موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ٣

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ0%

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 311

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد الريشهري
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 311
المشاهدات: 9412
تحميل: 5162


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9412 / تحميل: 5162
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أثبت عهد خلافة الإمام عليّ (عليه السلام) عدَم استعداد الناس لقبول عودة الحقائق إلى مسارها الأوّل، مع أنّ الكثير من المسائل قد تجلّت بكلّ وضوح يومذاك، ومع أنّ الناس قد أقبلوا بأنفسِهم عليه، غير أنّه كان يواجه صعوبة في كثير من القرارات، والمثال الواضح على ذلك (صلاة التراويح).

ولو عرضنا هذا السؤال من زاوية أُخرى وقلنا: لماذا لم يقبَل الإمام شرط عبد الرحمان؟ نلاحظ هنا أنّه (عليه السلام) كان أمام معادَلَتين:

الأُولى: قبول الشرط وإقامة حكومة العدل الإسلامي.

الثانية: عدَم قبول الشرط؛ لأنّه لم يكُن حقّاً، مع التضحية بهذا المنصب الخطير.

والوجه الآخر للسؤال هو: هل كان عبد الرحمان يعقد له البيعة لو أنّه قبل ذلك الشرط؟

يمكن القول بجزم - من خلال الأخبار التي نقلناها عن الشورى، وما كان فيها من تدبير، وكذلك من خلال كلام الإمام (عليه السلام) مع عبد الرحمان - بأنّ الجواب هو السلب طبعاً. وقد أدرك عليّ (عليه السلام) بعمق نظره الخاصّ بأنّ كلّ هذه التمهيدات التي اتُّخذت جاءت لتبرير قرار متّخذ مسبقاً. ولو أنّ الإمام وافق على الشرط؛ فإنَّ عثمان كان يوافق عليه أيضاً، وفي مثل هذه الحالة كان عبد الرحمان سيلجأ إلى ذريعة أخرى، كأنْ يقول مثلا - كما مرّ علينا - بأنَّ رؤساء الجيش، وزعَمَاء القبائل يميلون إلى عثمان، وتكون النتيجة هي انتخاب عثمان أيضاً، وستكون نتيجة القبول بهذا الشرط هي إضفاء الشرعيّة من قِبَل عليّ (عليه السلام) على قرارات الشيخين، وحاشا أنْ ينخدع عليّ - الذي يخترق بصره الحُجُب السطحيّة ويرى الحقائق - بمثل هذه المشاهد.

١٤١

3 - كانت معادلة الشورى واضحة مسبقاً ولهذا السبب أمَر عمر بضرب عنُق كلّ مَن يُعارض، وبعد البيعة لعُثمان من قِبَل ابن عوف وسائر أعضاء الشورى، ظلّ عليٌّ واقفاً ولم يُبايِع، فقال له ابن عوف: بايِع وإلاّ ضُربَتُ عُنُقَك! فخرج من الدار وتبِعَه أصحاب الشورى وقالوا: بايِع وإلاّ جاهدناك! (1) وهذا ما جعل الشريف المرتضى يقول بألَم:

(فأيّ رضاً هاهنا؟!... وكيف يكون مختاراً من تهدَّد بالقتل وبالجهاد) (2) .

4 - التطميع بالخلافة

الملاحظة الأخيرة في هذا المضمار هي أنّ عمر أجَّج بعملِه هذا نار الطمَع بالخلافة في قلوب أعضاء الشورى. وقد أشار الشيخ المفيد إلى هذا المعنى بقوله: إنّ سعد بن أبي وقّاص ما كان يري نفسه شيئاً أمام عليّ (عليه السلام)، إلاّ أنّ وجوده في الشورى بعث في نفسه شعوراً بالأهليّة للخلافة. ونقل ابن أبي الحديد أيضاً هذا التحليل عن أُستاذه. وكان طلحة أيضاً يستدلّ بوجوده في الشورى على مجابهته لعليّ (3) . وأشار معاوية أيضاً إلى هذا المعنى في إحدى محاوراته (4) .

وعلى كلّ حال؛ فإنّ عمر قد دأَبَ مرّة أُخرى من خلال الشورى التي أوجدَها على طمس (حقّ الخلافة) وسحق حرمتها. وسلّط بني أُميّة على رقاب الأُمّة

____________________

(1) أنساب الأشراف: 6/128، شرح نهج البلاغة: 9 / 55 وج 12 / 265، الإمامة والسياسة: 1/176؛ الصراط المستقيم: 3/117.

(2) شرح نهج البلاغة: 12 / 265.

(3) الإمامة والسياسة: 1 / 95. راجع: القسم السادس / وقعة الجمَل / جهود الإمام لمنع القتال / مناقشات الإمام وطلحة.

(4) العقد الفريد: 3/289، تاريخ دمشق: 19/197.

١٤٢

فاقترفوا كلّ تلك المفاسِد. وعمِل من خلال غرسه لروح التطلّع إلى الخلافة في نفوس أشخاص مثل طلحة والزبير، على تمهيد الأجواء لنشوب الصراعات اللاحقة.

ونحن نؤكّد من خلال استقراء تلك الحادثة وكيفيّة تبلور وقائعها بأنَّ الحقّ هو ما جاء في تحليل مُجرياتها إجمالاً، ليس إلاّ... والله من وراء القصد.

١٤٣

١٤٤

الفصل الرابع

مبادئ الثورة على عثمان

4 / 1

الترَف

1081 - مروج الذهب: بنى [عثمان] داره في المدينة، وشيّدها بالحجَر والكِلْس، وجعل أبوابها من الساج والعَرعَر، واقتنى أموالا وجِناناً وعيوناً بالمدينة.

وذكر عبد الله بن عتبة: أنّ عثمان يوم قُتِل كان له - عند خازنه - من المال خمسون ومِئة ألف دينار، وألف ألف درهم، وقيمة ضياعه بوادي القُرى وحُنين وغيرهما مِئة ألف دينار، وخلّف خيلاً كثيراً وإبلاً (1) .

1082 - الطبقات الكبرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة: كان لعثمان بن عفّان عند خازنه يوم قُتل ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمِئة ألف درهم، وخمسون

____________________

(1) مروج الذهب: 2 / 341.

١٤٥

ومِئة ألف دينار، فانتُهِبت، وذهبَت. وترك ألف بعير بالرَّبَذة (1) ، وترَك صدَقات - كان تصدَّق بها ببراديس وخيبر (2) ووادي القرى (3) - قيمةَ مِئتي ألف دينار (4) .

1083 - تاريخ الطبري عن عبد الله بن عامر: كنت أفطر مع عثمان في شهر رمضان، فكان يأتينا بطعام هو أليَن من طعام عمر؛ قد رأيت على مائدة عثمان الدرمَك الجيّد، وصغار الضأن كلّ ليلة، وما رأيت عمر قطّ أكل من الدقيق منخولا، ولا أكل من الغنَم إلاّ مَسانّها، فقلت لعثمان في ذلك، فقال: يرحم الله عمر! ومن يُطيق ما كان عمر يطيق! (5)

1084 - أنساب الأشراف عن سليم أبى عامر: رأيت على عثمان بُرداً ثمنه مِئة دينار (6) .

1085 - الطبقات الكبرى عن محمّد بن ربيعة بن الحارث: كان أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوسّعون على نسائهم في اللباس الذي يُصان ويتجمّل به. ثمّ يقول: رأيت على عثمان مطرف خزٍّ ثمن مِئتي درهَم، فقال: هذا لنائلة كسوتُها إيّاه، فأنا ألبسه أسرّها به (7) .

____________________

(1) الرَّبَذة: من قرى المدينة؛ على ثلاثة أيّام، قريبة من ذات عِرْق على طريق الحجاز (معجم البلدان: 3 / 24).

(2) خَيْبَر: ناحية على ثمانية برد [ حوالي 200 كم] من المدينة لمَن يُريد الشام (معجم البلدان: 2/409).

(3) وَادي القُرى: وهو وادٍ بين المدينة والشام، من أعمال المدينة، كثير القرى (معجم البلدان: 5/345).

(4) الطبقات الكبرى: 3 / 76، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 461 نحوه وليس فيه من (كان تصدّق) إلى (القرى)، البداية والنهاية: 7 / 192 وفيه (بئر أريس) بدل (ببراديس).

(5) تاريخ الطبري: 4 / 401.

(6) أنساب الأشراف: 6 / 102، الطبقات الكبرى: 3 / 58 وفيه (بُرداً يمانيّاً ثمنه مِئة درهم).

(7) الطبقات الكبرى: 3 / 58، أنساب الأشراف: 6 / 102 وفيه (مِئة دينار) بدل (مِئتي درهم).

١٤٦

1086 - الصواعق المحرقة: جاءه [عثمان] أبو موسى بحليةٍ ذهَب وفضّة، فقسمها بين نسائه وبناته، وأنفق أكثر بيت المال في ضِياعه (1) ودُوره (2) .

1087 - الأخبار الموفّقيّات عن الزهري: لمّا أُتي عمر بجوهر كسرى، وضِع في المسجد، فطلعت عليه الشمس فصار كالجمر، فقال لخازن بيت المال: ويحك! أرِحني من هذا، واقسِمه بين المسلمين؛ فإنّ نفسي تحدّثني أنّه سيكون في هذا بلاءٌ وفتنةٌ بين الناس.

فقال: يا أمير المؤمنين، إنْ قسمته بين المسلمين لم يسَعهم، وليس أحدٌ يشتريه؛ لأنّ ثمنه عظيم، ولكن ندَعه إلى قابل، فعسى الله أنْ يفتح على المسلمين فيشتريه منهم مَن يشتريه. قال: ارفعه، فأدخله بيت المال. وقُتِل عمر وهو بحاله، فأخذه عثمان - لمّا وُلّي الخلافة - فحلّى به بناته.

فقال الزهري: كلٌّ قد أحسن؛ عمر حين حرم نفسه وأقاربه، وعثمان حين وصل أقاربه!! (3)

1088 - تاريخ اليعقوبي: كان عثمان جواداً وَصُولاً بالأموال، وقدّم أقاربه وذوي أرحامه، فسوّى بين الناس في الأعطية. وكان الغالب عليه مروان بن الحكم بن أبي العاص، وأبو سفيان بن حرب (4) .

1089 - دول الإسلام - في الثورة على عثمان -: أخذوا ينقمون على خليفتهم عثمان؛ لكونه يعطي المال لأقاربه، ويولّيهم الولايات الجليلة، فتكلّموا فيه،

____________________

(1) الضَّيعة: الأرض المُغلّة، والجمع ضِيَع وضِياع (لسان العرب: 8 / 230).

(2) الصواعق المحرقة: 113، السيرة الحلبيّة: 2 / 78 وفيه (بكيلة) بدل (بحلية).

(3) الأخبار الموفّقيّات: 612 / 396، شرح نهج البلاغة: 9 / 16.

(4) تاريخ اليعقوبي: 2 / 173.

١٤٧

وكان قد صارَ له أموالٌ عظيمة، وله ألف مملوك (1) .

4 / 2

جعل المال دولةً بين الأغنياء

4 / 2 - 1

استئثار عمّه الحكَم بن أبي العاص

1090 - العقد الفريد: ممّا نقم الناس على عثمان أنّه آوى طريد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الحكَم ابن أبي العاص، ولم يؤوِه أبو بكر ولا عمر، وأعطاه مِئة ألف (2) .

1091 - أنساب الأشراف عن ابن عبّاس: كان ممّا أنكروا على عثمان أنّه ولّى الحكم ابن أبي العاص صدَقات قُضاعة (3) ، فبلغت ثلاثمِئة ألف درهم، فوهَبَها له حين أتاه بها (4) .

. راجع: تولية أعداء الإسلام من أقربائه على البلاد

4 / 2 - 2

استئثار ابن عمّه مروان بن الحكم

1092 - تاريخ اليعقوبي: أغزى عثمان الناس إفريقيّة (5) سنة سبع وعشرين...

____________________

(1) دول الإسلام: 16.

(2) العقد الفريد: 3 / 291، المعارف لابن قتيبة: 194 نحوه، شرح نهج البلاغة: 1 / 198.

(3) قُضاعَة: حيّ باليمن (تاج العروس: 11 / 377).

(4) أنساب الأشراف: 6 / 137، شرح نهج البلاغة: 3 / 35؛ الشافي: 4 / 273 كلاهما نحوه من دون إسنادٍ إلى الراوي.

(5) إفريقيّة: بلادٌ واسعة ومملكةٌ كبيرة قبالة جزيرة صقلية، وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلُس. وحدود هذه البقعة من العالم هي: من الشمال البحر الأبيض المتوسّط، ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر، ومن الشرق المحيط الهندي، ومن الغرب المحيط الأطلسي (راجع معجم البلدان: 1/228).

١٤٨

وكثرت الغنائم، وبلغت ألفَي ألف دينار وخمسمِئة ألف دينار وعشرين ألف دينار.

وروى بعضهم: أنّ عثمان زوّج ابنته من مروان بن الحكَم، وأمر له بخُمس هذا المال (1) .

1093 - أنساب الأشراف عن عبد الله بن الزبير: أغزانا عثمان سنة سبعٍ وعشرين إفريقيّة، فأصاب عبد الله بن سعد بن أبي سرح غنائم جليلة، فأعطى عثمانُ مروانَ بن الحكم خُمس الغنائم (2) .

1094 - تاريخ أبي الفداء: أقطع [عثمانُ] مروانَ بن الحكم فدَكَ (3) ، وهي صدَقةُ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) التي طلَبَتْها فاطمة ميراثاً! فروى أبو بكر عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): نحن معاشر الأنبياء لا نُورِّث؛ ما تركناه صدقة. ولم تزَل فدَك في يد مروان وبنيه إلى أنْ تولّى عمر بن عبد العزيز، فانتزعها من أهله وردّها صدقة (4) .

____________________

(1) تاريخ اليعقوبي: 2 / 165 وراجع الجمل: 183.

(2) أنساب الأشراف: 6 / 136، تاريخ الطبري: 4 / 256 نحوه، شرح نهج البلاغة: 3 / 37 وفيه (تلك الغنائم)بدل (خُمس الغنائم)، البداية والنهاية: 7 / 152 وفيه (و صالحه بطريقها على ألفَي ألف دينار وعشرين ألف دينار فأطلقها كلّها عثمان في يومٍ واحد لآل الحكَم ويقال: لآل مروان) بدل (غنائم جليلة...)؛ الشافي: 4 / 275.

(3) فَدَك: قريةٌ في الحجاز، بينها وبين المدينة ثلاثة أيّام كانت لليهود، وبعد فتح خيبر ألقى الله سُبحانه وتعالى في قلوب أهلها الرعب، فصالحوا النبيّ (صلّى الله عليه وآله) على النصف، فقبِل منهم، فكانت له (صلّى الله عليه وآله) خاصّة؛ لأنّها لم يُوجَف عليها بخيلٍ ولا ركاب، وقد وهَبَها النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لبضعتهِ فاطمة (عليها السلام) ثمّ استرجعها منها أبو بكر (معجم البلدان: 4 / 238).

(4) تاريخ أبي الفداء: 1 / 169 وراجع شرح نهج البلاغة: 1 / 198 والمعارف لابن قتيبة: 195.

١٤٩

1095 - شرح نهج البلاغة: أمر [عثمان]... لمروان بن الحكَم بمِئة ألف من بيتِ المال، وقد كان زوّجه ابنته أُمّ أبَان، فجاء زيدُ بن أرقَم - صاحب بيت المال بالمفاتيح، فوضعها بين يدي عثمان وبكى، فقال عثمان: أ تبكي أنْ وصلتُ رحمي!! قال: لا... والله لو أعطيت مروان مِئة درهم لكان كثيراً!! فقال: ألقِ المفاتيح يابن أرقَم؛ فإنّا سنجِد غيرك (1) .

1096 - أنساب الأشراف عن أُمّ بكر بنت المِسوَر: لمّا بنى مروان داره بالمدينة دعا الناس إلى طعامه، وكان المسوَر فيمن دعا، فقال مروان وهو يحدّثهم: والله، ما أنفقت في داري هذه من مال المسلمين درهماً فما فوقه!

فقال المسوَر: لو أكلتَ طعامك وسكتَّ لكان خيراً لك! لقد غزوتَ معنا إفريقيّة وأنّك لأقلّنا مالاً ورقيقاً وأعواناً، وأخفّنا ثقلاً، فأعطاك ابن عفّان خُمس إفريقيّة، وعملتَ على الصدقات فأخذتَ أموال المسلمين!! (2)

4 / 2 - 3

استئثار ابن عمّه الحارث بن الحكَم

1097 - المعارف لابن قتيبة: تصدّق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بمهزور - موضع سوق المدينة - على المسلمين، فأقطعها عثمانُ الحارثَ بن الحكَم؛ أخا مروان بن الحكَم، وأقطَع مروانَ فَدَك وهي صدقة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (3) .

____________________

(1) شرح نهج البلاغة: 1 / 199.

(2) أنساب الأشراف: 6 / 136، شرح نهج البلاغة: 3 / 37، الأوائل لأبي هلال: 127 عن جعفر بن عبد الرحمان ابن المسوَر نحوه؛ الشافي: 4 / 275.

(3) المعارف لابن قتيبة: 195، العقد الفريد: 3 / 291، شرح نهج البلاغة: 1 / 198 كلاهما نحوه.

١٥٠

1098 - أنساب الأشراف عن أُمّ بكر عن أبيها: قدمت إبلُ الصدقة على عثمان، فوهبها للحارث بن الحكَم بن أبي العاص (1) .

1099 - شرح نهج البلاغة: أنكَح [عثمانُ] الحارثَ بن الحكم ابنتَه عائشة، فأعطاه مِئة ألف من بيت المال أيضاً، بعد صَرْفه زيدَ بن أرقَم عن خزنه (2) .

4 / 2 - 4

استئثار صهره عبد الله بن خالد

1100 - تاريخ المدينة عن محمّد بن سلام عن أبيه: قال عبد الله بن خالد لعبد الله بن عمر: كلِّم أميرَ المؤمنين عثمان؛ فإنّ لي عيالاً وعلَيَّ دَيناً. فقال: كلِّمه، فإنّك تجده برّاً وصُولاً. فكلَّمَه، فزوّجه بنته، وأعطاه مِئة ألف (3) .

1101 - تاريخ اليعقوبي: زوّج عثمان بنتَه من عبد الله بن خالد بن أُسيد، وأمَر له بستّمِئة ألف درهم، وكتَب إلى عبد الله بن عامر أنْ يدفعها إليه من بيتِ مال البصرة (4) .

1102 - المعارف لابن قتيبة: وطلب إليه [إلى عثمان] عبدُ الله بن خالد بن أُسيد صلة، فأعطاه أربعمِئة ألف درهم (5) .

____________________

(1) أنساب الأشراف: 6 / 137، شرح نهج البلاغة: 3 / 35، تاريخ الطبري: 4 / 365 وفيه (أُمّ بكر بنت المسْوَر ابن مخرَمة)، الكامل في التاريخ: 2 / 286 وفيهما (فوهبها لبعض بني الحكم)؛ الشافي: 4 / 273 كلاهما من دون إسناد إلى الراوي.

(2) شرح نهج البلاغة: 1 / 199.

(3) تاريخ المدينة: 3 / 1022.

(4) تاريخ اليعقوبي: 2 / 168 وراجع الأوائل لأبي هلال: 130.

(5) المعارف لابن قتيبة: 195، شرح نهج البلاغة: 1 / 198، تاريخ الطبري: 4 / 345، الكامل في التاريخ: 2 / 279 وفيهما (خمسين ألفاً)، العقد الفريد: 3 / 291 وفيه (عبيد الله...)، الفتوح: 2 / 370، تاريخ البصرة: 3 / 91 وفيهما (ثلاثمِئة ألف درهم)؛ الشافي: 4 / 273 وفيه (ثلاثمِئة ألف).

١٥١

1103 - أنساب الأشراف عن أبي مخنف: كان على بيت مال عثمان عبدُ الله بن الأرقَم...، فاستسلَف عثمان من بيت المال مِئة ألف درهم، وكتب عليه بها عبد الله بن الأرقَم ذِكر حقٍّ للمسلمين، وأشهَد عليه عليّاً، وطلحَة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الله بن عمر، فلمّا حلَّ الأجل ردّه عثمان.

ثمّ قدم عليه عبدُ الله بن خالد بن أُسيد بن أبي العيص - من مكّة - وناسٌ معه غُزاةً، فأمر لعبد الله بثلاثمِئة ألف درهم، ولكلّ رجلٍ من القوم بمِئة ألف درهم، وصَكَّ بذلك إلى ابن أرقم، فاستكثره، وردَّ الصكَّ له.

ويقال: إنّه سأل عثمان أنْ يكتب عليه به ذكر حقّ، فأبي ذلك، فامتنَع ابن الأرقم من أنْ يدفع المال إلى القوم. فقال له عثمان: إنّما أنت خازن لنا، فما حمَلَك على ما فعلت؟!!

فقال ابن الأرقم: كنت أراني خازناً للمسلمين، وإنّما خازنك غلامك!! والله لا ألي لك بيتَ المال أبداً. وجاء بالمفاتيح فعلّقها على المنبر، ويقال: بل ألقاها إلى عثمان. فدفعها عثمان إلى ناتل مولاه، ثمّ ولّى زيدَ بن ثابت الأنصاري بيتَ المال، وأعطاه المفاتيح (1) .

4 / 2 - 5

ما أعطى سعيد بن العاص

1104 - أنساب الأشراف عن أبي مخنف والواقدي: أنكر الناس على عثمان

____________________

(1) أنساب الأشراف: 6 / 173 وراجع شرح نهج البلاغة: 3 / 35 والشافي: 4 / 274.

١٥٢

إعطاءه سعيدَ بن العاص (1) مِئةَ ألف درهم، فكلّمه عليّ والزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمان بن عوف في ذلك فقال: إنَّ له قرابةً ورَحِماً!

قالوا: أ فما كان لأبى بكر وعمر قرابة وذَوُو رحم؟!

فقال: إنّ أبا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما، وأنا أحتسبُ في إعطاء قرابتي (2) .

____________________

(1) سعيد بن العاص بن سعيد بن أُحيحة بن العاص بن أُميّة. كان من أقارب عثمان (الطبقات الكبرى: 5 / 30 - 32)، ونشأ في بيته وفي ظلّ تربيته (البداية والنهاية: 8 / 83). قُتل أبوه بسيف عليٍّ (عليه السلام) في معركة بدر (الطبقات الكبرى: 5 / 31، أُسد الغابة: 2 / 481 / 2083، الإصابة: 3 / 90 / 3278، البداية والنهاية: 8 / 83)، فكفله عثمان، وكان له من العمر تسع سنين عند وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)(تهذيب الكمال: 10 / 502 / 2299، الإصابة: 3 / 90 / 3278، البداية والنهاية: 8 / 83). قال له عمر أيّام حكومته: لِمَ تُعرض عنّي؟ كأنّك ترى أنّي قتلتُ أباك. لا، بل قتله عليّ! أعطاه عمر مالاً، فطمع في الاستزادة، فقال له: سيأتي بعدي مَن يصل رحمك. ويقضي حاجتك (الطبقات الكبرى:5 / 31). حصل على أموال طائلة في أيّام عثمان (أنساب الأشراف:6 / 137). ووَلي الكوفة (الطبقات الكبرى:5 / 32، تاريخ دمشق: 21 / 114، اُسد الغابة:2 / 482 / 2083، الاستيعاب:2 / 183 / 992). لكنّه لم يجد إليها سبيلاً بعد اصطدامه بمالك الأشتر وأصحابه. (الطبقات الكبرى: 5 / 32، تاريخ دمشق: 21 / 115، البداية والنهاية: 8 / 84). اعتزل الأوضاع في خلافة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) (اُسد الغابة: 2 / 482 / 2083، الاستيعاب: 2 / 184 / 992). ولم يُمالئ معاوية يومئذ، بَيْد أنّه مالأه عند تسلّطه. وكان عامله على المدينة مدّةً. (الطبقات الكبرى: 5 / 35، تاريخ دمشق: 21 / 117 / 2496، البداية والنهاية: 8 / 85، اُسد الغابة: 2 / 482 / 2083، الاستيعاب: 2 / 184 / 992). مات سعيد سنة 59 (اُسد الغابة: 2 / 482 / 2083، الاستيعاب: 2 / 185 / 992، تاريخ خليفة بن خيّاط: 171، البداية والنهاية: 8 / 87 في سنة 58 وقيل: في التي قبلها وقيل بعدها).

(2) أنساب الأشراف: 6 / 137، شرح نهج البلاغة: 3 / 35؛ الشافي: 4 / 273.

١٥٣

4 / 2 - 6

ما أعطى أبا سفيان بن حرب

1105 - شرح نهج البلاغة: أعطى [عثمانُ] أبا سفيان بن حرب مِئتي ألف من بيت المال، في اليوم الذي أمَر فيه لمروان بن الحكَم بمِئة ألف من بيت المال (1) .

4 / 2 - 7

ما أعطى عبد الله بن أبي سرح

1106 - الكامل في التاريخ: إنّه [عثمان] أعطى عبد الله خُمسَ الغزوة الأُولى، وأعطى مروانَ خُمسَ الغزوة الثانية؛ التي افتُتحت فيها جميع إفريقيّة (2) .

1107 - شرح نهج البلاغة: أعطى [عثمانُ] عبدَ الله بن أبي سرح جميعَ ما أفاء الله عليه من فتح إفريقيّة بالمغرب؛ وهي من طرابلس (3) الغرب إلى طَنجة (4) ، من غير أنْ يَشرَكه فيه أحد من المسلمين (5) .

راجع: تولية أعداء الإسلام من أقربائه على البلاد.

____________________

(1) شرح نهج البلاغة: 1 / 199.

(2) الكامل في التاريخ: 2 / 237.

(3) طَرابُلس الغرب: مدينة تقَع شمال إفريقيّة، وهي من آخر المدن التي في شرقي القَيروان، وتقَع على البحر بين تونس ومصر، وتعرف بكرسيّ إفريقيّة، وهي مبنيّة بالصخر (راجع تقويم البلدان: 147).

(4) طَنْجَة: مدينة تقع شمال إفريقيّة، على ساحل بحر المغرب مقابل الجزيرة الخضراء، وهي من البرّ الأعظم وبلاد البَربَر (معجم البلدان: 4/43).

(5) شرح نهج البلاغة: 1 / 199 وراجع تنقيح المقال: 2 / 184 / 6876.

١٥٤

4 / 2 - 8

ما أعطى زيد بن ثابت

11 08 - الشافي عن الواقدي: إنّ زيد بن ثابت اجتمع عليه عصابة من الأنصار وهو يدعوهم إلى نصر عثمان، فوقف عليه جبلة بن عمرو بن حية المازني، فقال له جَبَلة: ما يمنعك يا زيد أنْ تذبّ عنه! أعطاك عشرة آلاف دينار، وأعطاك حدائق من نخل لم ترِث من أبيك مثل حديقة منها!! (1)

1109 - أنساب الأشراف: لمّا أعطى عثمانُ... زيدَ بن ثابت الأنصاري مِئة ألف درهم، جعل أبو ذرّ يقول: بشّر الكانزين بعذابٍ أليم، ويتلو قول الله عزّ وجلّ: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) الآية (2) (3) .

1110 - أنساب الأشراف عن أبي مخنف: إنّ زيد بن ثابت الأنصاري قال: يا معشر الأنصار، إنّكم نصرتم الله ونبيّه، فانصروا خليفته. فأجابه قومٌ منهم؛ فقال سهل بن حنيف: يا زيد، أشبعك عثمانُ من عضدان المدينة؛ والعضيدة: نخلة قصيرة، يُنال حملها (4) .

1111 - مروج الذهب عن سعيد بن المسيّب: إنّ زيد بن ثابت حين مات خلّف من الذهَب والفضّة ما كان يُكسَر بالفؤوس، غير ما خلّف من الأموال والضِّياع

____________________

(1) الشافي: 4 / 241؛ شرح نهج البلاغة: 3 / 8.

(2) التوبة: 34.

(3) أنساب الأشراف: 6 / 166 وراجع الجمل: 183.

(4) أنساب الأشراف: 6 / 197.

١٥٥

بقيمة مِئة ألف دينار (1) .

4 / 2 - 9

ما أعطى ابن شريكه في الجاهليّة

1112 - تاريخ الطبري عن سحيم بن حفص: كان ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب شريك عثمان في الجاهليّة، فقال العبّاس بن ربيعة لعثمان: اكتب لي إلى ابن عامر يُسلفني مِئة ألف. فكتَب، فأعطاه مِئة ألف؛ وصلَه بها، وأقطعه دارَه؛ دار العبّاس بن ربيعة اليوم (2) .

4 / 2 - 10

ما أعطى طلحة بن عُبيد الله

1113 - أنساب الأشراف عن موسى بن طلحة: أعطى عثمانُ طلحةَ - في خلافته مِئتي ألف دينار (3) .

1114 - تاريخ المدينة عن موسي بن طلحة: أوّل من أقطَع بالعراق عثمانُ بن عفّان قطائعَ ممّا كان من صوافي آل كسرى، وممّا جلا عنه أهله، فقطع (4) لطلحة ابن عبيد الله النشاستج (5) (6) .

____________________

(1) مروج الذهب: 2 / 342.

(2) تاريخ الطبري: 4 / 404، أنساب الأشراف: 6 / 151، المعارف لابن قتيبة: 128 نحوه.

(3) أنساب الأشراف: 6 / 108؛ الغدير: 8 / 283.

(4) كذا، والظاهر أنّ الصحيح: (فأقطَع).

(5) نَشاسْتَج: ضيعة أو نهر بالكوفة، وكانت عظيمة كثيرة الدخل (معجم البلدان: 5 / 285).

(6) تاريخ المدينة: 3 / 1020، معجم البلدان: 5 / 286.

١٥٦

1115 - تاريخ الطبري: قال خنيس بن فلان: ما أجوَد طلحة بن عبيد الله! فقال سعيد ابن العاص: إنّ من له مثل النشاستج لحقيقٌ أنْ يكون جواداً، والله لو أنّ لي مثله لأعاشكم الله عيشاً رغداً (1) .

1116 - شرح نهج البلاغة عن عثمان: ويلي على ابن الحضرميّة؛ يعني طلحة، أعطيته كذا وكذا بُهاراً (2) ذهَباً، وهو يَروم (3) دمي؛ يحرّض على نفسي، اللهمّ لا تُمتِّعه به، ولقِّه عواقب بغيه (4) .

4 / 2 - 11

ما أعطى الزبير

1117 - الطبقات الكبرى عن أبي حصين: إنّ عثمان أجاز الزبيرَ بن العوّام بستّمِئة ألف، فنزل على أخواله؛ بني كاهل، فقال: أيّ المال أجوَد؟ قالوا: مال أصبهان. قال: أعطوني من مال أصبهان (5) .

1118 - الطبقات الكبرى عن عروة: كان للزبير بمصر خِطَط (6) ، وبالإسكندريّة

____________________

(1) تاريخ الطبري: 4 / 318، معجم البلدان: 5 / 285، الفتنة ووقعة الجمل: 35.

(2) البُهار: الحِمل، وقيل: هو ثلاثمِئة رطل (لسان العرب: 4 / 84).

(3) رامَ الشيء يَرومُه رَوماً ومراماً: طلبه (لسان العرب: 12 / 258).

(4) شرح نهج البلاغة: 9 / 35.

(5) الطبقات الكبرى: 3 / 107، تاريخ أصبهان: 1 / 66، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا: 269 / 420، تاريخ المدينة: 3 / 1021.

(6) الخطِّة: الأرض والدار يختطّها الرجل في أرضٍ غير مملوكة ليتحجّرها ويبني فيها، وذلك إذا أذِن السلطان لجماعة من المسلمين أنْ يختطّوا الدور في موضعٍ بعينه ويتّخذوا فيه مساكنَ لهم. وجمع الخِطّة: خِطَط (لسان العرب: 7 / 288).

١٥٧

خِطَط، وبالكوفة خِطَط، وبالبصرة دور، وكانت له غَلاّت تقدِم عليه من أعراض المدينة (1) .

. راجع: القسم السادس / وقعة الجمل / هويّة رؤساء الناكثين / الزبير

4 / 2 - 12

ثروة عبد الرحمان بن عوف

1119 - تاريخ المدينة عن عثمان - لعبد الرحمان بن عوف -: يا أبا محمّد، فهل ولّيتني هذا الأمر يوم ولّيته وأنتَ تقدِر على أنْ تصرف ذلك إلى نفسك، أو تُولّيه مَن بدا لك، وفي القوم من هو أمسّ بك يومئذٍ رَحِماً منّي إلاّ رجاء الصلة والإحسان فيما بيني وبينك!! (2)

1120 - مروج الذهب - في ذكر ثروة عبد الرحمان بن عوف الزهري -: ابتنى داره، ووسّعها، وكان على مربطه مِئة فرَس، وله ألف بعير، وعشرة آلاف شاة من الغنَم، وبلَغ بعد وفاته رُبع ثمَن ماله أربعةً وثمانين ألفاً (3) .

1121 - تاريخ المدينة عن عبد الله بن الصامت - في خبر دخول أبي ذرّ على عثمان -: دخل عليه وهو يقسم مال عبد الرحمان بن عوف بين ورثته، وعنده كعب، فأقبل عثمان. فقال: يا أبا إسحاق، ما تقول في رجلٍ جمَع هذا المال فكان يتصدّق منه، ويحمل في السبيل، ويَصلُ الرحم؟ فقال: إنّي لأرجو له خيراً.

فغضب أبو ذرّ، ورفع عليه العصى، وقال: ما يدريك يابن اليهوديّة!؟! لَيَودّنَّ

____________________

(1) الطبقات الكبرى: 3 / 110.

(2) تاريخ المدينة: 3 / 1028.

(3) مروج الذهب: 2 / 342.

١٥٨

صاحبُ هذا المال يوم القيامة أن لو كان عقاربٌ تَلسع السويداء من قلبه (1).

1122 - الطبقات الكبرى عن عثمان بن الشريد: ترك عبد الرحمان بن عوف ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة بالبقيع، ومِئة فرَس ترعى بالبقيع. وكان يزرع بالجُرْف (2) على عشرين ناضحاً، وكان يدخل قوت أهله من ذلك سنة (3) .

1123 - الطبقات الكبرى عن محمّد: إنّ عبد الرحمان بن عوف تُوفّي، وكان فيما ترك ذهبٌ؛ قُطِّع بالفؤوس حتى مَجِلَت (4) أيدي الرجال منه. وترك أربع نسوة، فأُخرجت امرأة من ثُمنها بثمانين ألفاً (5) .

1124 - تاريخ اليعقوبي: كان عبد الرحمان قد أطلق امرأته تماضر بنت الأصبغ الكلبيّة لمّا اشتدّت علّته، فورّثها عثمان. فصولحت عن ربع الثمن على مِئة ألف دينار، وقيل: ثمانين ألف دينار (6) .

4 / 2 - 13

الخليفة وخازن بيت المال

1125 - تاريخ اليعقوبي عن عبد الرحمان بن يسار: رأيت عامل صدقات

____________________

(1) تاريخ المدينة: 3 / 1036، سيَر أعلام النبلاء: 2 / 67 / 10، حِلية الأولياء: 1 / 160.

(2) الجُرْف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (معجم البلدان: 2 / 128).

(3) الطبقات الكبرى: 3 / 136.

(4) مَجِلَت يدُه ومَجَلَت: فمرنَت صلُبت وثخُن جلدُها وتعجّر، وظهر فيها ما يشبه البَثَر؛ من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة (لسان العرب: 11 / 616).

(5) الطبقات الكبرى: 3 / 136، أُسد الغابة: 3 / 480 / 3370، البداية والنهاية: 7 / 164 كلاهما نحوه، الرياض النضرة: 4 / 315.

(6) تاريخ اليعقوبي: 2 / 169.

١٥٩

المسلمين على سوق المدينة إذا أمسى آتاها عثمان، فقال له: ادفعها إلى الحكم ابن أبي العاص.

وكان عثمان إذا أجاز أحداً من أهل بيته بجائزة جعَلَها فرضاً من بيت المال. فجعل يدافعه ويقول له: يكون، فنعطيك إنْ شاء الله. فألَحّ عليه. فقال: إنّما أنت خازِنٌ لنا! فإذا أعطيناك فخُذ، وإذا سكتنا عنك فاسكت!!

فقال: كذِبت والله! ما أنا لكَ بخازِن، ولا لأهل بيتك، إنّما أنا خازن المسلمين. وجاء بالمفتاح يوم الجمعة - وعثمان يخطب - فقال: أيّها الناس! زعَم عثمان أنّي خازنٌ له ولأهل بيته! وإنّما كنت خازناً للمسلمين، وهذه مفاتيح بيت مالكم - ورمى بها -. فأخذها عثمان، ودفعها إلى زيد بن ثابت (1) .

1126 - أنساب الأشراف عن أبي مخنف: لمّا قدِم الوليد الكوفة ألفى ابن مسعود على بيت المال، فاستقرضه مالاً - وقد كانت الولاة تفعل ذلك ثمّ تردّ ما تأخذ -، فأقرَضه عبد الله ما سأله.

ثمّ إنّه اقتضاه إيّاه، فكتب الوليد في ذلك إلى عثمان.

فكتب عثمان إلى عبد الله بن مسعود: إنّما أنت خازنٌ لنا، فلا تعرّض للوليد فيما أخذ من المال.

فطرح ابن مسعود المفاتيح وقال: كنت أظنّ أنّي خازن للمسلمين! فأمّا إذ كنت خازناً لكم فلا حاجة لي في ذلك. وأقام بالكوفة بعد إلقائه مفاتيح بيت المال (2) .

____________________

(1) تاريخ اليعقوبي: 2 / 168، الأمالي للمفيد: 70 / 5 عن أبق يحيى مولى معاذ بن عفراء الأنصاري؛ أنساب الأشراف: 6 / 173 عن أبي مخنف، الأوائل لأبي هلال: 130 عن قتادة وكلّها نحوه.

(2) أنساب الأشراف: 6 / 140.

١٦٠