اعلام الهداية - الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)

اعلام الهداية - الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)0%

اعلام الهداية - الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام
ISBN: 964- 5688-23
الصفحات: 220

اعلام الهداية - الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: ISBN: 964- 5688-23
الصفحات: 220
المشاهدات: 119165
تحميل: 5787

توضيحات:

اعلام الهداية - الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 220 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 119165 / تحميل: 5787
الحجم الحجم الحجم
اعلام الهداية - الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)

اعلام الهداية - الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
ISBN: 964- 5688-23
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فأجابهعليه‌السلام :(أوحى الله إليه: أنه لا يؤمن من قومك إلاّ من قد آمن. فعند ذلك دعا عليهم بهذا الدعاء) (١) .

٦ ـ إسماعيل أول من تكلم بالعربية:

ونقل الإمام أبو جعفرعليه‌السلام لأصحابه أنّ نبيّ الله إسماعيل هو أول من فتق لسانه باللغة العربية، بقولهعليه‌السلام :(أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل، وهو ابن عشر سنة) (٢) .

٧ ـ نفي الأُمية عن النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

روى علي بن أسباط فقال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : إن الناس يزعمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكتب، ولم يقرأ! فأنكرعليه‌السلام ذلك وقال:

(أنّى يكون ذلك ؟ ! ! وقد قال الله تعالى: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) (٣) . كيف يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ ويكتب ؟!) .

وانبرى علي بن أسباط فقال للإمام: لمَ سُمّي النبيّ الأمي ؟

فأجابه الإمام:(لأنه نسب إلى مكة، وذلك قول الله عَزَّ وجَلَّ: ( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) فأم القرى مكة، فقيل أمي) (٤) .

ــــــــــــــ

(١) علل الشرائع: ٣١.

(٢) البيان والتبيين: ٣ / ٢٩٠.

(٣) الجمعة (٦٢): ٢.

(٤) علل الشرائع: ١٢٥.

٢٠١

مع السيرة النبوّية المبارك:

١ ـ استعارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم السلاح من صفوان:

وروى الطبري بسنده عن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال:لما أجمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم السير إلى هوازن ليلقاهم ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعاً وسلاحاً، فأرسل إليه فقال: يا أبا أمية ـ وهو يومئذ مشرك ـ أعرنا سلاحك هذا نلق فيه عدوّنا غداً. فقال له صفوان: أغصباً يا محمد ؟ قال: بل عارية مضمونة، حتى نؤديها إليك، قال: ليس بهذا بأس، فأعطاه مائة درع بما يصلحها من السلاح، وزعموا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سأله أن يكفيه حملها ففعل .

قال الإمام أبو جعفرعليه‌السلام :فمضت السُنّة أن العارية مضمونة (١) .

وقد ألمع الإمام إلى أن هذه الحادثة قد استفيد منها القاعدة الفقهية وهو أن العارية مضمونة مع التفريط، فمن استعار شيئاً فقد ضمنه حتى يؤديه إلى صاحبه.

٢ ـ مسيرة خالد إلى بني جذيمة:

وروى ابن هشام بسنده عن الإمام أبي جعفرعليه‌السلام :أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة حين فتح مكة داعياً إلى الله، ولم يبعثه مقاتلاً إلاّ أنّ خالداً أغار عليهم فأوجسوا منه خيفة فبادروا إلى أسلحتهم فحملوها، فلما رأى خالد ذلك قال لهم: ضعوا السلاح، فإن الناس قد أسلموا، ووثقوا بقوله، فوضعوا سلاحهم، إلاّ أنه غدر بهم، فأمر بتكتيفهم ثم عرضهم على السيف، فقتل منهم من قتل، ولما انتهى خبرهم إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلغ به الحزن أقصاه ورفع يديه بالدعاء، وقال: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد). ودعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له: (اخرج إلى هؤلاء القوم، فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك).

ــــــــــــــ

(١) تأريخ الطبري: ٣ / ٧٣ طبع دار المعارف.

٢٠٢

وخرج عليّ عليه‌السلام حتى جاءهم، ومعه مال، فَودى لهم الدماء، وما أصيب لهم من الأموال، حتى انه ليدي ميلغة الكلب (١) حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلاّ ودّاه، وبقيت معه بقية من المال، فقال لهم عليّ: هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يؤدَّ لكم ؟ قالوا: لا قال: فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال، احتياطاً لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مما يعلم ولا تعلمون،فأعطاهم ثم رجع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبره الخبر، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أصبت وأحسنت، وقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستقبل القبلة شاهراً يديه، حتى كان يرى ما تحت منكبيه، وهو يقول: (اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد) وكرر ذلك ثلاث مرات (٢) .

هذه بعض رواياته عن السيرة النبوية المباركة، وقد آثرنا الإيجاز والإشارة فحسب.

ــــــــــــــ

(١) الميلغة: الإناء يلغ فيه الكلب أو يسقى فيه فقد أعطى عليٌّعليه‌السلام ديته.

(٢) السيرة النبوية لابن هشام: ٢ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠ .

٢٠٣

مع سيرة الإمام عليّعليه‌السلام :

وتحدث الإمام أبو جعفرعليه‌السلام في كثير من أحاديثه عن سيرة جدّه الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام رائد الحق والعدالة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإليك نموذجاً من ما رواه:

روى زرارة بن أعين عن أبيه، عن الإمام أبي جعفرعليه‌السلام قال:كان عليّ عليه‌السلام إذا صلّى الفجر لم يزل معقباً إلى أن تطلع الشمس، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلّمهم الفقه والقرآن، وكان له وقت يقوم فيه من مجلسه ذلك، فقام يوماً، فمرّ برجل فرماه بكلمة هجر ـ ولم يسم أبو جعفر ذلك الرجل ـ فرجع الإمام، وصعد المنبر، وأمر فنودي الصلاة جامعة، فلمّا حضر الناس، حمد الله وأثنى عليه، وصلَّى على نبيه، ثم قال: (أيها الناس إنه ليس شيء أحب إلى الله، ولا أعم نفعاً من حلم إمام وفقهه، ولا شيء أبغض إلى الله، ولا أعم ضرراً من جهل إمام وخرقه، ألا وإنه من لم يكن له من نفسه واعظ لم يكن له من الله حافظ، ألا وانه من أنصف من نفسه لم يزده الله، إلاّ عزاً، ألا وان الذل في طاعة الله أقرب إلى الله من التعزز في معصيته، ثم قال: أين المتكلم آنفاً ؟ فلم يستطع الإنكار، فقال: ها أنا ذا يا أمير المؤمنين، فقال: أما إني لو أشاء لقلت. فقال: إن تعف وتصفح فأنت أهل لذلك فقال: (قد عفوت وصفحت) (١) .

ــــــــــــــ

(١) شرح النهج: ٤ / ١٠٩ ـ ١١٠.

٢٠٤

من الملاحم التي أخبر عنها الإمام الباقرعليه‌السلام :

١ ـ قال أبو جعفر الدوانيقي: كنت هارباً من بني أمية أنا وأخي أبو العباس فمررنا بمسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومحمد بن علي جالس، فقالعليه‌السلام لرجل إلى جانبه: كأني بهذا الأمر قد صار إلى هذين، وأشار إلينا، فجاء الرجل وأخبرنا بمقالته، فملنا إليه وقلنا له: يابن رسول الله! ما الذي قلت ؟ فقالعليه‌السلام :(هذا الأمر صائر إليكم عن قريب ولكنكم تسيئون إلى ذريتي، وعترتي فالويل لكم) (١) . فكان كما أخبرعليه‌السلام وقد أساء المنصور حينما ولّي الخلافة إلى ذريّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعترته، فنكّل بهم كأفظع ما يكون التنكيل وقد قاست عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عهد هذا الطاغية من صنوف العذاب ما لم تره عين في عهد الأمويين فقد كانت أيامه عليهم كلها محنة وألماً وعذاباً.

٢ ـ ومما أنبأ عنه الإمام أبو جعفرعليه‌السلام أنه أخبر عن الحجر الأسود وأنّه يعلق في الجامع الأعظم في الكوفة(٢) . وتحقق ذلك أيام القرامطة فقد أخذوه من الكعبة، وجعلوه في جامع الكوفة; معتقدين أن الحج يدور مداره، وقد أرادوا أن يكون الحج إلى مسجد الكوفة، وبقي فيه مدة تقرب من عشرين عاماً ثم أُرجع إلى مكانه.

٣ ـ ومن الملاحم التي أخبر عنها: غزو نافع بن الأزرق لمدينة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإباحتها لجنوده، يقول الإمام الصادقعليه‌السلام :(كان أبي في مجلس عام إذ اطرق برأسه إلى الأرض ثم رفعه وقال: يا قوم كيف أنتم إذا جاءكم رجل يدخل

ــــــــــــــ

(١) دلائل الإمامة: ٩٦.

(٢) اتعاض الحنفاء للمقريزي: ٢٤٥.

٢٠٥

عليكم مدينتكم في أربعة الآف حتى يستعرضكم على السيف ثلاثة أيام متوالية، فيقتل مقاتلكم، وتلقون منه بلاءاً لا تقدرون عليه ولا على دفعه وذلك من قابل ـ أي السنة التي تأتي ـ فخذوا حذركم، واعلموا أن الذي قلت لكم هو كائن لابد منه)، فلم يلتفت أهل المدينة إلى كلامه، وقالوا: لا يكون هذا أبداً، فلما كانت السنة المقبلة حمل أبو جعفر عليه‌السلام عياله، واصطحب معه جماعة من بني هاشم، وخرجوا من المدينة، فجاء نافع بن الأزرق فدخلها في أربعة آلاف واستباحها ثلاثة أيام، وقتل فيها خلقاً كثيراً (١) واستبان لأهل المدينة مدى صدق الإمام في إخباره .

٤ ـ وأخبر الإمام الباقرعليه‌السلام عن شهادة أخيه زيد بن علي فقد قال زيد ابن حازم: كنت مع أبي جعفرعليه‌السلام فمرّ بنا زيد بن علي فقال لي أبو جعفرعليه‌السلام :(أما رأيت هذا ؟ ليخرجن بالكوفة، وليقتلن، وليطافن برأسه) (٢) . ولم تمض الأيام حتى قتل زيد بالكوفة وطيف برأسه في الأقطار والأمصار.

٥ ـ ومن الأحداث التي أخبر عنها الإمام أبو جعفرعليه‌السلام هو ما أخبر به من هدم دار هشام بن عبد الملك، وهي من أضخم الدور في المدينة، وكان قد بناها بأحجار الزيت. قالعليه‌السلام :(أما والله لتهدمنّ، أما والله لتندر أحجار الزيت) ، قال أبو حازم: فلما سمعت هذا تعجّبت منه وقلت: من يهدمها وأمير المؤمنين هشام قد بناها! فلما مات هشام وولي الخلافة من بعده الوليد أمر بهدمها، ونقل أحجار الزيت منها حتى ندرت في يثرب(٣) .

ــــــــــــــ

(١) نور الأبصار: ١٣٠، جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام: ١٣٤، الخرايج والجرايح: ٨٠ من مخطوطات مكتبة الحكيم.

(٢) نور الأبصار: ص١٣١.

(٣) دلائل الإمامة: ١١٠.

٢٠٦

من التراث الفقهي للإمام الباقرعليه‌السلام

وتحدث الإمام أبو جعفرعليه‌السلام عن حكم القتال والحرب في الإسلام حينما سأله رجل من شيعته عن حروب الإمام أمير المؤمنين عليعليه‌السلام فقال له:

(بعث الله محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخمسة أسياف: ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، وسيف مكفوف، وسيف منها مغمود، سله إلى غيرنا، وحكمه إلينا.

فأما السيوف الثلاثة الشاهرة: فسيف على مشركي العرب، قال الله عز وجل:( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) (١) ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) (٢) هؤلاء لا يقبل منهم إلاّ القتل أو الدخول في الإسلام، وأموالهم فيء وذراريهم سبي على ما سن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنه سبى وعفا، وقبل الفداء.

والسيف الثاني: على أهل الذمة قال الله سبحانه:( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) (٣) نزلت هذه الآية في أهل الذمة، ونسخها قوله:( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) (٤) فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم إلا الجزية

ــــــــــــــ

(١) التوبة (٩): ٥.

(٢) التوبة (٩): ١١.

(٣) البقرة (٢): ٨٣.

(٤) التوبة (٩): ٢٩.

٢٠٧

أو القتل، وما لهم فيء، وذراريهم سبي، فإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم وحرمت أموالهم، وحلت لنا مناكحهم(١) ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم، ولم تحل لنا مناكحتهم، ولم يقبل منهم إلا دخول دار الإسلام والجزية أو القتل.

والسيف الثالث: على مشركي العجم كالترك والديلم والخزر، قال الله عَزَّ وجَلَّ: في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم، ثم قال:( فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) (٢) .

فأما قوله: (فإما مناً بعد) يعني بعد السبي منهم (وأما فداء) يعني المفاداة بينهم، وبين أهل الإسلام، فهؤلاء لن يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام، ولا يحل لنا نكاحهم ما داموا في الحرب.

وأما السيف المكفوف: فسيف على أهل البغي والتأويل قال الله:( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ) (٣) فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، فسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هو؟ فقال: خاصف النعل ـ يعني أمير المؤمنين ـ وقال عمار ابن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثاً (٤) وهذه الرابعة والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر (٥) لعلمنا أنا على الحق، وأنهم على الباطل، وكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين عليه‌السلام مثل ما كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أهل مكة يوم فتحها فإنه لم يسب لهم ذرية، وقال: من أغلق بابه فهو

ــــــــــــــ

(١) في التهذيب والكافي (مناكحتهم).

(٢) محمد (٤٧): ٤.

(٣) الحجرات (٤٩): ٩.

(٤) الثلاث: التي قاتل مع تلك الراية الصحابي العظيم عمار بن ياسر هي: يوم بدر ويوم أحد ويوم حنين، وكان يتزعم تلك الحروب أبو سفيان عميد الأمويين.

(٥) هجر: ـ بالتحريك ـ بلدة باليمن، كما إنها اسم لجميع أرض البحرين.

٢٠٨

آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يوم البصرة نادى فيهم لا تسبوا لهم ذرية، ولا تدفِّفوا على جريح(١) ولا تتبعوا مدبراً، ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.

والسيف المغمود: فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله عَزَّ وجَلَّ :( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ) (٢) فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا.

فهذه السيوف التي بعث الله بها محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمن جحدها أو جحد واحداً منها و شيئاً من سيرها فقد كفر بما انزل الله تبارك وتعالى على محمد نبيه)(٣) .

واستمد فقهاء المسلمين الأحكام التي رتبوها على قتال أهل البغي من سيرة الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام في حرب الجمل، كما أخذوا عن أئمة الهدىعليهم‌السلام الكثير من الأحكام في هذا الباب.

المسح على الخفين:

وجوّز فقهاء المذاهب الإسلامية المسح على الخفين في الوضوء، ولم يشترطوا مماسّة اليد لظاهر القدمين(٤) . وأمّا أئمة أهل البيتعليهم‌السلام فقد اعتبروا المماسّة واشترطوها ولم يسوغوا غيرها، يقول الربيع: سألت أبا إسحاق عن المسح، فقال: أدركت الناس يمسحون ـ يعني على الخفين ـ حتى لقيت رجلاً من بني هاشم لم أر مثله قط يقال له: محمد بن علي بن الحسين فسألته عن المسح، فنهاني عنه، وقال:(لم يكن أمير المؤمنين عليه‌السلام يمسح، وكان يقول: سبق

ــــــــــــــ

(١) لا تدففوا على جريح: أي لا تجهزوا عليه.

(٢) المائدة (٥): ٤٥.

(٣) تحف العقول: ص٢٨٨ ـ ٢٩٠، ورواه الكليني في فروع الكافي، والشيخ الصدوق في الخصال، والشيخ الطوسي في التهذيب.

(٤) الخلاف: ١ / ١٨.

٢٠٩

الكتاب المسح على الخفين) (١) .

لقد دل الكتاب العظيم على اعتبار المماسة إذ قال تعالى:( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ ) والآية ظاهرة أشد الظهور فيما حكم به أهل البيتعليهم‌السلام .

مس الفرج لا ينقض الوضوء:

وذهب الشافعي إلى أنّ مسّ الفرج من نواقض الوضوء، وتمسّك بذلك بما روي عن ابن عمر وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وعائشة وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار من أن مسّ الفرج من نواقض الوضوء. أما الإمام أبو جعفرعليه‌السلام وسائر أئمة أهل البيتعليهم‌السلام فإنهم لا يرون ذلك، فقد روى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال:(ليس في القُبلة ولا المباشرة، ولا مس الفرج وضوء) (٢) .

الجهر في صلاة الإخفات :

وذهب فقهاء المذاهب الإسلامية إلى أن الجهر في صلاة الإخفات أو الإخفات في صلاة الجهر متعمداً غير مبطل للصلاة، أما في فقه مذهب أهل البيتعليهم‌السلام فإنه مبطل للصلاة، فقد روى زرارة عن الإمام أبي جعفرعليه‌السلام في رجل جهر فيما لا ينبغي الإجهار فيه أو أخفى فيما لا ينبغي الإخفاء فيه، فقالعليه‌السلام :(إنْ فعل ذلك متعمداً فقد نقض صلاته وعليه الإعادة، وإن فعل ذلك ناسياً أو ساهياً أو لا يدري فلا شيء عليه وقد تمّت صلاته) (٣) .

ــــــــــــــ

(١) روضة الواعظين: ٢٤٣، وهذا النصّ يفيد أنّ الكتاب لا يوافق المسح على الخفّين.

(٢) الخلاف: ١ / ٢٣.

(٣) المصدر السابق: ١ / ١٣٠.

٢١٠

الصلاة على آل النبي في التشهد:

وذهب أكثر فقهاء المسلمين إلى وجوب الصلاة على آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في التشهد، وقد روى جابر الجعفي عن الإمام أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال:قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (من صلى صلاة لم يصلّ فيها عليّ، ولا على أهل بيتي لم تقبل منه) (١) .

هذه نماذج من المسائل الفقهية الكثيرة التي تكلّم عنها الإمام أبو جعفرعليه‌السلام .

من وصايا الإمام الباقرعليه‌السلام

وزوّد الإمام أبو جعفرعليه‌السلام تلميذه العالم جابر بن يزيد الجعفي بهذه الوصية الخالدة الحافلة بجميع القيم الكريمة والمثل العليا التي يسمو بها الإنسان فيما لو طبقها على واقع حياته، وهذا بعض ما جاء فيها:

(أوصيك بخمس: إن ظلمت فلا تظلم، وان خانوك فلا تخن، وان كذبت فلا تغضب، وان مدحت فلا تفرح، وان ذممت فلا تجزع، وفكّر فيما قيل فيك، فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جَلَّ وعَزَّ عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس، وإن كنت على خلاف ما قيل فيك، فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك.

واعلم بأنك لا تكون لنا ولياً حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك، وقالوا: إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك، ولو قالوا: إنك رجل صالح لم يسرك ذلك، ولكن اعرض نفسك على كتاب الله فإن كنت سالكاً سبيله، زاهداً في تزهيده، راغباً في ترغيبة، خائفاً من تخويفه فاثبت وأبشر، فإنه لا يضرك ما قيل فيك، وإن كنت مبائناً للقرآن، فماذا الذي يغرّك من نفسك.

ــــــــــــــ

(١) الخلاف: ١ / ١٣١.

٢١١

إن المؤمن معنيّ بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها، فمرة يقيم إودها ويخالف هواها في محبة الله، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله، فينتعش، ويقيل الله عثرته فيتذكر، ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف، وذلك بأن الله يقول: ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) (١) .

يا جابر، استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصاً إلى الشكر، واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله إزراء على النفس (٢) وتعرضاً للعفو.

وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل، وتحرّز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ، واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف، واحذر خفي التزين بحاضر الحياة، وتوقّ مجازفة الهوى بدلالة العقل، وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم، واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء.

وانزل ساحة القناعة باتقاء الحرص، وادفع عظيم الحرص بايثار القناعة، واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل، واقطع أسباب الطمع ببرد اليأس.

وسد سبيل العجب بمعرفة النفس، وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض، واطلب راحة البدن بإجمام (٣) القلب، وتخلّص إلى إجمام القلب بقلة الخطأ.

وتعرّض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات، واستجلب نور القلب بدوام الحزن.

وتحرّز من إبليس بالخوف الصادق، وإياك والرجاء الكاذب فإنه يوقعك في الخوف الصادق.

وتزيّن لله عَزَّ وجَلَّ بالصدق في الأعمال، وتحبّب إليه بتعجيل الانتقال. وإياك والتسويف فإنه بحر يغرق فيه الهلكى.

وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب، وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون.

واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم، وكثرة الاستغفار.

وتعرض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة، واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء، والمناجاة في الظلم.

وتخلّص إلى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق، واستقلال كثير الطاعة.

واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر، والتوسل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم.

ــــــــــــــ

(١) الأعراف (٧): ٢٠١.

(٢) إزراء على النفس: أي احتقاراً واستخفافاً بها.

(٣) الجمام: ـ بالفتح ـ الراحة.

٢١٢

واطلب بقاء العزّ بإماتة الطمع، وادفع ذل الطمع بعز اليأس، واستجلب عزّ اليأس ببعد الهمة.

وتزود من الدنيا بقصر الأمل، وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة، ولا إمكان كالأيام الخالية مع صحة الأبدان.

وإياك والثقة بغير المأمون فإن للشر ضراوة كضراوة الغذاء.

واعلم انه لا علم كطلب السلامة، ولا سلامة كسلامة القلب، ولا عقل كمخالفة الهوى، ولا خوف كخوف حاجز، ولا رجاء كرجاء معين.

ولا فقر كفقر القلب، ولا غنى كغنى النفس، ولا قوة كغلبة الهوى.

ولا نور كنور اليقين، ولا يقين كاستصغارك للدنيا، ولا معرفة كمعرفتك بنفسك.

ولا نعمة كالعافية، ولا عافية كمساعدة التوفيق، ولا شرف كبعد الهمة، ولا زهد كقصر الأمل، ولا حرص كالمنافسة في الدرجات.

ولا عدل كالإنصاف، ولا تعدّي كالجور، ولا جور كموافقة الهوى، ولا طاعة كأداء الفرائض، ولا خوف كالحزن، ولا مصيبة كعدم العقل، ولا عدم عقل كقلّة اليقين، ولا قلّة يقين كفقد الخوف ولا فقد خوف كقلّة الحزن على فقد الخوف.

ولا مصيبة كاستهانتك بالذنب، ورضاك بالحالة التي أنت عليها.

ولا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة الهوى، ولا قوة كردّ الغضب.

ولا معصية كحب البقاء، ولا ذلّ كذلّ الطمع، وإياك والتفريط عند إمكان الفرصة فإنه ميدان يجري لأهله بالخسران...) (١) .

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض كلماته الحكيمة التي تمثّل أصالة الفكر والإبداع.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ــــــــــــــ

(١) تحف العقول: ٢٨٤ ـ ٢٨٦ .

٢١٣

الفهرست

المقدمة ٤

الباب الأول: فيه فصول: ١١

الفصل الأول: الإمام محمد الباقر عليه‌السلام في سطور ١١

الفصل الثاني: انطباعات عن شخصية الإمام محمّد الباقر عليه‌السلام.... ١٣

الفصل الثالث: مظاهر من شخصية الإمام محمد الباقر عليه‌السلام.... ١٧

حلمه: ١٧

صبره: ١٩

كرمه وسخاؤه: ٢٠

عبادته: ٢٢

حجه: ٢٤

مناجاته مع الله تعالى: ٢٥

ذكره لله تعالى: ٢٥

زهده في الدنيا: ٢٦

الباب الثاني: فيه فصول: ٢٧

الفصل الأول: نشأة الإمام محمّد بن علي الباقر عليه‌السلام.... ٢٧

الفصل الثاني: مراحل حياة الإمام محمّد الباقر عليه‌السلام.... ٣٣

الفصل الثالث: الإمام محمّد الباقر عليه‌السلام في ظلّ جدّه وأبيه عليهما‌السلام..... ٣٤

الباب الثالث: فيه فصول: ٤٠

الفصل الأول: جهاد أهل البيت عليهم‌السلام ودور الإمام الباقر عليه‌السلام.... ٤٠

مراحل حركة الأئمة من أهل البيت عليهم‌السلام: ٤٥

الفصل الثاني: وقائع وأحداث هامة في عصر الإمام الباقر عليه‌السلام.... ٤٨

الإمام الباقر عليه‌السلام مع عبد الملك بن مروان: ٥٥

الإمام الباقر عليه‌السلام وتحرير النقد الإسلامي: ٥٦

الوليد بن عبد الملك.. ٥٩

عمر بن عبد العزيز ٦١

٢١٤

الإمام محمّد الباقر عليه‌السلام وعمر بن عبد العزيز ٦٥

يزيد بن عبد الملك.. ٦٨

هشام بن عبد الملك.. ٦٩

حمل الإمام الباقر عليه‌السلام إلى دمشق واعتقاله: ٧٠

الإمام الباقر عليه‌السلام مع قسّيس نصراني. ٧٥

محاولة اغتيال الإمام الباقر عليه‌السلام.... ٧٧

أهم ملامح عصر الإمام محمد الباقر عليه‌السلام.... ٧٨

مظاهر الانحراف في عصر الإمام الباقر عليه‌السلام: ٧٩

أوّلاً: الانحراف الفكري والعقائدي. ٧٩

ثانياً: الانحراف السياسي. ٨١

ثالثاً: الانحراف الأخلاقي. ٨٤

رابعاً: الانحراف في الميدان الاقتصادي. ٨٥

الفصل الثالث: دور الإمام محمّد الباقر عليه‌السلام في إصلاح الواقع الفاسد. ٨٧

محاور الحركة الإصلاحية العامّة للإمام الباقر عليه‌السلام.... ٨٨

أوّلاً: الإصلاح الفكري والعقائدي. ٨٨

١ ـ الردّ على الأفكار والعقائد الهدّامة والمذاهب المنحرفة ٨٨

٢ ـ الحوار مع المذاهب والرموز المنحرفة ٩١

٣ ـ إدانة فقهاء البلاط. ٩٤

٤ ـ الدعوة إلى أخذ الفكر من مصادره النقيّة ٩٤

٥ ـ نشر علوم أهل البيت عليهم‌السلام.... ٩٥

ثانياً: تأسيس المدرسة الفقهية النموذجية ٩٦

مميّزات مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام الفقهيّة ٩٨

ثالثاً: الإصلاح السياسي. ٩٩

١ ـ الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ٩٩

٢ ـ نشر المفاهيم السياسية السليمة ١٠١

٣ ـ فضح الواقع الأُموي. ١٠٣

٢١٥

٤ ـ الدعوة إلى مقاطعة الحكم القائم. ١٠٤

٥ ـ مواقفه المباشرة من الحكّام المنحرفين. ١٠٥

٦ ـ موقفه من الثورة المسلحة ١٠٧

رابعاً: الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي. ١٠٨

١ ـ الدعوة لتطبيق السنّة النبوية ١٠٨

٢ ـ الدعوة إلى مكارم الأخلاق. ١١١

خامساً: الإصلاح الاقتصادي. ١١٣

الباب الرابع: فيه فصول: ١١٧

الفصل الأول: الإمام الباقر عليه‌السلام وبناء الجماعة الصالحة ١١٧

أولاً: الإمام الباقر عليه‌السلام ومقومات الجماعة الصالحة ١٢٠

١ ـ العقيدة السليمة ١٢٠

٢ ـ مرجعية أهل البيت عليهم‌السلام.... ١٢٢

٣ ـ خصائص الانتماء لأهل البيت عليهم‌السلام.... ١٢٤

ثانياً: الإمام الباقر عليه‌السلام والتزكية ١٢٦

١ ـ مقوّمات التزكية عند الإمام الباقر عليه‌السلام: ١٢٦

أ ـ تحكيم العقل: ١٢٦

ب ـ تبعية الإرادة الإنسانية للإرادة الإلهية: ١٢٧

ج ـ استشعار الرقابة الإلهية: ١٢٧

د ـ التوجّه إلى اليوم الآخر: ١٢٨

٢ ـ منهج التزكية عند الإمام الباقر عليه‌السلام.... ١٢٨

أ ـ الارتباط الدائم بالله تعالى. ١٢٩

ب ـ الإقرار بالذنب والتوبة ١٣٠

ج ـ الحذر من التورّط بالذنوب.. ١٣١

د ـ تعميق الحياء الداخلي. ١٣١

هـ ـ كسر الأُلفة بين الإنسان وسلوكه الجاهلي. ١٣٢

و ـ إزالة الحاجز النفسي بين الإنسان والسلوك السليم. ١٣٣

٢١٦

ثالثاً: المنهج التثقيفي عند الإمام الباقر عليه‌السلام.... ١٣٤

١ ـ الحث على طلب العلم. ١٣٤

٢ ـ موقع العلماء المتميّز وفضلهم. ١٣٥

٣ ـ الإخلاص في طلب العلم. ١٣٥

٤ ـ ضرورة نشر العلم وتثقيف الناس. ١٣٦

٥ ـ مزالق وآفات المتعلّمين. ١٣٦

٦ ـ المرجعية العلمية ١٣٧

٧ ـ المؤسسات الثقافية ١٣٨

رابعاً: الإمام الباقر عليه‌السلام وإحياء الروح الثورية في الأمة ١٣٩

الأول: إقامة الشعائر الحسينية ١٣٩

الثاني: إحياء الإيمان بقضية الإمام المهدي عليه‌السلام.... ١٤١

خامساً: الإمام الباقر عليه‌السلام وتشخيص هوية الجماعة الصالحة ١٤٢

مشخصات الهوية ١٤٥

الأول: الاسم. ١٤٥

الثاني: الصفات.. ١٤٦

الثالث: منزلة الجماعة الصالحة ١٤٧

سادساً: الإمام الباقر عليه‌السلام والعلاقات في نظام الجماعة الصالحة ١٤٩

١ ـ العلاقات داخل الجماعة الصالحة ١٤٩

أسس العلاقات الداخلية ١٥١

هـ ـ التكافل الاجتماعي. ١٥٢

و ـ التناصر والتآزر ١٥٢

٣ ـ العلاقة مع أهل الذمة ١٥٣

٤ ـ العلاقة مع الكفّار ١٥٣

سابعاً: الإمام الباقر عليه‌السلام والنظام الأمني للجماعة الصالحة ١٥٤

١ ـ التقيّة ١٥٤

ومن موارد التقيّة: ١٥٥

٢١٧

ج ـ كتمان البرامج والخطط المعدّة لإصلاح الواقع وتغييره. ١٥٥

٢ ـ كتمان الأسرار ١٥٧

٣ـ التوازن في العلاقة مع الحكّام ١٥٨

التأكيد على أهمية العامل الاقتصادي. ١٦٠

التوازن بين طلب الرزق وطلب المكارم ١٦٢

الموارد المالية للجماعة الصالحة ١٦٣

الأول: الزكاة ١٦٣

الثاني: الخمس.. ١٦٤

التكافل داخل الجماعة الصالحة ١٦٥

تاسعاً : الإمام الباقر عليه‌السلام والنظام الاجتماعي للجماعة الصالحة ١٦٩

١ ـ الأسرة ١٦٩

٢ ـ الأرحام ١٧٢

٣ ـ الجيران. ١٧٢

٤ ـ أفراد الجماعة الصالحة ١٧٣

٥ ـ مجتمع المسلمين. ١٧٧

عاشراً: الإمام الباقر عليه‌السلام ومستقبل الجماعة الصالحة ١٨١

الفصل الثاني: اغتيال الإمام محمّد الباقر عليه‌السلام واستشهاده ١٨٥

دوافع اغتيال الإمام الباقر عليه‌السلام: ١٨٦

٢ ـ أحداث دمشق: ١٨٦

نصّه على الإمام الصادق عليه‌السلام: ١٨٧

وصاياه: ١٨٨

تعزية المسلمين للإمام الصادق عليه‌السلام: ١٨٩

الفصل الثالث: تراث الإمام محمّد الباقر عليه‌السلام.... ١٩٠

التراث التفسيري للإمام محمد الباقر عليه‌السلام.... ١٩١

نماذج من تفسيره: ١٩٣

التراث الحديثي للإمام الباقر عليه‌السلام: ١٩٦

٢١٨

٢ ـ أزلية واجب الوجود: ١٩٨

٣ ـ وجوب طاعة الإمام عليه‌السلام: ١٩٩

التراث التاريخي للإمام الباقر عليه‌السلام.... ١٩٩

١ ـ من وحي الله لآدم: ١٩٩

٢ ـ حكمة لسليمان: ٢٠٠

٣ ـ حكمة في التوراة: ٢٠٠

٤ ـ تسمية نوح بالعبد الشكور: ٢٠٠

٥ ـ دعاء نوح على قومه: ٢٠٠

٦ ـ إسماعيل أول من تكلم بالعربية: ٢٠١

٧ ـ نفي الأُمية عن النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: ٢٠١

مع السيرة النبوّية المبارك: ٢٠٢

١ ـ استعارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم السلاح من صفوان: ٢٠٢

٢ ـ مسيرة خالد إلى بني جذيمة: ٢٠٢

مع سيرة الإمام عليّ عليه‌السلام: ٢٠٤

من الملاحم التي أخبر عنها الإمام الباقر عليه‌السلام: ٢٠٥

من التراث الفقهي للإمام الباقر عليه‌السلام.... ٢٠٧

المسح على الخفين: ٢٠٩

مس الفرج لا ينقض الوضوء: ٢١٠

الجهر في صلاة الإخفات : ٢١٠

٢١٩

الصلاة على آل النبي في التشهد: ٢١١

من وصايا الإمام الباقر عليه‌السلام.... ٢١١

٢٢٠