3 / 3 إظهار الشكاة 111

3 / 4 خُروج طلحة والزُبير إلى مَكّة 113

3 / 5 دعوة طلحة والزبير عائشة إلى الخروج(3) 115

3 / 6 تخطيط الناكثين للحرب 119

3 / 7 تحذير أُمّ سَلَمة عائشة عن الخروج 122

3 / 8 رسائل عائشة إلى وجوه البلاد 123

٣٥٤

3 / 9 تأهّب عائشة للخُروج 124

3 / 10 استرجاع عائشة لمّا سمعت باسم جَمَلها 125

3 / 11 استرجاع عائشة لمّا وصلت إلى ماء الحَوْأب 126

3 / 12 مُناقشات عائشة وسعيد 129

الفصل الرابع: تأهُّب الإمام لمواجهة الناكثين 131

4 / 1 استشارة الإمام أصحابه فيهم 131

4 / 2 خطبة الإمام لمّا بلغه خبر الناكثين 134

4 / 3 خُروج الإمام من المدينة 137

4 / 4 كتاب الإمام إلى أهل الكوفة عند المسير مِن المدينة 139

4 / 5 خُطبة الإمام لمّا أراد المسير إلى البصرة 140

4 / 6 نُزول الإمام بالرَبذة 141

4 / 7 كتاب الإمام إلى والي البصرة 142

4 / 8 التباس الأمر على مَن لا بصيرة له 142

الفصلُ الخامس: استنصارُ الإمام مِن أهل الكوفة 145

5 / 1 كتاب الإمام إلى أهل الكوفة من الرَبذة 145

5 / 2 بعثُ الإمام هاشم بن عُتبة إلى أبي موسى ليُنفّر الناس 148

5 / 3 إرسال الإمام ابنه إلى الكوفة 150

5 / 4 موقف أبي موسى من مندوبي الإمام 154

5 / 5 إشخاص الأشتر لمواجهة فتنة أبي موسى 158

5 / 6 وصول قوّات الكوفة إلى الإمام 160

بَحثٌ حَولَ مَبعوثيّ الإمام إلى الكوفة 163

٣٥٥

الفصَلُ السادِس: احتلال البصرة 171

6 / 1 مُناقشات مَندوب الوالي والناكثين 171

6 / 2 مخالفة الوالي مُنابذة الناكثين 176

6 / 3 حصر دار الإمارة والقتال حوله 177

6 / 4 مصالحة والي البصرة والناكثين 179

6 / 5 استيلاء الناكثين على البصرة بالغدرة 180

6 / 6 أمرُ عائشة بقتل عثمان بن حنيف 184

6 / 7 استبصار أبي بكرة لمّا رأي عائشة تأمر وتنهي 185

6 / 8 قَتل المُعارِضين 186

6 / 9 إعلام خبر احتلال البصرة 187

6 / 10 كتاب عائشة إلى حفصة 188

الفصلُ السابِع: من ذي قار إلى البصرة 189

7 / 1 أخذ البيعة على مَن حَضَر 189

7 / 2 خطب الإمام بذي قار 190

7 / 3 قدوم عُثمان بن حنيف 194

7 / 4 اتّباع الحقّ عند قيام الحقّ 195

7 / 5 قدوم الإمام البصرة 198

الفصلُ الثامِن: جُهود الإمام لمَنع القِتال 201

8 / 1 رسائلُ الإمامِ إلى رُؤساء الفِتنة 202

8 / 2 إشخاص ابن عبّاس إلى الزبير 205

8 / 3 الاحتجاجات على عائشة 205

٣٥٦

8 / 4 خطبة الإمام لمّا رجعت رُسُله 209

8 / 5 تحذير شباب قُريش مِن الحَرب 210

8 / 6 اعتزال شابّين مِن الحرب 212

8 / 7 الإقدام الشجاع لإنقاذ العدوّ 213

8 / 8 عاقبة الزبير 218

8 / 9 مناقشات الإمام وطلحة 219

8 / 10 فشلُ آخِر الجُهود 220

الفصل التاسع: القتال 223

9 / 1 أوّل قتال على تأويل القرآن 223

9 / 2 دعاء الإمام قبل القتال 225

9 / 3 تحريض الإمام أصحابه على القتال 227

9 / 4 السَكينة العلويّة في الحرب 229

9 / 5 لبس الدرع البتراء 231

9 / 6 صاحب راية الحرب 231

9 / 7 اشتداد القتال 233

9 / 8 مُقاتلة الإمام بنفسه 234

9 / 9 مقاتلة عمّار 238

9 / 10 مقاتلة الأشتر وابن الزُبير 240

9 / 11 قتل طلحة بِيَد مروان 241

9 / 12 استمرار الحرب بقيادة عائشة 242

9 / 13 قصّة رجل مصطلم الأُذن 243

9 / 14 عقر الجمل وتفرّق أصحابه 244

9 / 15 مدّة الحَرب 248

٣٥٧

9 / 16 كلام الإمام عند تطوافه على القتلى 249

الفصل العاشر: بَعدَ الظفَر 253

10 / 1 الكرامة 253

10 / 2 إصدار العفو العامّ 255

10 / 3 الاعتذار من الإمام 256

10 / 4 مُناقشات بين عمّار وعائشة 257

10 / 5 مناقشات بين ابن عبّاس وعائشة 258

10 / 6 مُحادثات بين الإمام وعائشة 261

10 / 7 إشخاص عائشة إلى المدينة 263

10 / 8 نَدم عائشة 264

10 / 9 غنائم الحرب 266

10 / 10 بذل الإمام سهمه من الغنيمة 267

10 / 11 دُخول الإمام بيت مال البصرة 268

10 / 12 خُطبة الإمام بعد قسمة المال 269

10 / 13 توبيخ الإمام لأهل البصرة 270

10 / 14 استخلاف ابن عبّاس على البصرة 272

10 / 15 كتاب الإمام إلى أهل الكوفة 273

10 / 16 قدوم الإمام إلى الكوفة 274

الحرب الثانية: وقعة صِفّين فتنة القاسطين

الفصل الأوّل: مواصفات الحرب 279

1 / 1 تاريخها 279

1 / 2 مكانها 280

٣٥٨

1 / 3 عدد المُشاركين فيها 281

1 / 4 قادة جيش الإمام 282

1 / 5 قادة جيش القاسطين 283

1 / 6 أكابر أصحاب الإمام 284

1 / 7 وجوه أصحاب معاوية 286

1 / 8 عدد القتلى فيها 287

الفصل الثاني: هُويّة رُؤساء القاسطين 289

2 / 1 معاوية بن أبي سفيان 289

2 / 1 - 1 نَسَبَه 293

2 / 1 - 2 دعاءُ النبيّ عليه 293

2 / 1 - 3 أمر النبيّ بقتله إذا شوهد على منبره 296

2 / 1 - 4 وصيّة والديه 297

2 / 1 - 5 عُمر بن الخطّاب ومعاوية 297

2 / 1 - 6 خصاله الموبقة 299

2 / 1 - 7 هويّته عن لسان الإمام عليّ 300

2 / 1 - 8 أهداف معاوية 301

2 / 1 - 9 كتاب الإمام الحسين إليه(2) 302

2 / 1 - 10 بلاغ تعميمي للمُعتضد العبّاسي 304

2 / 2 عمرو بن العاص 308

2 / 2 - 1 نَسَبَه 313

2 / 2 - 2 كلام الإمام عليّ في خصائصه 315

2 / 2 - 3 كلام الإمام الحسن في مثالبه 317

2 / 2 - 4 كلام ابن عبّاس في مثالبه 320

٣٥٩

2 / 2 - 5 ولايته في عصر عُمر 320

2 / 2 - 6 اعترافه بحقّانيّة الإمام 321

2 / 2 - 7 شرط بيعته لمُعاوية 322

2 / 2 - 8 شدّة أسَفَه عند الموت 323

2 / 3 عبيد الله بن عُمر 324

2 / 4 عبد الله بن عمرو بن العاص 328

2 / 5 عبد الرحمان بن خالد بن الوليد 331

الفصل الثالث: السياسة العلويّة 335

3 / 1 عزل مُعاوية 335

دفاع عن سياسة عزل معاوية 337

3 / 2 رفض سياسة المُداهنة 341

3 / 3 الإمام يدعو مُعاوية إلى البيعة 343

3 / 4 سياسة معاوية في جواب الإمام 344

3 / 5 تعيين الوالي للشام وإرجاعه 345

3 / 6 إشخاص جرير بن عبد الله إلى مُعاوية 345

3 / 7 معاوية يُبدّد الوقت استعداداً للحرب 347

3 / 8 أصحاب الإمام يُشيرون عليه بالاستعداد للحرب 348

3 / 9 استعداد الإمام لحرب معاوية قبل حَرب الجمل 349

٣٦٠