موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ١

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ0%

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 311

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد الريشهري
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 311
المشاهدات: 52822
تحميل: 5830


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 52822 / تحميل: 5830
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المغنم، ثمّ قفل، فوافى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بمكّة قد قدمها للحجّ سنة عشر (1) .

253 - الإمام عليّ (عليه السلام): (بعثَني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى اليمن وقال لي: يا عليّ، لا تقاتلنّ أحداً حتى تدعوه، وأيمُ الله لإنْ يهدي الله على يدَيك رجُلاً خيرٌ لك ممّا طلعت عليه الشمس وغرُبت! ولك ولاؤه يا عليّ) (2) .

254 - عنه (عليه السلام): (بعثني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، إنّك تبعثني إلى قومٍ هم أسنّ منّي لأقْضي بينهم!! قال: اذهب فإنّ الله تعالى سيُثبّت لسانك، ويهدي قلبك) (3) .

255 - السيرة النبويّة عن أبي عمرو المدني: بعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب إلى اليمن، وبعث خالد بن الوليد في جُندٍ آخر، وقال: (إنْ التقيتما فالأمير عليّ بن أبي طالب) (4) .

256 - الإرشاد: انصرف عَمرو [ بن معديكرب ] مرتدّاً، فأغار على قوم من بني الحارث بن كعب ومضى إلى قومه. فاستدعى رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فأمّره على المهاجرين، وأنفذه إلى بني زبيد، وأرسل خالد بن الوليد في طائفة من الأعراب وأمره أنْ يقصد الجعفي، فإذا التقيا فأمير الناس عليّ بن أبي طالب.

____________________

(1) الطبقات الكبرى: 2 / 169، وراجع المغازي: 3 / 1079.

(2) الكافي: 5 / 28 / 4 عن السكوني عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تهذيب الأحكام: 6 / 141 / 240 عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عنه (عليهم السلام).

(3) مسند ابن حنبل: 1 / 190 / 666، تاريخ دمشق: 42 / 389 / 9001، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 97 / 36 كلّها عن حارثة بن مضرب وص 93 / 33 عن أبي البختري، العمدة: 256 / 398 عن حارثة بن مضرب نحوه، وراجع فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 581 / 984، والمستدرك على الصحيحين: 3 / 146 / 4658، والطبقات الكبرى: 2 / 337، وتاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 691.

(4) السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 290، وراجع الإرشاد: 1 / 159.

٢٨١

فسار أمير المؤمنين واستعمل على مقدّمته خالد بن سعيد بن العاص، واستعمل خالدٌ على مقدّمته أبا موسى الأشعري.

فأمّا جُعفي فإنّها لمّا سمِعت بالجيش افترقت فرقتين، فذهبت فِرقة إلى اليمن، وانضمّت الفِرقة الأخرى إلى بني زبيد. فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكتب إلى خالد بن الوليد أنْ قِف حيث أدركك رسولي، فلم يقِفْ. فكتب إلى خالد بن سعيد: تعرّض له حتى تحْبِسه، فاعترض له خالد حتى حبَسه، وأدركه أمير المؤمنين (عليه السلام) فعنّفه على خلافه.

ثمّ سار حتى لقيَ بني زبيد بوادٍ يقال له: كُشَر (1) ، فلمّا رآه بنو زبيد قالوا لعمرو: كيف أنت - يا با ثور - إذا لقِيَك هذا الغلامُ القُرَشي فأخذ منك الإتاوة (2) ؟ قال: سيعلم إنْ لقِيَني.

قال: وخرج عمرو فقال: هل مِن مبارز؟ فنهض إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقام خالد بن سعيد فقال له: دعني يا أبا الحسن - بأبي أنت وأُمّي - أُبارزه! فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): (إنْ كنت ترى أنّ لي عليك طاعة فقِف مكانك)، فوقف، ثمّ برز إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فصاح به صيحة فانهزم عمرو، وقُتل أخوه وابن أخيه، وأُخذت امرأته ركانة بنت سلامة، وسُبيَ منهم نسوان، وانصرف أمير المؤمنين (عليه السلام)، وخلّف على بني زبيد خالد بن سعيد؛ ليقبض صدقاتهم، ويؤمِنَ مَن عاد إليه من هُرّابهم مسلماً (3) .

____________________

(1) كُشَر - بوزن زُفَر: من نواحي صنعاء اليمن (معجم البلدان: 4 / 462).

(2) الإتاوة: الخراج (النهاية: 1 / 22).

(3) الإرشاد: 1 / 159.

٢٨٢

الفصل الثالث عشر

من أدعية النبيّ للإمام

13 / 1

اللهمّ اجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أخي

257 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (اللهمّ أقول كما قال أخي موسى: اللهمّ اجعل لي وزيراً من أهلي، عليّ (1) أخي، اشدد به أزري، وأشرِكه في أمري، كي نسبّحك كثيراً، ونذكرك كثيراً، إنّك كنت بنا بصيراً) (2) .

258 - الإمام الباقر (عليه السلام): (لمّا نزلت: ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) (3) كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على جبل، ثمّ دعا ربّه وقال: اللهمّ اشدد

____________________

(1) كذا في المصدر، وفي نسخة في هامش المصدر (عليّاً).

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 678 / 1158، تاريخ دمشق: 42 / 52 نحوه، شواهد التنزيل: 1 / 479 / 511، الرياض النضرة: 3 / 118، كنز الفوائد: 1 / 296 نحوه، شرح الأخبار: 1 / 191 / 151 كلّها عن أسماء بنت عُميس.

(3) طه: 29 - 31.

٢٨٣

أزري بأخي عليّ، فأجابه إلى ذلك) (1) .

259 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (إنّي أسألك يا سيّدي وإلهي أنْ تجعل لي من أهلي وزيراً، تشدّ به عضُدي، فاجعل لي عليّاً وزيراً وأخاً، واجعل الشجاعة في قلبه، وألبسه الهيبة على عدوّه) (2) .

راجع: القسم التاسع / علىٌّ عن لسان النبيّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / وزيري

13 / 2

اللهمّ املأ قلبه علماً وفهْماً وحكماً ونوراً

260 - الإمام عليّ (عليه السلام): (كنت أدخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ليلاً ونهاراً، وكنت إذا سألته أجابني، وإنْ سكتّ ابتدأني. وما نزَلَت عليه آية إلاّ قرأتها وعلِمت تفسيرها وتأويلها. ودعا الله لي أنْ لا أنسى شيئاً علّمني إيّاه، فما نسيته، من حرامٍ ولا حلال، وأمرٍ ونهي، وطاعةٍ ومعصية. ولقد وضَع يده على صدري وقال: اللهمّ املأ قلبه عِلماً وفهماً وحكماً ونوراً. ثمّ قال لي: أخبَرَني ربّي عزّ وجلّ أنّه قد استجاب لي فيك) (3) .

261 - عنه (عليه السلام): (كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله)... يضع يده على صدري، ثمّ يقول: اللهمّ املأ قلبه علماً وفهماً ونوراً وحلماً وحكماً وإيماناً، وعلِّمه ولا تُجهّله، واحفظه

____________________

(1) الدرّ المنثور: 5 / 566 نقلاً عن السلفي في الطيوريات.

(2) ينابيع المودّة: 1 / 197 / 28، الأمالي للصدوق: 73 / 42 نحوه، حلية الأبرار: 2 / 439 / 4 كلّها عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

(3) تاريخ دمشق: 42 / 386 / 8993. راجع: القسم الحادي عشر / التعلّم في مدرسة النبيّ / ساعة خاصّة لتعليمه.

٢٨٤

ولا تُنسِه) (1) .

262 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (إنّ الله تعالى عهد إليّ عهداً في عليّ، فقلت: يا ربّ بيّنه لي. فقال: اسمع. فقلت: سمعت. فقال: إنّ عليّاً راية الهدى... قلت: اللهمّ اجْلِ قلْبه، واجعل ربيعه الإيمان. فقال الله: قد فعلت به ذلك) (2) .

13 / 3

اللهمّ اهدِ قلبه وثبّت لسانه

263 - الإمام عليّ (عليه السلام): (بعثني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى اليمن، فقلتُ: يا رسول الله، تبعثني وأنا شابّ أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء!! فضرب بيده في صدري، ثمّ قال: اللهمّ اهدِ قلبه، وثبّت لسانه. فما شكَكت بعدُ في قضاءٍ بين اثنين) (3) .

264 - تاريخ بغداد عن عُمَر بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): (دعاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ليستعملني على اليمن، فقلت له: يا رسول الله، إنّي شابّ حدث السِنّ، ولا عِلم لي بالقضاء!! فضرب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في صدري مرّتين - أو قال:

____________________

(1) الاعتقادات: 121 / 45 عن سليم بن قيس، وراجع كتاب سليم بن قيس: 2 / 625.

(2) حلية الأولياء: 1 / 66، شرح نهج البلاغة: 9 / 167، المناقب لابن المغازلي: 46 / 69 كلّها عن أبي برزة، وراجع المناقب للخوارزمي: 303 / 299، والأمالي للطوسي: 343 / 705، والتحصين لابن طاووس: 542، والمناقب للكوفي: 1 / 410 / 326.

(3) سنن ابن ماجة: 2 / 774 / 2310، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 580 / 984، الطبقات الكبرى: 2 / 337، المصنّف لابن أبي شيبة: 7 / 495 / 5، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 94 / 34 وفيهما (و سدّد) بدل (و ثبّت)، أنساب الأشراف: 2 / 352، أُسد الغابة: 4 / 95 / 3789 والأربعة الأخيرة نحوه، المناقب للخوارزمي: 83 / 71، إعلام الورى: 1 / 258 كلّها عن أبي البختري، الإرشاد: 1 / 194، مسند زيد: 294 كلاهما نحوه وزاد فيه (و لقّنه الصواب وثبّته بالقول الثابت)، بحار الأنوار: 40 / 244.

٢٨٥

ثلاثاً - وهو يقول: اللهمّ اهدِ قلبه، وثبّت لسانه. فكأنّما كلّ علمٍ عندي، وحُشّيَ قلبي علماً وفقهاً، فما شكَكْت في قضاءٍ بين اثنين) (1) .

265 - المستدرك على الصحيحين عن ابن عبّاس: بعث النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى اليمن عليّاً فقال: (علّمهم الشرائع، واقضِ بينهم). قال: (لا عِلم لي بالقضاء! فدفع في صدره فقال: اللهمّ اهدِه للقضاء) (2) .

266 - الإمام عليّ (عليه السلام): (دعا لي النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال: اللهمّ اهدِ قلبه، واشرح صدره، وثبّت لسانه، وقِهِ الحرّ والبرد) (3) .

راجع: القسم الثاني عشر / نظرة عامّة / أقضى الأمة

13 / 4

اللهمّ أدِر الحقّ معه حيث دار

267 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (رحِمَ الله عليّاً، اللهمّ أدِر الحقّ معه حيثُ دار) (4) .

____________________

(1) تاريخ بغداد: 12 / 444 / 6916، تاريخ دمشق: 42 / 389 / 9002، كنز العمّال: 13 / 150 / 36467.

(2) المستدرك على الصحيحين: 4 / 99 / 7003، كنز العمّال: 13 / 523 / 13801، المناقب للكوفي: 2 / 13 / 502 عن عبد الرحمان بن أبي ليلى نحوه.

(3) عيون أخبار الرضا: 2 / 60 / 240 عن الحسن بن عبد الله بن محمّد بن العبّاس الرازي عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام).

(4) سنن الترمذي: 5 / 633 / 3714، المستدرك على الصحيحين: 3 / 135 / 4629، المعجم الأوسط: 6 / 95 / 5906، مسند أبي يعلى: 1 / 280 / 546، تاريخ دمشق: 42 / 448 / 9022 و ح 9023، المحاسن والمساوئ: 41، المناقب للخوارزمي: 104 / 107، كشف الغمّة: 1 / 147 كلّها عن أبي حيّان التيمي عن أبيه عن الإمام عليّ (عليه السلام)، الطرائف: 102 / 149، نهج الحقّ: 224 / 24، بحار الأنوار: 38 / 38 / 14.

٢٨٦

268 - عنه (صلّى الله عليه وآله): (اللهمّ أدِر الحقّ مع عليّ حيثما دار) (1).

راجع: القسم التاسع / علىٌّ عن لسان الأعيان / الفخر الرازي

القسم الثالث / أحاديث العصمة / عليّ مع الحقّ

13 / 5

اللهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه

269 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه) (2) .

270 - عنه (صلّى الله عليه وآله): (هذا وليُّ مَن أنا مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، اللهمّ عادِ من عاداه) (3) .

____________________

(1) الجمل: 81، العمدة: 285؛ تفسير الفخر الرازي: 1 / 210.

(2) مسند ابن حنبل: 6 / 401 / 18506 عن البراء بن عازب وج 7 / 82 / 19321 عن أبي الطفيل وص 86 / 19344 وص 87 / 19347 وج 9 / 51 / 23204، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 597 / 1017، المستدرك على الصحيحين: 3 / 118 / 4576 كلاهما نحوه وكلّها عن زيد بن أرقم وص 126 / 4601 عن سعد بن مالك وص 419 / 5594 عن إياس الضبّي عن أبيه، صحيح ابن حبّان: 15 / 376 / 6931 عن أبي الطفيل، المصنّف لابن أبي شيبة: 7 / 499 / 28 عن زيد بن يثيع و ح 29 عن أبي يزيد الأودي عن أبيه، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 150 / 79 عن زيد بن أرقم وص 177 / 96 عن سعد وكلاهما نحوه، تاريخ دمشق: 42 / 206 / 8682 عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. الكافي: 1 / 294 وص 295 / 3 عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عنه (صلّى الله عليه وآله) وج 8 / 27 / 4، عن جابر بن يزيد، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، عنه (صلّى الله عليه وآله). تهذيب الأحكام: 3 / 263 / 746 عن حسّان الجمّال، عن الإمام الصادق (عليه السلام) عنه (صلّى الله عليه وآله).

(3) سنن ابن ماجة: 1 / 43 / 116، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 610 / 1042، المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 35 وفيهما (مولى) بدل (لوليّ) وكلّها عن البراء بن عازب، وراجع المناقب للكوفي: 1 / 442 / 343.

٢٨٧

271 - عنه (صلّى الله عليه وآله) - يوم غدير خمّ: (اللهمّ مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، وأعِن من أعانه) (1) .

272 - عنه (صلّى الله عليه وآله) - في حجّة الوداع: (مَن يكن الله ورسوله مولَياه فإنّ هذا مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، اللهمّ مَن أحبّه من الناس فكُن له حبيباً، ومَن أبغضه فكُن له مبغضاً) (2) .

273 - تاريخ دمشق عن عمرو ذو مرّ وسعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع: سمعنا عليّاً يقول في الرحْبة (3) : (أنشد الله مَن سمِع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خمّ ما قال إلاّ قام)، فقام ثلاثة عشر، فشهدوا أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (ألستُ أَولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) قالوا: بلى يا رسول الله، فأخذ بيد عليّ فقال: (مَن كنت مولاه فهذا مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وأحبّ مَن أحبّ، وأبغض مَن أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) (4) .

274 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (عادى الله مَن عادى عليّاً) (5) .

275 - عنه (صلّى الله عليه وآله): (مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه،

____________________

(1) المعجم الكبير: 4 / 17 / 3514 عن حبشي بن جنادة وج 5 / 171 / 4985 وص 204 / 5097 كلاهما عن زيد بن أرقم وليس فيهما ذيله.

(2) المعجم الكبير: 2 / 357 / 2505 عن جرير، كنز العمّال: 11 / 609 / 32948.

(3) الرُّحبَة: قرية بحذاء القادسيّة على مرحلة من الكوفة، ورحبة خنيس: محلّة بالكوفة، والرُّحبة: الفضاء بين أبنية البيوت، أو المسجد (معجم البلدان: 3 / 33).

(4) تاريخ دمشق: 42 / 209 / 8687 وص 210 / 8688 نحوه، الأمالي للطوسي: 255 / 459 وفيه عن زيد بن نفيع.

(5) أُسد الغابة: 2 / 238 / 1589، الإصابة: 2 / 373 / 2560، كنز العمّال: 11 / 601 / 32899 كلّها عن رافع مولى عائشة، الفصول المختارة: 245 وفيه (عادى الله من عاداك).

٢٨٨

وأعِن مَن أعانه، وانصر من نصره، واخذل مَن خذله، واخذل عدوّه وكن له ولولْده، واخلُفه فيهم بخير، وبارك لهم فيما تعطيهم، وأيّدهم بروح القدس، واحفظهم حيث توجّهوا مِن الأرض، واجعل الإمامة فيهم، واشكر مَن أطاعهم، واهلِك مَن عصاهم، إنّك قريب مجيب) (1) .

راجع: القسم الثالث / حديث الغدير / واقعة الغدير

13 / 6

اللهمّ انصر من نَصَره واخذل من خذَلَه

276 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، في عليّ (عليه السلام): (اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) (2) .

277 - عنه (صلّى الله عليه وآله): (اللهمّ انصر مَن نصر عليّاً، اللهمّ أكرم من أكرم عليّاً، اللهمّ اخذل من خذل عليّاً) (3) .

278 - عنه (صلّى الله عليه وآله): (اللهمّ انصر عليّاً، اللهمّ أكرم مَن أكرم عليّاً، اللهمّ اخذل مَن خذل

____________________

(1) عيون أخبار الرضا: 2 / 59 / 227 عن الحسن بن عبد الله بن محمّد بن العبّاس الرازي عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام).

(2) مسند ابن حنبل: 1 / 254 / 964، تاريخ دمشق: 42 / 207 / 8684 وص 208 كلّها عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 181 / 98 عن سعيد بن وهب وليس فيه (و اخذل مَن خذله)، الأمالي للمفيد: 58 / 2 عن الحارث بن ثعلبة، الخصال: 66 / 98 عن حذيفة، معاني الأخبار: 67 / 8 عن أنَس بن مالك، علل الشرايع: 144 / 9 عن سلمان، الفصول المختارة: 245، رجال الكشّي: 1 / 284 / 119 عن أُمّ سلمة.

(3) الإصابة: 4 / 535 / 5884، أُسد الغابة: 4 / 229 / 3961 وليس فيه ذيله وكلاهما عن عمرو بن شراحيل، كنز العمّال: 11 / 623 / 33033.

٢٨٩

عليّاً) (1) .

279 - عنه (صلّى الله عليه وآله): (مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله، وأعِن من أعانه) (2) .

راجع: القسم الثالث / حديث الغدير / واقعة الغدير

13 / 7

اللهمّ انصره وانصُر به

280 - المعجم الكبير عن ابن عبّاس: لمّا عقد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) اللواء لعليّ يوم خيبر دعا له هنيهة، فقال: (اللهمّ أعِنه وأعزّ به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه) (3) .

281 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، في عليّ (عليه السلام) يوم غدير خمّ: (اللهمّ أعِنه وأعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه) (4) .

282 - تاريخ دمشق عن أبي ذرّ: سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول لعليّ بن أبي طالب كلمات لو تكون لي إحداهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو يقول: (اللهمّ أعِنه واستعن به، اللهمّ انصره وانتصر له؛ فإنّه عبدك، وأخو رسولك) (5) .

____________________

(1) المعجم الكبير: 17 / 39 / 82 عن عمرو بن شراحيل.

(2) الخصال: 479 / 46، كمال الدين: 2 / 337 / 9 كلاهما عن عبد الله بن أبي الهذيل.

(3) المعجم الكبير: 12 / 95 / 12653، كنز العمّال: 11 / 610 / 32954.

(4) فرائد السمطين: 1 / 67 / 33 عن عمرو ذي مرّ عن الإمام عليّ (عليه السلام)، الفردوس: 1 / 499 / 2037 عن ابن عبّاس.

(5) تاريخ دمشق: 42 / 54 / 8390، المناقب للخوارزمي: 152 / 179، فرائد السمطين: 1 / 68 / 35، الأمالي للصدوق: 107 / 80، المناقب للكوفي: 1 / 342 / 268 وليس فيه صدره، بحار الأنوار: 22 / 318 / 3.

٢٩٠

283 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، في عليّ (عليه السلام): (اللهمّ ارحمه وترحّم عليه، وانصره وانتصر به، وأعِنه واستعن به؛ فإنّه عبدُك، وكتيبة رسولك) (1) .

13 / 8

اللهمّ أذهِب عنه الحرّ والبَرْد

284 - الإمام عليّ (عليه السلام) : (دعا لي النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنْ يقيني الله عزّ وجلّ الحرّ والبرد) (2) .

285 - سنن ابن ماجة عن عبد الرحمان بن أبي ليلى: كان أبو ليلى يسمر مع عليّ، فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف. فقلنا: لو سألته! فقال: (إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعث إليّ وأنا أرمَد العين يوم خيبر، قلت: يا رسول الله، إنّي أرمَد العين! فتفل في عيني، ثمّ قال: اللهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد). قال: (فما وجدتُ حرّاً ولا برداً بعد يومئذ).

وقال: (لأبعثنّ رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، ليس بفرّار). فتشرّف له الناس، فبعث إلى عليّ فأعطاها إيّاه (3) .

____________________

(1) الأمالي للطوسي: 362 / 752 عن عليّ بن عليّ بن رزين عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام) عن عمر بن الخطّاب.

(2) عيون أخبار الرضا: 2 / 63 / 261 عن الحسن بن عبد الله بن العبّاس الرازي عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام).

(3) سنن ابن ماجة: 1 / 43 / 117، مسند ابن حنبل: 1 / 214 / 778 وص 281 / 1117، المصنّف لابن أبي شيبة: 7 / 497 / 17 نحوه، الأمالي للمفيد: 318 / 3، الأمالي للطوسي: 89 / 137 كلاهما نحوه من (إنّ رسول الله) إلى (يومئذ)، وراجع المعجم الأوسط: 2 / 381 / 2286، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: 274 / 150، والخصال: 555 / 31، وعيون أخبار الرضا: 2 / 60 / 240، والاختصاص: 310.

٢٩١

286 - مسند البزّار عن أبى ليلى: قلت لعليّ - وكان يسمر معه - إنّ الناس قد أنكروا منك أنْ تخرج في الحرّ في الثوب الثقيل المحشوّ، وفي الشتاء في الملاءتين الخفيفتين! فقال عليّ: (أوَلم تكن معنا؟) قلت: بلى.

قال: (فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دعا أبا بكر فعقد له اللواء، ثمّ بعثه فسار بالناس فانهزم، حتى إذا بلغ ورجع دعى عُمَر فعقد له لواء، فسار ثمّ رجع منهزماً بالناس، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (لأُعطينَّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، يفتح الله له، ليس بفرّار)، فأرسل إليّ فدعاني، فأتيته وأنا أرمَد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني وقال: (اللهمّ اكفِه ألمَ الحرّ والبرد)، فما آذاني حرٌّ ولا برد بعدُ) (1) .

287 - الغارات عن أبي إسحاق السبيعي: كنت على عنُق أبي يوم الجمعة وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يخطب وهو يتروّح بكمّه، فقلت: يا أبَه، أمير المؤمنين يجد الحَرّ؟ فقال لي: لا يجد حرّاً ولا برداً، ولكنّه غسَل قميصه وهو رطب ولا له غيره، فهو يتروّح به (2) .

13 / 9

اللهمّ اشفِه

288 - الإمام عليّ (عليه السلام): (مرضتُ، فأتى علَيَّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأنا أقول: اللهمّ إنْ كان أجَلي قد حضر فأرِحني، وإنْ كان متأخّراً فارفعني، وإنْ كان البلاء فصبّرني. فقال: ما قلتَ؟ فأعدتُ. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): اللهمّ اشفِه اللهمّ عافِه. ثمّ قال: قم.

____________________

(1) مسند البزّار: 2 / 136 / 496، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 638 / 1084، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 54 / 13، المصنّف لابن أبي شيبة: 7 / 497 / 17، دلائل النبوّة للبيهقي: 4 / 213، تاريخ دمشق: 42 / 107 / 8465، المناقب للكوفي: 2 / 88 / 575 كلّها نحوه.

(2) الغارات: 1 / 98.

٢٩٢

فقمتُ، فما عاد لي ذلك الوجع بعده) (1) .

289 - عنه (عليه السلام): (اشتكيت، فأتاني النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأنا أقول: اللهمّ إنْ كان أجَلي قد حضر فأرِحني، وإنْ كان متأخّراً فاشفِني أو عافِني، وإنْ كان بلاءً فصبّرني. فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): كيف قلت؟ فأعدت عليه، فمسَح بيده ثمّ قال: اللهمّ اشفِه أو عافِه. فما اشتكيت وجَعي ذاك بعدُ) (2) .

290 - سنن الترمذي عن شعبة عن عمرو بن مرّة عن عبد الله بن سلمة عن الإمام عليّ (عليه السلام) قال: (كنت شاكياً، فمرّ بي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنا أقول: اللهمّ إنْ كان أجَلي قد حضر فأرِحني، وإنْ كان متأخّراً فارفعني، وإنْ كان بلاءً فصبّرني. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): كيف قلت؟ قال: فأعاد عليه ما قال. قال: فضربه برِجْله، فقال: اللهمّ عافِه أو اشفِه - شعبةُ الشاكُّ - فما اشتكيت وجَعي بعد) (3) .

291 - الإمام عليّ (عليه السلام): (أخذَتني الحُمّى ليلةً، فأسهرَتني، فسَهر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لسَهري، فباتَ ليلَته بيني وبين مُصلاّه؛ يصلّي ما قُدّر له، ثمّ يأتيني يسألني وينظر إليّ، فلم يزَل ذلك دَأبُه حتى أصبح.

فلمّا صلّى بأصحابه الغَداةَ قال: اللهمّ اشفِ عليّاً وعافِه؛ فإنّه أسهرَني الليلة

____________________

(1) المستدرك على الصحيحين: 2 / 677 / 4239، مسند ابن حنبل: 1 / 182 / 637 كلاهما عن عبد الله بن سلمة.

(2) مسند ابن حنبل: 1 / 271 / 1057، المناقب لابن المغازلي: 123 / 161 كلاهما عن عبد الله بن سلمة.

(3) سنن الترمذي: 5 / 560 / 3564، مسند ابن حنبل: 1 / 228 / 841 وص 182 / 637، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 697 / 1192، صحيح ابن حبّان: 15 / 388 / 6940، تاريخ دمشق: 42 / 312 / 8861، الخرائج والجرائح: 1 / 49 / 68 نحوه.

٢٩٣

ممّا به) (1) .

292 - أُسد الغابة عن أبي رافع، في هجرة النبيّ (صلّى الله عليه وآله): أمر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عليّاً أنْ يلحقه بالمدينة، فخرج عليّ في طلبه بعدما أخرج إليه أهله، يمشي الليل ويكمُن (2) النهار، حتى قدم المدينة. فلمّا بلغ النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) قدومه قال: (ادعوا لي عليّاً). قيل: يا رسول الله، لا يقدر أنْ يمشي. فأتاه النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فلمّا رآه اعتنقه وبكى؛ رحمةً لِما بقدَميه من الورَم، وكانتا تقطران دماً، فتفل النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في يدَيه، ومسح بهما رِجْليه، ودعا له بالعافية، فلم يَشتكِهما حتى استُشهد (رضي الله عنه) (3) .

13 / 10

ربِّ لا تذرني فرداً!

293 - رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، يوم الأحزاب: (اللهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة بن الحرث يوم بدر، وحمزة بن عبد المطّلب يوم أُحُد، وهذا أخي عليّ بن أبي طالب: ( رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) )! (4)

294 - شرح نهج البلاغة: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) - لمّا بارز عليٌّ عمْرواً - ما زال رافعاً

____________________

(1) الاحتجاج: 1 / 369 / 65، كتاب سليم بن قيس: 2 / 814 / 36 عن المقداد نحوه، المناقب لابن شهر آشوب: 2 / 220 من دون إسناد إلى المعصوم، بحار الأنوار: 38 / 314 / 18.

(2) كَمَنَ: تَوارَى واسْتَخْفَى (مجمع البحرين: 3 / 1596).

(3) أُسد الغابة: 4 / 92 / 3789، تاريخ دمشق: 42 / 68 / 8416، إعلام الورى: 1 / 375 نحوه.

(4) كنز الفوائد: 1 / 297 عن خالد بن يزيد عن الإمام الباقر عن آبائه (عليهم السلام)، تأويل الآيات الظاهرة: 1 / 329 / 13 عن عليّ بن داود عن رجل من ولد ربيعة بن عبد مناف، المناقب للخوارزمي: 144 / 166 عن حسين بن موسى عن أبيه عن آبائه عن الإمام عليّ (عليهم السلام) عنه (صلّى الله عليه وآله) نحوه، كنز العمّال: 10 / 456 / 30105 وج 11 / 623 / 33034 كلاهما نقلاً عن الديلمي عن الإمام عليّ (عليه السلام) وفيها (الحارث) بدل (الحرث)، وراجع السيرة الحلبيّة: 2 / 319.

٢٩٤

يديه، مُقْمِحاً (1) رأسَه نحو السماء، داعياً ربّه قائلاً: (اللهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة يوم بدر، وحمزة يوم أُحد، فاحفظ علَيَّ اليوم عليّاً: ( رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) ) (2) ! (3)

295 - سنن الترمذي عن أُمّ عطيّة: بعث النبيّ (صلّى الله عليه وآله) جيشاً فيهم عليّ، قالت: فسمِعتُ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهو رافع يديه يقول: اللهمّ لا تُمِتْني حتى تريني عليّاً! (4)

296 - مروج الذهب: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) - بعد أنْ قُتِل جعفر بن أبي طالب الطيّار بمُؤْتة (5) من أرض الشام - لا يبعث بعليّ في وجهٍ من الوجوه إلاّ يقول: ( رَبِّ لاَ تَذَرْنِى فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) ! (6).

13 / 11

اللهمّ بحقّ عليّ اغفر لعليّ!

297 - الإمام عليّ (عليه السلام)، في الحِكَم المنسوبة إليه: (لأقولنّ ما لم أقُلْه لأحد قبل هذا اليوم: سألته [النبيَّ (صلّى الله عليه وآله) ] مرّة أنْ يدعو لي بالمغفرة، فقال: أفعلُ. ثمّ قام فصلّى،

____________________

(1) الإقْماح: رَفْعُ الرأس وغَضُّ البَصَر (النهاية: 4 / 106).

(2) الأنبياء: 89.

(3) شرح نهج البلاغة: 19 / 61، بحار الأنوار: 39 / 3.

(4) سنن الترمذي: 5 / 643 / 3737، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 609 / 1039 وص 655 / 1116، التاريخ الكبير: 8 / 20 / 149، تاريخ دمشق: 42 / 337 / 8907 و ح 8908، أُسد الغابة: 4 / 100 / 3789، المناقب للخوارزمي: 70 / 46، المناقب لابن المغازلي: 122 / 160 وفيه (وجه عليّ بن أبي طالب) بدل (عليّاً)، كنز الفوائد: 1 / 296، بشارة المصطفى: 270.

(5) مُؤْتَة: قرية من أرض البَلْقاء بطَرَف الشام الذي يَخرُج منه أهلُه إلى الحجاز، وهي قريبة من الكَرَك (المصباح المنير: 584).

(6) مروج الذهب: 2 / 434.

٢٩٥

فلمّا رفع يده للدعاء استمعتُ عليه، فإذا هو قائل: اللهمّ بحقّ عليّ عندك اغفر لعليّ! فقلت: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: أواحدٌ أكرم منك عليه فأستشفع به إليه؟!) (1).

13 / 12

جوامع أدعية النبيّ

298 - الإمام عليّ (عليه السلام): (مرِضت مرّة مرَضاً فعادني رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فدخل علَيّ وأنا مضطجع، فأتى إلى جنبي، ثمّ سجّاني بثوبه، فلمّا رآني قد ضعفت قام إلى المسجد يصلّي، فلمّا قضى صلاته جاء فرفع الثوب عنّي، ثمّ قال: (قم يا عليّ فقد بَرِأتَ)، فقمتُ، فكأنّي ما اشتكيت قبل ذلك، فقال ما سألت ربّي شيئاً إلاّ أعطاني، وما سألت شيئاً لي إلاّ سألتُ لك مثله) (2) .

299 - عنه (عليه السلام): (وجعتُ وجعاً، فأتيت النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فأقامني في مكانه وقام يصلّي، وألقى عليّ طرف ثوبه، ثمّ قال: قد برِأت يا بن أبي طالب، لا بأس عليك، ما سألت الله شيئاً إلاّ سألت لك مثله، ولا سألت الله شيئاً إلاّ أعطانيه، غير أنّه قيل لي: إنّه لا نبيّ بعدك) (3) .

____________________

(1) شرح نهج البلاغة: 20 / 316 / 625.

(2) تاريخ دمشق: 42 / 311 / 8859، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 262 / 146، المناقب للخوارزمي: 143 / 164، فرائد السمطين: 1 / 220 / 171 كلّها عن سليمان بن عبد الله بن الحارث عن جدّه نحوه.

(3) المعجم الأوسط: 8 / 47 / 7917، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 263 / 147 نحوه، تاريخ دمشق: 42 / 310 / 8858، المناقب لابن المغازلي: 135 / 178 نحوه وكلّها عن عبد الله بن الحارث، فرائد السمطين: 1 / 221 / 172 عن عبد الله بن الحرث، كنز العمّال: 13 / 170 / 36513، المناقب للكوفي: 1 / 517 / 445 عن عبد الله بن الحارث نحوه.

٢٩٦

300 - عنه (عليه السلام): (دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المسجد وهو في مصلّىً له في بعض حُجَره، فقال: يا عليّ، بتّ ليلتي هذه حيث ترى أُصلّي وأسأل ربّي تعالى، فما سألت ربّي شيئاً إلاّ سألت لك مثله، وما سألت من شيء إلاّ أعطاني، إلاّ أنّه قيل لي: لا نبيّ بعدي) (1) .

301 - تاريخ دمشق عن عبد الله بن الحارث: قلت لعليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه): أخبرني بأفضل منزلتك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، قال: (نعم، بينا أنا نائم عنده وهو يصلّي، فلمّا فرغ من صلاته قال: يا عليّ، ما سألتُ مِن الله عزّ وجلّ مِن الخير شيئاً إلاّ سألت لك مثله، وما استعذت الله من الشرّ إلاّ استعذت لك مثله) (2) .

302 - كتاب سُلَيم بن قيس عن المقداد: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) [لعليّ (عليه السلام) ]: (أبشِر يا أخي)! - قال ذلك وأصحابه حوله يسمعون - فقال عليّ (عليه السلام): (بشَّرك الله بخير يا رسول الله، وجعلني فداك!) قال: (إنّي لم أسأل الله شيئاً إلاّ أعطانيه، ولم أسأل لنفسي شيئاً إلاّ سألت لك مثله، إنّي دعوت الله أنْ يؤاخي بيني وبينك ففعَل، وسألته أنْ يجعلك وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ففعَل، وسألته إذا ألبسَني ثوب النبوّة والرسالة أنْ يلبسك ثوب الوصيّة والشجاعة ففعَل، وسألته أنْ يجعلك وصيّي ووارثي وخازن علمي ففَعل) (3) .

303 - الإمام عليّ (عليه السلام): (لمّا توفّي أبو طالب أتيت النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقلت: إنّ عمّك الشيخ قد مات. قال: اذهب فوارِهِ، ولا تُحدِثْ من أمره شيئاً حتى تأتيني. فوارَيته، ثمّ

____________________

(1) تاريخ دمشق: 42 / 311 / 8860 عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وراجع أنساب الأشراف: 2 / 357.

(2) تاريخ دمشق: 42 / 309 / 8857، ذخائر العقبى: 115، فرائد السمطين: 1 / 218 / 169.

(3) كتاب سليم بن قيس: 2 / 814 / 36.

٢٩٧

أتيته، فقال: اذهب فاغتسل، ولا تُحدِث شيئاً حتى تأتيني. فاغتسلت ثمّ أتيته، فدعا لي بدَعوات ما يسُرُّني بهنّ حُمْرُ النَعَم (1) وسُودُها) (2) .

304 - الإمام الصادق (عليه السلام): (إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لمّا نزل قُدَيْد (3) قال لعليّ (عليه السلام): يا عليّ، إنّي سألت ربّي أنْ يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربّي أنْ يؤاخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربّي أنْ يجعلك وصيّي ففعل.

فقال رجلان من قريش: والله لَصاعٌ من تمْرٍ في شَنٍّ (4) بال أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربّه! فهلاّ سأل ربّه مُلكاً يعضده على عدوّه، أو كنزاً يستغني به عن فاقته! والله ما دعاه إلى حقّ ولا باطل إلاّ أجابه إليه).

فأنزل الله سبحانه وتعالى: ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) (5) (6) .

____________________

(1) حُمْر النَّعَم: الإبِل الحُمر، وهي أنفَس أموال النَعَم وأقواها وأجلدها، فجُعلت كناية عن خير الدنيا كلّه (مجمع البحرين: 1 / 453).

(2) مسند ابن حنبل: 1 / 274 / 1074 وص 220 / 807، السنن الكبرى: 1 / 455 / 1453 وليس فيه من (فواريته) إلى (تأتيني)، مسند أبي يعلى: 1 / 230 / 420 كلّها عن أبي عبد الرحمان السلمي، وراجع السنن الكبرى: 1 / 454 / 1452، والمصنّف لابن أبي شيبة: 7 / 499 / 26، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: 264 / 148، والطبقات الكبرى: 1 / 124.

(3) قُدَيْد: اسم موضع قرب مكّة (معجم البلدان: 4 / 313).

(4) الشَنّ: الخَلَق من كلّ آنية صُنعت من جِلد (لسان العرب: 13 / 241).

(5) هود: 12.

(6) الكافي: 8 / 378 / 572 عن عمّار بن سويد، الأمالي للمفيد: 279 / 5 عن عُمَر بن يزيد، الأمالي للطوسي: 107 / 164، بشارة المصطفى: 237 كلاهما عن عمّار بن يزيد وكلّها نحوه، تفسير العيّاشي: 2 / 141 / 11 عن عمّار بن سويد وفيه (غدير) بدل (قدَيد).

٢٩٨

305 - تاريخ دمشق عن ابن عبّاس: أخبرَتْني أسماء بنت عُميس أنّها رمَقت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فلم يزل يدعو لهما خاصّة - يعني عليّاً وفاطمة - لا يُشرِكهما بدعائه أحداً (1) .

راجع: القسم التاسع / علىٌّ عن لسان النبيّ / المناقب المعدودة / سألت ربّي فيك خمس خصال

____________________

(1) تاريخ دمشق: 42 / 312، المعجم الكبير: 22 / 412 / 1022 وج 24 / 135 / 362، حلية الأولياء: 2 / 75 / 158، المناقب للخوارزمي: 340 / 359.

٢٩٩

٣٠٠