موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ٢

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ0%

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 408

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد الريشهري
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 408
المشاهدات: 15906
تحميل: 5631


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 408 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15906 / تحميل: 5631
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء 2

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يزال مع عليّ وعليّ مع الحقّ، لن يختلفا ولن يفترقا)؟ فقالت: نعم (1) .

738 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (عليّ مع الحقّ والحقّ معه وعلى لسانه، والحقّ يدور حيثما دار عليّ) (2) .

739 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا عليّ... إنّ الحقّ على لسانك، وفي قلبك، ومعك، وبين يديك، ونُصب عينيك) (3) .

740 - تاريخ دمشق، عن أُمّ سلمة: والله، إنّ عليّاً على الحقّ قبل اليوم، وبعد اليوم، عهداً معهوداً، وقضاءً مقضيّاً (4) .

741 - المستدرك على الصحيحين، عن أُمّ سلمة - لمّا سار عليّ (عليه السلام) إلى البصرة ودخل عليها يودّعها -: سرْ في حفظ الله وفى كنفه، فو الله، إنّك لعلى الحقّ والحقّ معك (5) .

راجع: كتاب (بحار الأنوار): 38/26 - 40.

____________________

(1) كشف الغمّة: 1/147، الغدير: 3/178 نقلا عن ابن مردويه والديلمي.

(2) المناقب لابن شهر آشوب: 3/62 عن أبي ذرّ، بشارة المصطفى: 153 عن ابن عبّاس وفيه إلى (لسانه).

(3) المناقب لابن المغازلي: 238/285 عن جابر بن عبد الله، المناقب للخوارزمي: 159/188 وص 129/143، كفاية الطالب: 265 كلاهما عن زيد بن عليّ عن أبيه عن جدّه عن الإمام عليّ (عليهم السلام)؛ الأمالي للصدوق: 157/150، كنز الفوائد: 2/179، بشارة المصطفى: 155، إعلام الورى: 1/366، شرح الأخبار: 2/382/740، روضة الواعظين: 127، المسترشد: 634/298 نحوه، المناقب للكوفي: 1/251/167 والثمانية الأخيرة عن جابر بن عبد الله، كشف الغمّة: 1/146 عن الإمام عليّ (عليه السلام) وص 298 وفيها (بين عينيك) بدل (نُصب عينيك).

(4) تاريخ دمشق: 42/449؛ كشف الغمّة: 1/146 وليس فيه (بعد اليوم) وراجع المعجم الكبير: 23/330/758 وص 396/946.

(5) المستدرك على الصحيحين: 3/129/4611.

٢٤١

9/3

عليّ فاروق الأُمّة

742 - المعجم الكبير، عن أبي ذرّ وسلمان: أخذ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بيد عليّ (رضي الله عنه) فقال: (إنّ هذا أوّل مَن آمن بي، وهو أوّل مَن يصافحني يوم القيامة، وهذا الصدّيق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأُمّة بين الحقّ والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالم) (1) .

743 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب؛ فإنّه أوّل مَن يراني، وأوّل مَن يُصافحني يوم القيامة، وهو معي في السماء الأعلى، وهو الفاروق بين الحقّ والباطل) (2) .

744 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب؛ فإنّه أوّل مَن يراني، وأوّل مَن يُصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأُمّة؛ يَفرُق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المؤمنين) (3) .

745 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في عليّ (عليه السلام) -: (هذا أوّل مَن آمن بي، وأوّل مَن صدَّقني، وهو الصدّيق الأكبر، وهو الفاروق الأكبر الذي يَفرُق بين الحقّ والباطل) (4) .

____________________

(1) المعجم الكبير: 6/269/6184، تاريخ دمشق: 42/41/8368؛ الإرشاد: 1/31 عن أبي ذرّ، الأمالي للطوسي: 210/361، المناقب للكوفي: 1/267/179 وص 280/194. راجع: أحاديث الخلافة/خليفة النبيّ بعده.

(2) تاريخ دمشق: 42/450/9026 عن أبي ليلى الغفاري، المناقب للخوارزمي: 105/108 عن أبي ليلى وليس فيه من (فإنّه) إلى (الأعلى).

(3) أُسد الغابة: 6/265/6214، الاستيعاب: 4/307/3188، الإصابة: 7/294/10484؛ بشارة المصطفى: 152، المناقب لابن شهر آشوب: 3/91 نحوه وكلّها عن أبي ليلى الغفاري.

(4) اليقين: 508/211 عن ابن مسعود.

٢٤٢

746 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (لكلّ اُمّة صدّيق وفاروق، وصدّيق هذه الأُمّة وفاروقها عليّ بن أبي طالب) (1) .

747 - الأمالي للصدوق، عن أبي سخيلة: أتيت أبا ذرّ فقلت: يا أبا ذرّ، إنّي قد رأيت اختلافاً، فبماذا تأمرني؟ قال: عليك بهاتين الخصلتين: كتاب الله، والشيخ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)؛ فإنّي سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: (هذا أوّل مَن آمن بي، وأوّل مَن يُصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو الفاروق الذي يَفرُق بين الحقّ والباطل) (2) .

748 - شرح نهج البلاغة، عن أبي رافع: أتيت أبا ذرّ بالرَّبَذَة (3) أُودّعه، فلمّا أردت الانصراف قال لي ولأُناس معي: ستكون فتنة فاتّقوا الله، وعليكم بالشيخ عليّ بن أبي طالب فاتّبعوه؛ فإنّي سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول له: (أنت أوّل مَن آمن بي، وأوّل مَن يُصافحني يوم القيامة، وأنت الصدّيق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يَفرُق بين الحقّ والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين، وأنت أخي ووزيري وخير مَن أترك بعدي، تقضي دَيني، وتُنجز موعدي) (4) .

____________________

(1) عيون أخبار الرضا: 2/13/30، قصص الأنبياء: 174/201 كلاهما عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام).

(2) الأمالي للصدوق: 274/304، روضة الواعظين: 130، الأمالي للطوسي: 250/444 نحوه وراجع تاريخ دمشق: 42/41 - 43.

(3) الرَّبَذَة: من قرى المدينة على ثلاثة أيّام، قريبة من ذات عِرق (معجم البلدان: 3/24).

(4) شرح نهج البلاغة: 13/228، تاريخ دمشق: 42/42/8370؛ الأمالي للشجري: 1/144، المناقب للكوفي: 1/284/200، بشارة المصطفى: 103 وفى الأربعة الأخيرة من (أنت أوّل) إلى (الكافرين) وص 84، رجال الكشّي: 1/113/51، تفسير العيّاشي: 1/4/4، الأمالي للطوسي: 148/242 والأربعة الأخيرة عن أبي سخيلة نحوه إلى (الكافرين) ، شرح الأخبار: 2/278/587 نحوه وراجع ص 257/559 وذخائر العقبى: 108.

٢٤٣

749 - كمال الدين، عن عبد الرحمن بن سمرة: قلت: يا رسول الله، أرشدْني إلى النجاة. فقال: (يا بن سمرة، إذا اختلفت الأهواء، وتفرّقت الآراء، فعليك بعليِّ بن أبي طالب؛ فإنّه إمام أُمّتي، وخليفتي عليهم من بعدي، وهو الفاروق الذي يميَّز به بين الحقّ والباطل، مَن سأله أجابه، ومَن استرشده أرشده، ومَن طلب الحقّ عنده وجده، ومَن التمس الهدى لديه صادفه) (1) .

750 - الإمام عليّ (عليه السلام): (أنا الفاروق الأكبر، وأنا الإمام لمَن بعدي، والمؤدّي عمَّن كان قبلي) (2) .

751 - عنه (عليه السلام): (أنا فاروق الأُمّة، وأنا الهادي) (3) .

9/4

عليّ مُبيِّن ما اختلفت فيه الأُمّة

752 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - لعليّ (عليه السلام) -: (أنت تُبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي) (4) .

753 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا عليّ، أنت مُبيّنٌ لأُمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي) (5) .

____________________

(1) كمال الدين: 257/1، الأمالي للصدوق: 78/45، روضة الواعظين: 113.

(2) الكافي: 1/198/3، مختصر بصائر الدرجات: 41، بصائر الدرجات: 199/9 كلّها عن أبي الصامت الحلواني عن الإمام الباقر (عليه السلام)، بحار الأنوار: 26/153/42 نقلاً عن كتاب (القائم) للفضل بن شاذان عن الحسن بن عبد الله عن الإمام الصادق عنه (عليه السلام).

(3) مختصر بصائر الدرجات: 34 عن أبي حمزة الثمالي، بحار الأنوار: 53/49/20 نقلاً عن منتخب البصائر عن عاصم بن حميد، كلاهما عن الإمام الباقر (عليه السلام).

(4) المستدرك على الصحيحين: 3/132/4620، تاريخ دمشق: 42/387/8996 - 8998؛ المناقب للكوفي: 1/441/342 وج 2/568/1079، كلّها عن أنس بن مالك.

(5) الفردوس: 5/332/8347 عن أنس.

٢٤٤

754 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - لعليّ (عليه السلام) -: (أنت تُغسِّلني، وتُواريني في لَحدي، وتُبيّن لهم بعدي) (1) .

755 - تاريخ دمشق، عن أنس: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا أنس، اسكب لي وضوءاً). ثمّ قام فصلّى ركعتين، ثمّ قال: (يا أنس، أوّل مَن يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، وخاتم الوصيّين).

قال أنس: قلت: اللهمّ، اجعله رجلاً من الأنصار. وكتمته، إذ جاء عليّ، فقال: (مَن هذا يا أنس؟). فقلت: عليّ. فقام مُستبشراً، فاعتنقه، ثمّ جعل يمسح عن وجهه بوجهه، ويمسح عرق عليّ بوجهه، فقال: (يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي قبل!).

قال: (وما يمنعني؛ وأنت تؤدّي عنّي، وتُسمعهم صوتي، وتُبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟!) (2)

756 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا عليّ، أنت الذي تُبيّن لأُمّتي ما يختلفون فيه بعدي، وتقوم فيهم مقامي، قولك قولي، وأمرك أمري، وطاعتك طاعتي؛ وطاعتي طاعة الله، ومعصيتك معصيتي؛ ومعصيتي معصية الله عزّ وجلّ) (3) .

757 - الإمام الحسن (عليه السلام): (أرسل رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) إلى الأنصار فأتوه، فقال لهم: يا

____________________

(1) تاريخ دمشق: 42/387/8995 عن أنس بن مالك.

(2) تاريخ دمشق: 42/386/8994، حلية الأولياء: 1/63 وفيه (بكرامتي) بدل (لكرامتي) ، الفردوس: 5/364/8449، كفاية الطالب: 211، المناقب للخوارزمي: 85/75، فرائد السمطين: 1/145/109؛ تفسير العيّاشي: 2/262/39 نحوه، اليقين: 167/26، المناقب لابن شهر آشوب: 3/48، كشف الغمّة: 1/114، المناقب للكوفي: 1/391/313 وص 312/232 وص 430/335 كلاهما نحوه، المسترشد: 601/272.

(3) مَن لا يحضره الفقيه: 4/179/5405 عن ابن عبّاس.

٢٤٥

معشر الأنصار، ألا أُدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعده؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: هذا عليّ فأحبّوه بحبّي، وكرّموه لكرامتي؛ فإنّ جبريل أمرني بالذي قلتُ لكم عن الله عزّ وجلّ) (1) .

758 - الإرشاد، عن أنس: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - لعليّ (عليه السلام) -: (أنت منّي وأنا منك، تؤدّي عنّي، وتَفي بذمّتي، وتُغسّلني، وتُواريني في لَحدي، وتُسمع الناس عنّي، وتُبيّن لهم من بعدي).

فقال عليّ (عليه السلام): (يا رسول الله، أوَ ما بلّغتَ؟).

قال: (بلى، ولكن تُبيّن لهم ما يختلفون فيه من بعدي) (2) .

759 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (عليّ باب علمي، ومُبيّنٌ لأُمّتي ما أُرسلت به من بعدي، حبُّه إيمان، وبُغضه نفاق، والنظر إليه رأفة، ومودّته عبادة) (3) .

760 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إذا اختلفتم في شيء فكونوا مع عليّ بن أبي طالب) (4) .

9/5

النوادر

761 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا أيّها الناس، عليكم أنفسكم، لا يضرّكم مَن ضلّ إذا اهتديم، وعليٌّ نفسي وأخي، أطيعوا عليّاً؛ فإنّه مطهَّر معصوم، لا يضلّ

____________________

(1) المعجم الكبير: 3/88/2749 عن أبي ليلى، حلية الأولياء: 1/63 عن ابن أبي ليلى؛ الأمالي للصدوق: 564/763، الأمالي للطوسي: 223/386، بشارة المصطفى: 109، والثلاثة الأخيرة عن سلمان الفارسي نحوه.

(2) الإرشاد: 1/46، اليقين: 186/39 وص 390/140 نحوه.

(3) الفردوس: 3/65/4181، ينابيع المودّة: 2/301/860، كنز العمّال: 11/614/32981؛ كنز الفوائد: 2/67 نحوه وكلّها عن أبي ذرّ.

(4) المناقب لابن شهر آشوب: 2/30، بحار الأنوار: 40/147.

٢٤٦

ولا يشقى) (1) .

762 - الإمام عليّ (عليه السلام): (إنّما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر. وإنّما أمر الله عزّ وجلّ بطاعة الرسول؛ لأنّه معصوم مطهَّر، لا يأمر بمعصيته. وإنّما أمر بطاعة أُولي الأمر؛ لأنّهم معصومون مطهَّرون، لا يأمرون بمعصيته) (2) .

763 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون) (3) .

764 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (الأئمّة بعدي اثنا عشر، أوّلهم عليّ بن أبي طالب... أُمناء معصومون) (4) .

تعليق:

إنّ ما ذكرناه في هذا البحث تحت عنوان (أحاديث العصمة) يمثّل قسماً من الأدلّة على عصمة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). ووردت في ثنايا كتابنا أدلّة أُخرى ضمن عناوين متنوّعة، كأحاديث الهداية وغيرها.

كما استعرضنا في كتاب (أهل البيت في الكتاب والسنّة) أدلّة أهمّ منها، من جملتها: آية التطهير، التي تدلّ بوضوح على طهارة ونزاهة أهل البيت (عليهم السلام)

____________________

(1) معاني الأخبار: 352/1، علل الشرائع: 175/1 كلاهما عن محمّد بن حرب الهلالي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، بحار الأنوار: 38/82/2 وراجع تأويل الآيات الظاهرة: 1/289/27.

(2) الخصال: 139/158، علل الشرائع: 123/1 كلاهما عن سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس: 884/54.

(3) كمال الدين: 280/28، عيون أخبار الرضا: 1/64/30، الصراط المستقيم: 2/121 كلّها عن ابن عبّاس وراجع كفاية الأثر: 171.

(4) كفاية الأثر: 17 و18 عن ابن عبّاس، وراجع ص 171.

٢٤٧

ـ ومنهم الإمام عليّ (عليه السلام) - من كلّ رجس.

كما تحدّثنا عن حديث الثقلين الوارد عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) في غير موطن بألفاظ متنوّعة ومضمون واحد، ومنها أنّه قال:

(إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. ولن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما) (1) .

فحديث الثقلين آية على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) علميّاً وعمليّاً؛ إذ إنّه يجعل التمسّك بهم عصمة من الضلال، ولن يتحقّق هذا إلاّ بأن يكونوا مهديّين مَصُونين من الخطأ والضلال، ومُحال أن يهدي إلى الهدى مَن هو غير مصون من الخطأ في العلم والعمل.

وبعبارة أُخرى: إنّ مَن يجعله الله هادياً للأُمّة ومطهّراً من الرجس، ويتعاهده رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في ظلّ تربيته وتعليمه منذ البداية، وينقل إليه علومه، ويجعله وارثاً للعلوم الإلهيّة، ويُثني عليه بعناوين مختلفة منها: (إنْ أخذتم به لن تضلّوا)، و(عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ)، و(عليّ مع الحقّ والحقّ معه)، و(هذا الصدّيق الأكبر، وهذا فاروق الأُمّة، يفرُق بين الحقّ والباطل)، و(أنت تُبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه بعدي)... لا يمكن قطعاً أن يكون مجتهداً ربّما يُصيب وربّما يُخطئ! بل إنَّ له روحاً مطهّرة وقلباً مستنيراً بالهداية الربّانيّة، ولن يخطو في طريق الضلال أبداً. إنّه شريك القرآن، وحليف الحقّ، وسيرته (فاروق)، وتفسيره للدين حجّة قاطعة.

____________________

(1) سنن الترمذي: 5/662/3788.

٢٤٨

٢٤٩

 

  الفصل العاشر

  حديث الغدير

10/1

واقعة الغدير

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (1) .

765 - الغدير: أجمع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) الخروج إلى الحجّ في سنة عشر من مهاجره، وأذّن في الناس بذلك، فقدِم المدينة خلق كثير؛ يأتمّون به في حَجّته تلك التي يقال عليها: حجّة الوداع، وحجّة الإسلام، وحجّة البلاغ، وحجّة الكمال، وحجّة التمام، ولم يحجّ غيرها منذ هاجر إلى أن توفّاه الله.

فخرج (صلَّى الله عليه وآله) من المدينة مغتسلاً متدهّناً مترجّلاً (2) متجرّداً في ثوبين

____________________

(1) المائدة: 67.

(2) الترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه (لسان العرب: 11/270).

٢٥٠

صُحاريّين (1) (إزار ورداء)، وذلك يوم السبت لخمس ليالٍ أو ستٍّ بقين من ذي القعدة، وأخرج معه نساءه كلّهنّ في الهوادج، وسار معه أهل بيته، وعامّة المهاجرين والأنصار، ومَن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس.

وعند خروجه (صلَّى الله عليه وآله) أصاب الناس بالمدينة جُدَري - بضم الجيم وفتح الدال، وبفتحهما - أو حصبة (2) منعت كثيراً من الناس من الحجّ معه (صلَّى الله عليه وآله)، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلاّ الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون ألفاً. ويقال: مائة ألف وأربعةَ عشرَ ألفاً. وقيل: مائة ألف وعشرون ألفاً. وقيل: مائة ألف وأربعةٌ وعشرون ألفاً. ويقال: أكثر من ذلك. وهذه عدّة مَن خرج معه.

وأمّا الذين حجّوا معه فأكثر من ذلك، كالمقيمين بمكّة، والذين أتوا من اليمن مع عليّ أمير المؤمنين وأبي موسى.

أصبح (صلَّى الله عليه وآله) يوم الأحد بمَلَل (3) ، ثمّ راح فتعشّى بشَرَف السيَالة (4) ، وصلّى هناك المغرب والعشاء، ثمّ صلّى الصبح بعِرْق الظُّبْية، ثمّ نزل الرَّوْحاء (5) ، ثمّ سار من

____________________

(1) صُحار: قرية باليمن نسب الثوب إليها. وقيل: هو من الصُّحرة، وهي حمرة خفيّة كالغُبرة، يقال: ثوب أصحر وصُحارى (النهاية: 3/12).

(2) الجُدَري والحصْبة: هما بَثر يظهر في الجلد (النهاية: 1/394).

(3) في المصدر: (بيَلمْلَم) وهو خطأ، ونُقل عن عائشة: أصبح رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يوم الأحد بمَلل على ليلة من المدينة، ثمّ راح فتغشّى بشَرَف السيّالة وصلّى الصبح بعرق الظبية (معجم البلدان: 3/336، تاج العروس: 11/632).

(4) شَرَف السَيّالة: موضع بين ملل والروحاء (معجم البلدان: 3/336).

(5) الروحاء: موضع بين مكّة والمدينة على ثلاثين أو أربعين ميلاً عن المدينة. وسمّيت الروحاء لانفتاحها ورواحها (راجع معجم البلدان: 3/76).

٢٥١

الرَّوْحاء فصلّى العصر بالمُنْصَرَف (1) ، وصلّى المغرب والعشاء بالمتعشّى، وتعشى به، وصلّى الصبح بالأثاية، وأصبح يوم الثلاثاء بالعَرْج (2) ، واحتجم بلَحْي جمل، وهو عقبة الجحفة، ونزل السُّقيا (3) يوم الأربعاء، وأصبح بالأبواء (4) ، وصلّى هناك، ثمّ راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجُحفة (5) ، ومنها إلى قُدَيد (6) ، وسَبَتَ فيه، وكان يوم الأحد بعُسفان (7) ، ثمّ سار، فلمّا كان بالغَميم (8) اعترض المشاة فصفّوا صفوفاً فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا بالنسلان (مشي سريع دون العَدْو) ففعلوا، فوجدوا لذلك راحة.

وكان يوم الاثنين بمرّ الظهران (9) ، فلم يبرح حتى أمسى، وغربت له الشمس بسَرف (10) ، فلم يُصلِّ المغرب حتى دخل مكّة. ولمّا انتهى إلى الثنيّتين بات بينهما،

____________________

(1) المُنْصَرَف: موضع بين مكّة وبدر بينهما أربعة برد (معجم البلدان: 5/211).

(2) العَرْج: عقبة بين مكّة والمدينة على جادّة الطريق (تقويم البلدان: 79).

(3) في المصدر: (السقياء) والتصحيح من معجم البلدان. وهي قرية جامعة من عمل الفُرع بينهما ممّا يلي الجحفة تسعة عشر ميلاً (معجم البلدان: 3/228).

(4) الأَبْواء: قرية قرب المدينة في الشمال، عن الجحفة على ثمان فراسخ، وقيل: إنّ بها توفِّي عبد الله والد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) (راجع تقويم البلدان: 81).

(5) الجُحْفة: وهي ميقات المصريّين والشاميّين بالقرب من رابغ (تقويم البلدان: 80).

(6) راجع: أحاديث الوصاية/وصايته من الله.

(7) عُسْفان: هي منزلة للحجّاج علي مرحلة من خليص في الجنوب (تقويم البلدان: 82)

(8) وهو كُرَاع الغميم: وادٍ أمام عُسفان بثمانية أميال (معجم البلدان: 4/443).

(9) الظَّهْران: وادٍ قرب مكّة، وعنده قرية يقال لها: مرّ، تُضاف إلى هذا الوادي فيقال: مرّ الظهران (معجم البلدان: 4/63).

(10) سَرِف: موضع على ستّة أميال من مكّة، تزوّج به الرسول (صلَّى الله عليه وآله) ميمونة بنت الحارث، وهناك توفّيت (معجم البلدان: 3/212).

٢٥٢

فدخل مكّة نهار الثلاثاء.

فلمّا قضى مناسكه، وانصرف راجعاً إلى المدينة - ومعه مَن كان من الجموع المذكورات - ووصل إلى غدير خمّ (1) من الجُحفة التي تتشعّب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجّة -، نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... ) الآية، وأمره أن يُقيم عليّاً عَلماً للناس، ويبلّغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كلّ أحد.

وكان أوائل القوم قريباً من الجُحفة، فأمر رسول الله أن يردَّ مَن تقدَّم منهم، ويحبس مَن تأخّر عنهم في ذلك المكان، ونهى عن سَمُرات (2) خمس متقاربات دوحات عِظام أن لا ينزل تحتهنّ أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقُمَّ (3) ما تحتهنّ، حتى إذا نودي بالصلاة - صلاة الظهر - عمد إليهنّ، فصلّى بالناس تحتهنّ، - وكان يوماً هاجراً (4) يضع الرجل بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدّة الرمضاء - وظُلِّل لرسول الله بثوب على شجرة سَمُرة من الشمس، فلمّا انصرف (صلَّى الله عليه وآله) من صلاته قام خطيباً وسط القوم، على أقتاب الإبل، وأسمع الجميع، رافعاً عقيرته،

____________________

(1) غَدير خُمّ: خُمّ وادٍ بين مكّة والمدينة عند الجحفة به غدير، عنده خطب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) (معجم البلدان: 2/389).

(2) السَّمُرة: من شجر الطلح، والجمع سَمُرٌ وسَمُرات (لسان العرب: 4/379).

(3) قَمَّ الشيء قمّاً: كنَسَه (لسان العرب: 12/493).

(4) الهَجير وآلهجيرة وآلهجْر وآلهاجرة: نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر، وقيل في كلّ ذلك: إنّه شدّة الحرّ (لسان العرب: 5/254).

٢٥٣

فقال: (الحمد لله، ونستعينه ونؤمن به، ونتوكّل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، الذي لا هادي لمَن ضلّ، ولا مُضلّ لمَن هدى، وأشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله.

أمّا بعد: أيّها الناس، قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبيّ إلاّ مثل نصف عمر الذي قبله، وإنّي أُوشك أن اُدعى فأُجيب (1) ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟).

قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيراً.

قال: (ألستُم تشهدون أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حقّ، وناره حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث مَن في القبور؟!).

قالوا: بلى نشهد بذلك.

قال: (اللهمّ اشهد).

ثمّ قال: (أيّها الناس، ألا تسمعون؟).

قالوا: نعم.

قال: (فإنّي فَرَط (2) على الحوض، وأنتم واردون عليّ الحوض، وإنّ عرضه ما بين صنعاء (3) وبُصرى (4) ، فيه أقداح عدد النجوم من فضّة، فانظروا كيف تخلّفوني في الثَّقَلين؟!).

فنادى منادٍ: وما الثَّقَلان يا رسول الله؟

قال: (الثَّقَل الأكبر: كتاب الله، طرف بيد الله عزّ وجلّ، وطرف بأيديكم؛ فتمسّكوا به لا تضلّوا. والآخر الأصغر: عترتي. وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تَقدَّموهما؛ فتَهلكوا، ولا تُقصّروا عنهما؛ فتَهلكوا).

____________________

(1) في الطبعة المعتمدة (فأجبت) ، والصحيح ما أثبتناه كما في طبعة مركز الغدير.

(2) أنا فَرَطكم على الحوض: أي متقدِّمكم إليه (النهاية: 3/434).

(3) صنعاء: عاصمة اليمن، وتقع جنوب الحجاز، وشمال مدينة عدن. وكانت من أهمّ مُدن اليمن والحجاز آنذاك.

(4) بُصرى: مدينة تبعد عن دمشق تسعين كيلو متراً من الجنوب الشرقي. وكان لها أهمّية عظمى أيّام الروم. فتحت على يد خالد بن الوليد في السنة (13 هـ).

٢٥٤

ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها - حتى رؤي بياض أباطهما وعرفه القوم أجمعون - فقال: (أيّها الناس، مَن أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟).

قالوا: الله ورسوله أعلم!

قال: (إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم؛ فمَن كنت مولاه فعليّ مولاه) - يقولها ثلاث مرّات، وفى لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرّات - ثمّ قال: (اللهمّ والِ مَن وآله، وعادِ مَن عاداه، وأحبّ مَن أحبّه، وأبغض مَن أبغضه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله، وأدِر الحقّ معه حيث دار. ألا فليُبلِّغ الشاهد الغايب).

ثمّ لم يتفرّقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: ( ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي... ) (1) الآية، فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الربّ برسالتي والولاية لعليّ من بعدي).

ثمّ طفِق القوم يهنّئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وممّن هنّأه في مقدّم الصحابة: الشيخان (أبو بكر وعمر)، كلٌّ يقول: بَخ بَخ لك - يا بن أبي طالب - أصبحتَ وأمسيتَ مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة..

وقال ابن عبّاس: وجبت - والله - في أعناق القوم.

فقال حسّان: ايذن لي - يا رسول الله - أن أقول في عليّ أبياتاً تسمعهنّ. فقال: (قل على بركة الله).

فقام حسّان، فقال: يا معشر مَشيخة قريش، أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية، ثمّ قال:

يُناديهمُ يومَ الغدير نبيُّهم

بِخُمٍّ فأسمِعْ بالرسولِ مُناديا

هذا مجمل القول في واقعة الغدير، وسيوافيك تفصيل ألفاظها، وقد أصفقت الأُمّة على هذا، وليست في العالم كلّه - وعلى مستوى البسيط - واقعة إسلاميّة

____________________

(1) المائدة: 3.

٢٥٥

غديرية غيرها، ولو أُطلق يومه فلا ينصرف إلاّ إليه، وإن قيل محلّه، فهو هذا المحلّ المعروف على أمَم (1) من الجُحفة، ولم يعرف أحد من البحّاثة والمنقّبين سواه (2) .

766 - تاريخ دمشق، عن أبي سعيد الخدري: نزلت هذه الآية: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... ) على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يوم غدير خُمّ في عليّ بن أبي طالب (3) .

767 - الإمام الحسين (عليه السلام): (لمّا انصرف رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) من حجّة الوداع، نزل أرضاً يقال لها: ضوجان (4) ، فنزلت هذه الآية: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ... ) .

فلمّا نزلت عصمته من الناس نادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس إليه، وقال (عليه السلام): مَن أولى منكم بأنفسكم؟ فضجّوا بأجمعهم وقالوا: الله ورسوله. فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن وآله،

____________________

(1) الأمَمُ: القرب (لسان العرب: 12/28).

(2) الغدير: 1/9.

(3) تاريخ دمشق: 42/237، أسباب نزول القرآن: 204/403 وليس فيه (على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله))، النور المشتعل: 86/16 وليس فيه (يوم غدير خمّ)، شواهد التنزيل: 1/250/244 وليس فيه (على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يوم غدير خمّ)، الدرّ المنثور: 3/117 نقلاً عن ابن مردويه عن ابن مسعود وفيه: (كنّا نقرأ على عهد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... ) أنّ عليّاً مولي المؤمنين، ( ... وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ... ) )؛ المناقب لابن شهر آشوب: 3/21 عن ابن عبّاس وليس فيه (على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)).

(4) الظاهر تصحيف: (الضَّجَنان) أو (الضَّجْنان). قال الواقدي: بين ضجنان ومكّة خمسة وعشرون ميلاً. وعن البكري: بينه وبين قُدَيد ليلة (راجع معجم البلدان: 3/453 ومعجم ما استعجم: 3/856).

٢٥٦

وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله؛ فإنّه منّي، وأنا منه، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

وكانت آخر فريضة فرضها الله تعالى على أُمّة محمّد (صلَّى الله عليه وآله)، ثمّ أنزل الله تعالى على نبيّه: ( ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً... ) ) (1) .

768 - الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ... ) -: (هي الولاية) (2) .

769 - عنه (عليه السلام): (حجّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) من المدينة - وقد بلّغ جميعَ الشرائع قومَه، غير الحجّ والولاية - فأتاه جبرئيل (عليه السلام)، فقال له: يا محمّد، إنّ الله جلّ اسمه يُقرئُك السلام، ويقول لك: إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلاّ بعد إكمال ديني، وتأكيد حجّتي، وقد بقي عليك من ذاك فريضتان ممّا تحتاج أن تبلّغهما قومك: فريضة الحجّ، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك؛ فإنّي لم أُخلِ أرضي من حجّة، ولن أُخليها أبداً. فإنّ الله - جلّ ثناؤه - يأمرك أن تُبلّغ قومك الحجّ، وتحجّ، ويحجّ معك مَن استطاع إليه سبيلاً، من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتُعلّمهم من معالم حجّهم مثل ما علّمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتُوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشرائع.

فنادى منادي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في الناس: ألا إنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يريد الحجّ، وأن

____________________

(1) البرهان في تفسير القرآن: 2/226/2909 عن محمّد بن إسحاق عن الإمام الباقر عن أبيه (عليهما السلام) وراجع تفسير القمّي: 1/173.

(2) مختصر بصائر الدرجات: 64، بصائر الدرجات: 516/40 كلاهما عن الفضيل بن يسار.

٢٥٧

يُعلّمكم من ذلك مثل الذي علّمكم من شرائع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره.

فخرج (صلَّى الله عليه وآله)، وخرج معه الناس، وأصغوا إليه؛ لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله. فحجّ بهم، وبلغ مَن حجّ مع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب - سبعين ألف إنسان، أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً...

فلمّا وقف بالموقف أتاه جبرئيل (عليه السلام) عن الله عزّ وجلّ، فقال: يا محمّد، إنّ الله عزّ وجلّ يُقرئُك السلام ويقول لك: إنّه قد دنا أجلُك ومُدّتك، وأنا مُستقدمك على ما لابدّ منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك، وقدّم وصيّتك، واعمد إلى ما عندك، من العلم، وميراث علوم الأنبياء من قبلك، والسلاح، والتابوت، وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلِّمه إلى وصيّك وخليفتك من بعدك، حجّتي البالغة على خلقي؛ عليّ بن أبي طالب، فأقمه للناس علماً، وجدّد عهده وميثاقه وبيعته، وذكِّرهم ما أخذتَ عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتَهم به، وعهدي الذي عهدتَ إليهم، من ولاية وليّي ومولاهم ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة عليّ بن أبي طالب؛ فإنّي لم أقبض نبيّاً من الأنبياء إلاّ من بعد إكمال ديني وحجّتي، وإتمام نعمتي؛ بولاية أوليائي، ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني.

وإتمام نعمتي على خلقي باتّباع وليّي وطاعته؛ وذلك أنّي لا أترك أرضي بغير وليّ ولا قيّم؛ ليكون حجّةً لي على خلقي فـ ( ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً... ) بولاية وليّي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة؛ عليّ عبدي، ووصيّ نبيّي، والخليفة من بعده، وحجّتي البالغة على خلقي، مقرونةٌ طاعته بطاعة محمّد نبيّي، ومقرونة طاعته مع طاعة محمّد بطاعتي، مَن

٢٥٨

أطاعه فقد أطاعني، ومَن عصاه فقد عصاني، جعلته عَلَماً بيني وبين خلقي...

فلمّا بلغ غدير خمّ - قبل الجُحفة بثلاثة أميال - أتاه جبرئيل (عليه السلام) - على خمس ساعات مضت من النهار - بالزجر والانتهار، والعصمة من الناس! فقال: يا محمّد، إنّ الله عزّ وجلّ يُقرئُك السلام، ويقول لك: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... ) في عليّ، ( ... وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ... ) ، وكان أوائلهم قريباً من الجُحفة، فأمره بأن يردّ مَن تقدّم منهم، ويحبس مَن تأخّر عنهم، في ذلك المكان؛ ليُقيم عليّاً للناس علماً، ويبلّغهم ما أنزل الله تعالى في عليّ (عليه السلام)، وأخبره بأنّ الله عزّ وجلّ قد عصمه من الناس) (1) .

770 - عنه (عليه السلام): (لمّا أنزل الله على نبيّه: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) ، - قال -: فأخذ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بيد عليّ فقال: يا أيّها الناس، إنّه لم يكن نبيّ من الأنبياء ممّن كان قبلي إلاّ وقد عُمّر ثمّ دعاه الله فأجابه، وأُوشك أن أدعى فأُجيب، وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟

قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت، ونصحت، وأدّيت ما عليك؛ فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين.

فقال: اللهمّ اشهد.

ثمّ قال: يا معشر المسلمين، ليبلِّغ الشاهد الغايب: أُوصي مَن آمن بي وصدّقني بولاية عليّ، ألا إنّ ولاية عليّ ولايتي وولايتي، ولاية ربّي، ولا

____________________

(1) الاحتجاج: 1/133/32، اليقين: 343/127 كلاهما عن علقمة بن محمّد الحضرمي، روضة الواعظين: 100، بحار الأنوار: 37/201/86 وراجع الكافي: 1/293/3 وجامع الأخبار: 47/52.

٢٥٩

يدري (1) عهداً عهده إليّ ربّي وأمرني أن اُبلّغكموه.

ثمّ قال: هل سمعتم - ثلاث مرّات يقولها -؟ فقال قائل: قد سمعنا يا رسول الله) (2) .

771 - شواهد التنزيل، عن زياد بن المنذر: كنت عند أبي جعفر محمّد بن عليّ وهو يحدّث الناس، إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى - كان يروي عن الحسن البصري - فقال له: يا بن رسول الله، جعلني الله فداك، إنّ الحسن يُخبرنا أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجل، ولا يُخبرنا مَن الرجل: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... ) !!

فقال: (لو أراد أن يُخبر به لأخبر به، ولكنّه يخاف. إنّ جبرئيل هبط على النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) فقال له: إنّ الله يأمرك أن تُدلّ أُمّتك على صلاتهم. فدلّهم عليها.

ثمّ هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تُدلّ أُمّتك على زكاتهم. فدلّهم عليها.

ثمّ هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تُدلّ أُمّتك على صيامهم. فدلّهم.

ثمّ هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تُدلّ أُمّتك على حجّهم، ففعل.

ثمّ هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تُدلّ أُمّتك على وليّهم - على مثل ما دللتَهم عليه؛ من صلاتهم، وزكاتهم، وصيامهم، وحجّهم - ليُلزمهم الحجّة في جميع ذلك. فقال رسول الله: يا ربّ، إنّ قومي قريبو عهد بالجاهليّة، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلاّ وقد وتره وليّهم، وإنّي أخاف!! فأنزل الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ... ) ؛ يريد فما بلّغتها

____________________

(1) كذا في المصدر، والظاهر زيادة (ولا يدري) كما في بحار الأنوار.

(2) تفسير العيّاشي: 1/334/155 عن أبي الجارود، بحار الأنوار: 37/141/35.

٢٦٠