الكنى والألقاب الجزء ١

الكنى والألقاب0%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 479

الكنى والألقاب

مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف:

الصفحات: 479
المشاهدات: 438950
تحميل: 12745


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 479 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 438950 / تحميل: 12745
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء 1

مؤلف:
العربية

(ابن خميس الكعبى)

ابوعبدالله الحسين بن نصر بن محمد بن الحسين بن القسم بن خميس بن عامر الموصلي الجهني الملقب تاج الاسلام مجد الدين الفقيه الشافعي، اخذ الفقه عن ابى حامد الغزالي ببغداد وولي القضاء برحبة مالك بن طوق ثم رجع إلى الموصل وسكنها، وصنف كتبا كثيرة منها: مناقب الابرار على اسلوب رسالة القشيري، ومنها: مناسك الحج واخبار المنامات توفي سنة ٥٥٢.

(ابن الخياط الشاعر)

ابوعبدالله احمد بن محمد بن علي الدمشقي الكاتب، كان من الشعراء المجيدين، طاف البلاد وامتدح الناس ولما اجتمع بأبى الفتيان بن حيوس الشاعر المشهور بحلب وعرض عليه شعره، قال: قد نعاني هذا الشاب إلى نفسي فقلما نشأ ذو صناعة ومهر فيما إلا وكان دليلا على موت الشيخ من ابناء جنسه.

ودخل مرة إلى حلب وهو رقيق الحال لا يقدر على شئ فكتب إلى ابن حيوس يستميحه شيئا من بره بهذين البيتين:

لم يبق عندي ما يباع بجبة

وكفاك علما منظري عن مخبري

إلا بقية ماء وجه صنتها

عن ان يباع واين اين المشتري

فلما وقف عليها ابن حيوس قال لو قال (وانت نعم المشتري) لكان احسن.

توفي بدمشق سنة ٥١٧ (ثيز).

(ابن دأب)

ابوالوليد عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب كفلس كان من اهل الحجاز من كنانة معاصرا لموسى الهادي العباسي، وكان من اكثر اهل عصره ادبا وعلما ومعرفة بأخبار الناس وايامهم، وكان موسى الهادي يدعو له متكئا ولم يكن غيره يطمع منه في ذلك وكان يقول له يا عيسى ما استطلت بك يوما ولا ليلة، ولا غبت

٢٨١

عني إلا ظننت انى لا ارى غيرك.

ذكر المسعودي في مروج الذهب بعض اخباره مع الهادي ثم قال: ولابن دأب مع الهادي اخبار حسان يطول ذكرها ويتسع علينا شرحها ولا يتأتى لنا إيراد ذلك في هذا الكتاب لاشتراطنا فيه على انفسنا الاختصار والايجاز انتهى.

(قلت) ويظهر من رواية نقلها صاحب الاختصاص عنه في الخصال الشريفة التي جمعت في امير المؤمنينعليه‌السلام ولم تجتمع في احد غيره تشيعه والرواية طويلة اوردها العلامة المجلسي في البحار التاسع ص ٤٥٠ لا يحتمل المقام ذكرها.

قال ابن قتيبة: ولان دأب عقب بالبصرة واخوه يحيى بن يزيد وكان ابوهما يزيد ايضا عالما بأخبار العرب واشعارها وكان شاعرا ايضا والاغلب على آل دأب الاخبار انتهى.

(ابن داحة)

ويقال ايضا ابن ابي داحة ابراهيم بن سليمان المزني.

يحكى عن الجاحظ انه ذكره في كتاب الحيوان وقال: وكان ابن داحة رافضيا.

(ابن داود)

تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي الشيخ العالم الفاضل الجليل الفقيه المتبحر صاحب كتاب الرجال المعروف ونظم التبصرة وغيرهما مما ينوف على الثلاثين تلمذ على السيد الاجل جمال الدين احمد بن طاوس والمحقق قدس سرهما، وكانت ولادته ٥ ج ٢ سنة ٦٤٧ (خمز).

يروي عنه الشيخ الشهيد بواسطة ابن معية.

وحكي ان الشيخ ابا طالب بن رجب العالم الذي ينقل عنه دعاء الجوشن الكبير وشرحه هو سبط ابن داود المذكور.

(وقد يطلق ابن داود) على الشيخ الاجل الاقدم ابى الحسن محمد بن احمد بن داود القمي صاحب كتاب المزار وغيره كان رحمه الله شيخ هذه الطائفة وعالمها وشيخ القميين في وقته وفقيههم.

حكى الغضائري انه لم ير احدا احفظ منه ولا افقه ولا اعرف بالحديث منه يروي عنه المفيد واحمد بن

٢٨٢

عبدون وابوعبدالله الغضائري مات سنة ٣٦٨ (شسح) ببغداد وكان مقيما بها ودفن بمقابر قريش رضوان الله تعالى عليه.

(ابن دباس)

الحسين بن محمد بن عبدالوهاب احمد النحوي اللغوي الشيعي، كان من بيت الوزارة واضر في آخر عمره، وله ديوان روى عنه ابن عساكر وابن الجوزي، ولد سنة ٤٤٣ وتوفي سنة ٥٢٤ كذا عن اجازات البحار.

(ابن الدباغ)

ابوالقسم خلف بن القاسم بن سهل الازدي القرطبي، اخذ عن جماعة كثيرة من اهل الفضل وروي عنه: ابن عبدالبر الحافظ وابوالوليد عبدالله بن محمد بن يوسف الفرضي وابوعمرو الداني، كان حافظا للحديث الف كتابا في الزهد، مولده سنة ٣٢٥ توفي سنة ٣٩٣، والقرطبي يأتى في ابن عبد ربه.

(ابن الدرا)

محمد بن نور الدين الشامي الشافعي الشاعر الاديب المتوفي سنة ١٠٦٥.

(ابن دراج)

ابوعمر احمد بن محمد بن العاصمي الاندلسي الشاعر الكاتب، كاتب المنصور ابن ابى عامر وشاعره، توفي سنة ٤٢١ (تكا) (اقول) واما جميل بن دراج فهو من اصحاب الصادق والكاظمعليه‌السلام روى عنهما كان وجه الطائفة ثقة جليل القدر اخذ عن زرارة.

روى (كش) عن ابن ابى عمير قال قلت لجميل بن دراج ما احسن محضرك وازين مجلسك فقال اى والله ما كنا حول زرارة بن اعين إلا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم، واخوه نوح بن دراج القاضي كان ايضا من اصحابنا وكان يخفي امره وكان جميل اكبر من نوح، وعمي في آخر عمره ومات في ايام الرضا عليه السلام له كتاب.

٢٨٣

روي (كش) عن محمد بن مسعود قال: سألت ابا جعفر حمدان بن احمد الكوفي عن نوح ابن دراج فقال كان من الشيعة وكان قاضي الكوفة فقيل له لم دخلت في اعمالهم؟ فقال لم ادخل في اعمال هؤلاء حتى سألت اخي جميلا يوما فقلت لم لا تحضر المسجد؟ فقال ليس لي ازار.

في تنقيح المقال نقل ثقة عن خبير ثقة: ان قبر جميل بن دراج في الطارمية على الدجلة فيما يحاذي ما يسمى الآن سميكة، وان هناك قبرا وقواما ويسمى قبر الشيخ جميل بن الكاظم وهو قبر جميل بن دراج انتهى.

(ابن درستويه)

ابومحمد عبدالله بن جعفر بن درستويه الفارسي الفسوي النحوي، كان عالما فاضلا، اخذ الادب عن ابن قتيبة والمبرد ببغداد، واخذ عنه الدارقطني وغيره له تصانيف منها: كتاب خبر قس بن ساعدة وشرح الفصيح وغريب الحديث وغيره، توفي ببغداد سنة ٣٤٧ (شمز) وكان ابوه من كبار المحدثين واعيانهم.

(ابن دريد)

مصغرا ابوبكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي القحطانى البصري الشيعي الامامي عالم فاضل اديب حفوظ شاعر نحوي لغوي، اخذ عن الرياشي وابى حاتم السجستاني وغيرهما، وكان واسع الرواية لم ير احفظ منه.

يحكى انه كان اذا قرئ عليه ديوان شعر مرة واحدة حفظه من اوله إلى آخره.

قال المسعودي وكان ابن دريد ببغداد ممن يرع في زماننا هذا في الشعر وانتهى في اللغة وقام مقام الخليل بن احمد فيها واورد اشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين وكان يذهب في الشعر كل مذهب فطورا يجزل وطورا يرق، وشعره اكثر من ان نحصيه أو يأتي عليه كتابنا هذا فمن جيد شعره قصيدته(١) المقصورة اولها:

____________________

(١) هي قصيدة يمدح بها ابن ميكال ويصف مسيره إلى فارس وتشوقه إلى البصرة واخوانه بها فيها، كثير من آداب العرب واخبارهم وحكمهم.

٢٨٤

يا ظبية اشبه شئ بالمها

ترعى الخزامى بين اشجار النقى

أما ترى رأسي حاكى لونه

طرة صبح تحت اذيال الدجى

واشتمل المبيض في مسوده

مثل اشتعال النار في جزل الغضا

انتهى.

له مصنفات منها: كتاب الجمهرة وهو من الكتب المعتبرة في اللغة حكي انه املاها من حفظه سنة ٢٩٧ فما استعان عليها بالنظر في شئ من الكتب إلا في الهمزة واللفيف واشتهرت مقصورته غاية الاشتهار، وقد اعتنى بشرحها خلق كثير وعارضه فيها جماعة من الشعراء نهم ابوالقسم علي التنوخي الانطاكى.

وعد ابن شهر اشوب ابن دريد من شعراء اهل البيت عليهم السلام ومن شعره:

اهوى النبي محمدا ووصيه

وابنيه وابنته البتول الطاهره

اهل العباء فاننى بولائهم

ارجو السلامة، والنجا في الآخره

وارى محبة من يقول بفضلهم

سببا يجير من السبيل الجائره

ارجو بذاك رضى المهيمن وحده

يوم الوقوف على ظهور الساهره

توفي ببغداد ١٨ شعبان سنه ٣٢١ (شكا) يوم وفاة ابي هاشم الجبائي.

قال الناس مات علم اللغة وعلم الكلام بموت ابن دريد وابى هاشم.

(ابن دقماق)

صارم الدين ابراهيم بن محمد بن ايدمر الحنفي مؤرخ الديار المصرية له نزهة الايام في تأريخ الاسلام والكنوز الخفية في تأريخ الصوفية، اخذ عنه المقريزى.

توفي حدود سنة ٨٠٩ او غير ذلك.

(ابن دقيق العيد)

قاضي القضاة تقي الدين محمد بن دقيق العيد، قاضي قضاة الشافعية بالديار المصرية، توفي سنة ٧٠٣ واستقر مكانه بدر الدين الحموي المعروف بابن جماعة قاله ابن شحنة.

٢٨٥

(ابن الدهان)

يطلق على جماعة المشهور منهم اثنان (احدهما) ابومحمد سعيد بن المبارك ابن علي بن عبدالله النحوي البغدادي الشاعر الاديب المتصل نسبه بكعب الانصاري كان سيبويه عصره له في الادب والنحو تصانيف منها شرح الايضاح وشرح لمع ابن جنى وغير ذلك من الكتب الكثيرة.

يحكى انه كان ببغداد انتقل إلى الموصل قاصدا جناب الوزير جمال الدين الاصبهانى المعروف بالجواد فتلقاه بالاقبال واحسن اليه واقام في كنفه مدة سنة وكانت كتبه قد تخلفت ببغداد فاستولى الغرق في تلك السنة على البلد فسير من من يحضرها اليه ان كانت سالمة فوجدها قد غرقت وكان خلف داره مدبغة قد غرقت ايضا وفاض الماء منه إلى داره فتلفت الكتب بهذا السبب زيادة على اتلاف الغرق، وكان قد افنى في تحصيلها عمره فلما حملت اليه على تلك الصورة اشاروا عليه ان يطيبها بالبخور ويصلح منها ما امكن، فبخرها باللاذن ولازم ذلك إلى ان بخرها بأكثر من ثلاثين رطلا لاذنا، فطلع ذلك إلى رأسه وعينيه فاحدث له العمى وكف بصره وانتفع عليه خلق كثير.

توفي غرة شوال بالموصل سنة ٥٦٩ او ٥٦٦ (وثانيهما) وجيه الدين مبارك بن سعيد بن ابي السعادات الواسطي الاصل البغدادي المنشأ والاشتغال، من اعيان من قرأ على ابن الخشاب ولازم ابن الانباري وسمع الحديث من طاهر المقدسي، وكان اماما في كثير من العلوم سيما النحو واللغه والتصريف.

حكي انه كان كثير الاحتمال للتلامذة واسع الصدر لم يغضب قط من شئ وشاع ذلك حتى بلغ بعض الخلفاء فجهد على ان يغضبه فلم يقدر.

(قلت) هذه صفة شريفة تشبه بها هذا الرجل بذي الكفلعليه‌السلام فقد ورد انه كان نبيا بعد سليمان بن داودعليه‌السلام وكان يقضي بين الناس كما كان يقضي داودعليه‌السلام ولم يغضب إلا لله عزوجل.

٢٨٦

وروي انه وكل ابليس من اتباعه واحدا يقال له الابيض لعل يغضبه فلم يقدر.

توفي وجيه الدين المذكور ببغداد سنة ٦١٢ (خيب) ويأتى في برهان الدين اطلاق ابن الدهان عليه ايضا.

(ابن الدهان الموصلى)

ابوالفرج عبدالله بن اسعد بن علي بن عيسى الفقيه الشافعي الفاضل الاديب الشاعر، كان من اهل الموصل وضاقت به الحال عزم على قصد الصالح بن رزيك وزير مصر فاتصل به، ثم تقلبت به الاحوال إلى ان تولى التدريس بمدينة حمص واقام بها فلهذا ينسب اليها ايضا وتوفي بها سنة ٥٨١.

(ابن الديبغ)

وجيه الدين ابوعبدالله عبدالرحمن بن علي بن حمد بن عمر الشيباني الزبيدي كان بارعا في الحديث والتفسير والفقه والعربية، كان اليه الرحلة في طلب الحديث وقصده الطلبة من نواحي الارض ولم يزل على الافادة وملازمة بيته ومسجده لتدريس الحديث واشتغاله بما يعنيه عما لا يعنيه، وله بغية المستفيد في اخبار مدينة زبيد، وتيسير الوصول إلى جامع الاصول، اختصر جامع الاصول وتمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على السنة الناس من الحديث إلى غير ذلك.

توفي سنة ٩٤٤ (ظمد).

والديبغ بتقديم المثناة على الموحدة الابيض بلغة النوبة ناداه به وهو صغير عبد لهم فلزمه.

(ابن الراوندى)

ابوالحسين احمد بن يحيى بن اسحاق الراوندي البغدادي العالم المقدم المشهور، له مقالة في علم الكلام وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة واربعة عشر كتابا وكان عند الجمهور يرمى بالزندقة والالحاد.

وفي (ضا) وعن ابن شهر اشوب في كتابه المعالم: ان ابن

٢٨٧

الراوندى هذا مطعون عليه جدا ولكنه ذكر السيد الاجل المرتضى في كتابه الشافي في الامامة: انه انما عمل الكتب التي قد شنع بها عليه مغالطة للمعتزلة ليبين لهم عن استقصاء نقصانها وكان يتبرأ منها تبرء‌ا ظاهرا وينتحي من علمها وتصنيفها إلى غيره، وله كتب سداد مثل كتاب الامامة والعروس، ساق (ضا) الكلام في ترجمته وفي آخره ان صاحب رياض العلماء قال ظني ان السيد المرتضى نص على تشيعه وحسن عقيدته في مطاوي الشافي او غيره انتهى.

توفي سنة ٢٤٥ (رمه) وراوند بفتح الواو وسكون النون قرية من قرى قاسان وفي القاموس: راوند موضع بنواحي اصبهان واحمد بن يحيى الراوندي من اهل مرو الروذ انتهى.

قال ابن خلكان في ترجمة ابى الحسين احمد بن يحيى الراوندي المذكور: راوند قرية من قرى قاسان بنواحي اصبهان وراوند ايضا ناحية ظاهرة بنيسابور وقال ذكروا ان رجلين من بني اسد خرجا إلى اصبهان فآخيا دهقانا بها في موضع يقال له راوند وخزاق ونادماه فمات احدهما وغبر (اي بقي) الآخر والدهقان ينادمان قبره يشربان كأسين ويصبان على قبره كأسا ثم مات الدهقان فكان الاسدي الغابر ينادم قبريهما ويترنم بهذا الشعر:

خليلي هبا طالما قد رقدتما

اجدكما لا تقضيان كراكما

أمن طول نوم لا تجيبان داعيا

كأن الذي يسقي المدام سقاكما

ألم تعلما مالي براوند كلها

ولا بخزاق من صديق سواكما

اقيم على قبريكما لست بارحا

طوال الليالي او يجيب صداكما

وابكيكما حتى الممات وما الذي

يريد على ذي لوعة ان بكاكما

فلو جعلت نفس لنفس وقاية

لجدت بنفسي ان تكون فداكما

اصب على قبريكما من مدامة

فالا تنالاها تروي ثراكما

وخزاق: بضم الخاء المعجمة وبعدها زاي وبعد الالف قاف قرية اخرى مجاورة لها انتهى.

٢٨٨

(اقول) ويناسب هنا ذكر قس بن ساعدة الايادي وعكوفه على قبر اخويه روي عن ابن عباس في حديث انه قال: لما قدم على النبي وفد اياد وذكر صلى الله عليه وآله قس بن ساعدة وتكلمه بسوق عكاظ بكلام عليه حلاوة، قال رجل من القوم يا رسول الله لقد رأيت من قس عجبا ! قال وما الذي رأيت؟ قال بينا انا يوما بجبل في ناحيتنا يقال له سمعان في يوم قايظ شديد الحر اذا انا بقس بن ساعدة في ظل شجرة عندها عين ماء واذا حواليه سباع كثيرة وقد وردت حتى تشرب من الماء وإذا زأر سبع منها على صاحبه ضربه بيده وقال كف حتى يشرب الذي ورد قبلك فلما رأيته وما حوله من السباع هالني ذلك ودخلني رعب شديد فقال لي لا بأس عليك لا تخف ان شاء الله، وإذا انا بقبرين بينهما مسجد فلما انست به قلت ما هذان القبران؟ قال قبر اخوين كانا لي يعبدان الله في هذا الموضع معي فماتا فدفنتهما في هذا الموضع واتخذت فيما بينهما مسجدا أعبدالله فيه حتى الحق بهما ثم ذكر ايامهما وفعالهما فبكى.

٢٨٩

(ابن راهويه)

ابويعقوب اسحاق بن ابي الحسن ابراهيم بن مخلد (كجعفر) بن ابراهيم الحنظلي المروزي المحدث الفقيه.

حكي عن ابن حنبل انه قال: اسحاق عندنا امام من ائمة المسلمين وما عبر الجسر افضل منه، وقال: اسحاق احفظ سبعين الف حديث واذاكر بمائة الف حديث وما سمعت شيئا قط إلا حفظته ولا حفظت شيئا فنسيته وكان قد رحل إلى الحجاز والعراق واليمن والشام وسمع من سفيان بن عيينة الهلالي ومن في طبقته، وسمع منه البخاري ومسلم والترمذي اصحاب الصحاح ولد سنة ١٦١ وسكن في آخر عمره نيسابور وتوفي بها منتصف شعبان سنة ٢٣٧ (لرز).

حكي انه جرى بينه وبين الشافعي مناظرة بمكة وكان اسحاق لا يرخص في كراء دور مكة فاحتج الشافعي بقوله تعالى( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ ) فاضيف الديار إلى مالكها وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة من اغلق بابه فهو آمن وقال هل ترك لنا عقيل من ريع وقد اشترى عمر دار السجن أترى انه اشترى من مالكيها أو غير مالكيها؟ قال اسحاق فلما علمت ان الحجة لزمتني تركت قولي.

(ثم اعلم) انه احد المحدثين تعلقوا بلجام بغلة مولانا الرضاعليه‌السلام في مربعة نيسابور وطلبوا منه حديثا يرويه عن آبائه الطاهرينعليه‌السلام فحدثهم الرضا بالحديث المشهور.

وراهويه بالواو المفتوحة بين الساكنتين أو بفتح الهاء لقب اب ابى الحسن ابراهيم، وانما لقب بذلك لانه ولد في طريق مكة، والطريق بالفارسية راه، وويه معناه وجد، فكأنه وجد في الطريق.

(ابن رشد)

ابوالوليد محمد بن احمد بن محمد الاندلسي المالكي أوحد زمانه في العلم والفضل والطب والفلسفة، له تهافت الفلاسفة وهو رد على تهافت الفلاسفة للغزالي

٢٩٠

قال فيما حكي عنه: ان ما ذكره الغزالي بمعزل عن مرتبة اليقين والبرهان، وقال في آخره لا شك ان هذا الرجل اخطأ على الشريعة كما اخطأ على الحكمة ولو لا ضرورة طلب الحق من اهله ما تكلمت في ذلك توفي سنة ٥٩٥.

(ابن رشيق)

انظر القيروانى.

(ابن الرضا)

عيسى بن جعفر بن الامام علي بن محمد بن علي الرضاعليه‌السلام عالم فاضل كامل، سمع منه الحديث الشيخ الاجل ابومحمد هارون بن موسى التلعكبرى في سنة ٣٢٥ (شكه) واستجاز منه فاجازه.

وله اخ يقال له ابوالرضا وهو محسن بن جعفر قتل في ايام الخليفة المقتدر بالله في اعمال دمشق سنة ٣٠٠ وحمل رأسه إلى بغداد وصلب على الجسر.

ولابن الرضا عيسى هذه الابيات:

يا بني احمد اناديكم اليو

م وانتم غدا لرد جوابى

الف باب اعطيتم ثم افضى

كل باب منها إلى الف باب

لكم الامر كله واليكم

ولديكم يؤول فصل الخطاب

(ابن الرفاعى)

السيد أحمد الذى يأتى في الرفاعى.

(ابن الرومى)

ابوالحسن علي بن العباس بن جريج (سريج خ ل) البغدادي الشاعر ذكره بعض العلماء في شعراء الشيعة ويؤيده ما نقل من شعره:

تراب ابى تراب كحل عيني

إذا رمدت جلوت بها قذاها

تلذ لي الملامة في هواه

لذكراه واستحلي اذاها

وعن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ان ابن الرومي كان شاعرا للامام الهاديعليه‌السلام ذكره عامة اهل التأريخ واثنوا عليه انتهى.

٢٩١

له ديوان، وكان مشهورا بكثرة التطير وله فيه اخبار غريبة ونوادر بديعة وكان اصحابه يعبثون به فيرسلون اليه من يتطير من اسمه فلا يخرج من بيته اصلا ومن شعره:

رأيت الدهر يرفع كل وغد

ويخفض كل ذي شيم رضيفه

كمثل البحر يغرق فيه حي

ولا تنفك تطفو فيه جيفه

أو الميزان يخفض كل واف

ويرفع كل ذي زنة خفيفه

وله ايضا:

كفى بسراج الشيب في الرأس هاديا

لمن قد اضلته المنايا لياليا

وكان كرامي الليل يرمي ولا يرى

فلما اضاء الشيب شخصي رمانيا

وله في هجاء المفضل بن سلمة (سلمه بن عاصم كان صاحب الفراء وراويته) ابن عاصم الضبي البغدادي اللغوي، صاحب المصنفات في فنون الادب ومعانى القرآن والد ابى الطيب محمد بن المفضل الفقيه الشافعي المتوفى سنة ٣٠٨ من اهل بيت فضلاء قوله:

لو تلففت في كساء الكسائى

وتفريت فروة الفراء

وتخللت بالخليل واضحى

سيبويه لديك رهن سباء

وتكونت من سواد ابى الاسود

شخصا تكنى ابا السوداء

لابى الله ان يعدك اهل ال‍

علم إلا من جملة الاغبياء

ولا يخفى انه ليس ابن جريح المعروف فانه عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريح المكي، سمع جمعا من العلماء.

يقال انه اول من صنف الكتب وكان احمد بن حنبل يقول: كان ابن جريح من اوعية العلم، وعن ابن جريح انه قال:

خلت الديار فسدت غير مسود

ومن الشقاء تفردي بالسودد

توفي سنة ١٥١، وتوفي ابن الرومي سنة ٢٨٣ ببغداد.

وقال المسعودي وغيره ان القسم بن عبيد الله وزير المكتفى بالله العباسي قتله بالسم.

(اقول) التطير التشاؤم من الفال الردي واشتقاقه من الطير لان اصل الزجر

٢٩٢

في العرب كان من الطير كصوت الغراب فالحق به غيره وكان رسول الله يحب الفال الحسن ويكره الطيرة واعلم ان كفارة الطيرة التوكل وعدم الاعتناء بها وان التطير يضر من اشفق منه وخاف، واما من لم يبال به ولا يعبأ به فلا يضره البتة لاسيما ان قال عند رؤية ما يتطير منه أو سماعه ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك، اللهم لا يأتى بالحسنات إلا انت ولا يذهب بالسيئات إلا انت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

واما من كان معتنيا بها فهي اسرع اليه من السيل إلى منحدره تفتح له ابواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويفتح له الشيطان من المناسبات البعيدة والقريبة في اللفظ والمعنى كالسفر والحلاء من السفرجل. واليأس.

والمين من الياسمين وسوء سنة من السوسنة وامثال ذلك ما يفسد عليه دينه وينكد عليه معيشته فليتوكل الانسان على الله تعالى في جميع اموره ولا يتكل على سواه وليقل ما روى عن ابى الحسنعليه‌السلام لمن اوجس في نفسه شيئا: اعتصمت بك يا رب من شر ما اجد في نفسي فاعصمنى من ذلك.

(ابن الزبعرى)

بكسر الزاي وفتح الموحدة وسكون العين اسمه عبدالله وهو احد شعراء قريش، كان يهجو المسلمين ويحرض عليهم كفار قريش في شعره وهو الذي يقول في غزوة احد:

يا غراب البين اسمعت فقل

انما تندب شيئا قد فعل

الابيات.

وهي التي تمثل بها يزيد لما جئ برأس الحسينعليه‌السلام والاسارى من اهل بيته فوضع الرأس بين يديه ودعا بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسينعليه‌السلام متمثلا:

ليت اشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الاسل

وكان ابوالزبعرى يهجو النبي صلى الله عليه وآله ويعظم القول فيه.

٢٩٣

وقصته في الفرث والدم تقدم في ابوطالب مشهورة فهرب يوم فتح مكة ثم رجع إلى رسول الله واعتذر فقبل صلى الله عليه وآله عذره فقال ابن الزبعري في ابيات كثيرة يعتذر فيها:

اني لمعتذر اليك من الذي

اسديت إذ انافي الضلال اهيم

فاغفر فدا لك والداي كلاهما

زللي فانك راحم مرحوم

ولقد شهدت بأن دينك صادق

حق وانك في العباد جسيم

روي انه لما نزل قوله تعالى( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) قال ابن الزبعرى: اما والله لو وجدت محمدا صلى الله عليه وآله في المجلس لخصمته فاسألوا محمدا اكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده؟ فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيرا، والنصارى تعبد عيسىعليه‌السلام فاخبر النبي فقال: يا ويل امه اما علم ان (ما) لما لا يعقل و (من) لمن يعقل فنزل (ان الذي سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون).

(ابن الزبير)

عبدالله بن الزبير بن العوام امه اسماء ذات النطاقين بنت ابى بكر كان من المبغضين لامير المؤمنينعليه‌السلام كان يبغض بني هاشم ويلعن ويسب امير المؤمنينعليه‌السلام وروي انه بقي اربعين يوما لا يصلي عن النبي في خطبته حتى التاث عليه الناس فقال ان له صلى الله عليه وآله اهل بيت سوء إذا ذكرته اشرأبت نفوسهم اليه وفرحوا بذلك فلا احب ان اقر اعينهم بذلك.

قتله الحجاج بمكة ١٧ ج ٢ سنة ٧٣ (عج) وصلبه وقد اشار إلى ذلك امير المؤمنينعليه‌السلام في الاخبار الغيبية بقوله: فيه خب ضب يروم امرا فلا يدركه ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا وهو بعد مصلوب قريش.

قال ابن قتيبة في المعارف: لما خرج ابن الزبير وقوتل زمانا قال الحجاج لعبد الملك انى رأيت في منامي كأني اسلخ عبدالله بن الزبير فوجهني اليه فوجهه

٢٩٤

في الف رجل وامره ان ينزل الطائف حتى يأتيه رأيه ثم كتب اليه بقتاله وامره فحاصره حتى قتله ثم اخرجه فصلبه وذلك في سنة ٧٣ (عج) انتهى.

وتقدم ذكر والده في ابن جرموز. وكان اخوه عروة بن الزبير احد الفقهاء السبعة بالمدينة حكي انه قدم على الوليد بن عبدالملك بن مروان ومعه ولده محمد بن عروة فدخل محمد دار الدواب فضربته دابة فخر ميتا ووقعت في رجل عروة الاكلة ولم يدع ورده تلك الليلة فقال له الوليد اقطعها وإلا افسدت عليك جسدك فقطعها بالمنشار وهو شيخ كبير ولم يمسكه احد وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا.

وقدم تلك السنة قوم من بنى عبس فيهم رجل ضرير فسأله الوليد عن عينيه فقال يا امير المؤمنين بت ليلة في بطن واد ولا اعلم عبسيا يزيد ماله على مالي فطرقنا سيل فذهب بما كان لي من اهل وولد ومال غير بعير وصبي مولود، وكان البعير صعبا فند فوضعت الصبي واتبعت البعير فلم اجاوز إلا قليلا حتى سمعت صيحة ابنى ورأسه في فم الذئب وهو يأكله فلحقت البعير لاحبسه فنفحنى برجله على وجهي فحطمه وذهب بعيني فاصبحت لا مال لي ولا اهل ولا ولد ولا بصر، فقال الوليد انطلقوا به إلى عروة ليعلم ان في الناس من هو اعظم منه بلاء‌ا، توفي في فرع وهي من ناحية الربذة بينها وبين المدينة اربع ليال سنة ٩٣ (ثم اعلم) ان ابن الزبير غير عبدالله بن الزبير بفتح الزاي الاسدي الذي مدح ابراهيم بن مالك الاشتر في قتله ابن زياد بقوله:

الله اعطاك المهابة والتقى

واحل بيتك في العديد الاكثر

واقر عينك يوم وقعة خاذر

والخيل تعثر بالقنا المتكسر

 (وقد يطلق ابن الزبير) على الشيخ ابى الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي الامامي، المتولد في سنة ٢٥٤ والمتوفى سنة ٣٤٨ صاحب كتاب الرجال الذي كان عند ابن النديم واكثر النقل عنه، يروي عنه ابن عبدون وهو يروي عن علي بن فضال.

٢٩٥

(ابن الزبير الغسانى)

ابوالحسين احمد بن علي بن ابراهيم بن محمد بن الحسين بن الزبير الغساني الاسواني المصرى الشاعر المعروف والملقب بالرشيد بن الزبير في مقابلة الرشيد الوطواط والرشيد الفارقى، كان كاتبا شاعرا فقيها نحويا لغويا جامعا لفنون كثيرة، وكان من بيت كبير بصعيد مصر، له تآليف ونظم ونثر، ولي النظر بثغر الاسكندرية والدواوين السلطانية بمصر ثم سافر إلى اليمن وتقلد قضاء‌ها وتلقب بقاضي قضاة اليمن وداعي دعاة الزمن، ثم سمت نفسه إلى رتبة الخلافة فاجابه قوم اليها ونقشت له السكة ثم قبض عليه ثم اطلق وصار عاقبة امره انه قتل وصلب وذلك في المحرم سنة ٥٦٣ (تجس).

وينسب اليه:

خذوا بيدي يا اهل بيت محمد

إذا زالت الاقدام في غدوة الغد

ابى القلب إلا حبكم وولاء‌كم

وما ذاك إلا من طهارة مولدي

(قلت) ان كان هذا الشعر له فيشهد على تشيعه.

وعن ياقوت الحموي قال: حدثنى الشريف محمد بن عبدالعزيز قال: كنا نجتمع في منزل واحد منا وكان الرشيد لا ينقطع عنا فغاب عنا يوما وكان ذلك في عنفوان شبابه ثم جاء وقد مضى معظم النهار فقلت له ما ابطأك عنا؟ فتبسم وقال لا تسألوا عما جرى فقلنا له لابد ان تخبرنا فقال مررت اليوم بالموضع الفلاني وإذا بامرأة شابة قد نظرت إلي نظرة مطمع في نفسها فتوهمت انى وقعت منها بموقع ونسيت نفسي، فاشارت إلي بطرفها فتبعتها، وهي تدفع في سكة وتخرج من اخرى حتى دخلت دارا واشارت إلي فدخلت فرفعت النقاب عن وجه كالقمر في ليلة تمامه ثم صفقت بيدها منادية يا بنت الدار فنزلت اليها طفلة كأنها فلقة قمر فقالت لها ان رجعت تبولين في الفراش تركت سيدنا القاضى يأكلك ثم التفتت إلي وقالت لا اعدمنى الله تفضلك يا سيدنا القاضي فخرجت وانا حزين خجل لا اهتدي الطريق.

٢٩٦

الغساني نسبة إلى غسان قبيلة كبيرة من الازد شربوا من ماء غسان وهو باليمن فسموا به.

والاسوانى بضم الهمزة وسكون السين، وحكي عن السمعاني فتح الهمزة نسبة إلى اسوان بلدة بصعيد مصر.

(ابن الزرقاء)

مروان بن الحكم بن ابى العاص بن امية بن عبد شمس، كان مولده سنة اثنتين من الهجرة وكان ابوه اسلم عام الفتح ونفاه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الطائف لانه كان يتجسس عليه فسمي طريد رسول الله، ورآه النبي يوما يمشي ويلجلج في مشيه كأنه يحكيه فقال له كن كذلك فما زال كذلك إلى ان مات، ولم يزل كان بالطائف إلى ان ولي عثمان فرده إلى المدينة لانه عمه، فكان ذلك مما انكر الناس عليه وتوفي في خلافة عثمان فصلى عليه.

قال ابن الاثير وقال ايضا: وقد رويت اخبار كثيرة في لعنه ولعن من في صلبه وقال وكان يقال لمروان ولولده بنو الزرقاء يقول ذلك من يريد ذمهم وعيبهم، وهي الزرقاء بنت موهب جدة مروان بن الحكم لابيه وكانت من ذوات الرايات التي يستدل بها على ثبوت البغاء فلهذا كانوا يذمون بها.

(اقول) ثم اصلح ابن الاثير ذلك بقوله: ولعل هذا كان منها قبل ان يتزوجها ابوالعاص بن امية والد الحكم فانه كان من اشراف قريش ولا يكون هذا من امرأة له وهي عنده والله اعلم انتهى.

روى الحاكم عن عبدالرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لاحد مولود إلا اتى به رسول الله صلى الله عليه وآله فيدعو له فادخل عليه مروان بن الحكم فقال هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون ثم قال صحيح الاسناد وكان هلاك مروان سنة ٤٥ وسبب هلاكه ان زوجته ام خالد بنت ابي هاشم بن عتبة وكانت قبل زوجة يزيد غضبت عليه غطته بوسادة لما كان نائما عندها فقعدت على وجهه فقتلته، ولما توفي قام بعده عبدالملك بن مروان وقد تقدم ذكره في ابوالذبان.

٢٩٧

(ابن زكى الدين)

محيى الدين ابوالمعالي محمد بن ابى الحسن علي بن محمد بن يحيى العثماني الدمشقي الفقيه الشافعي، كان ذا فضائل عديدة من الفقه والادب وغيرهما وله النظم والخطب والرسائل وتولى القضاء بدمشق وكذلك ابوه وجده وولداه كانوا قضاتها ولما ملك السلطان صلاح الدين فوض الحكم والقضاء بها اليه ولما فتح القدس امره السلطان ان يخطب وحضر السلطان واعيان دولته وذلك في اول جمعة صليت بالقدس بعد الفتح فقرأ التحميدات القرآنية ثم قال: الحمد لله معز الاسلام بنصره ومذل الشرك بقهره، الخطبة بطولها.

توفي بدمشق سنة ٥٩٨.

(ابن زولاق)

بضم الزاي وسكون الواو ابومحمد الحسن بن ابراهيم بن الحسين بن الحسن ابن علي الليثي المصرى المؤرخ الفاضل صاحب كتاب خطط مصر في التأريخ، وكتاب اخبار قضاة مصر.

توفي سنة ٣٨٧ (شفز).

وكان جده الحسن بن علي من العلماء المشاهير. والليثي نسبة إلى ليث بن كنانة وهى قبيلة كبيرة.

(ابن زهر)

(كقفل) ابوبكر محمد بن عبدالملك بن زهر بن ابى مروان عبدالملك بن محمد بن مروان بن زهر الايادي الاندلسي الاشبيلي، كان من اهل بيت كلهم علماء رؤساء حكماء وزراء، وكان ابن زهر طبيبا مشهورا وكان شاعرا اديبا لغويا مات آخر سنة ٥٩٥ (ثصه) واوصى انه إذا مات يكتب على قبره هذه الابيات وفيها اشارة إلى طبه ومعالجته للناس وهى:

تأمل؟ بحقك يا واقفا

ولاحظ مكانا دفعنا اليه

تراب الضريح على وجنتي

كأنى لم امش يوما عليه

اداوي الانام حذار المنون

وها أنا قد صرت رهنا لديه

٢٩٨

قال ابن شحنة في روضة المناظر: في سنة ٥٩٦ توفي محمد بن عبدالملك بن زهر الطبيب الاندلسي وهو الذي قيل فيه:

قل للوباء انت وابن زهر

جاوزتما الحد في النكاية

ترفقا بالورى قليلا

في واحد منكما كفاية

(ابن زهرة)

ابوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي العالم الفاضل الجليل الفقيه الوجيه صاحب المصنفات الكثيرة في الامامة والفقه والنحو وغير ذلك منها: غنية النزوع إلى علمي الاصول والفروع وقبس الانوار في نصرة العترة الاطهار. هو وابوه وجده واخوه ابوالقاسم عبدالله بن علي صاحب التجريد في الفقه وابنه محمد ابن عبدالله كلهم من اكابر فقهائنا وبيتهم بيت جليل بحلب.

توفي ابوالمكارم بن زهرة سنه ٥٨٥ (ثفه) في سن اربع وسبعين وقبره بحلب بسفح جبل جوشن عند مشهد السقط.

وفي كتاب غاية الاختصار(١) ان له تربة معروفة مكتوب عليها اسمه ونسبه إلى الامام الصادقعليه‌السلام وتأريخ موته ايضا انتهى.

يروي عنه شاذان بن جبرئيل والشيخ محمد بن ادريس والشيخ معين الدين المصري وابن اخيه السيد النحرير العالم المعظم محيى الملة والدين ابوحامد نجم الاسلام محمد بن ابي القسم عبدالله بن علي بن زهرة صاحب كتاب الاربعين في حقوق الاخوان الذي نقل منه الشهيد الثانى في كشف الريبة رسالة مولانا الصادق عليه السلام إلى النجاشى والي الاهواز.

ويروي ابوالمكام عن والده وغيره عن جماعة كثيرة منهم: السيد الجليل العالم الفقيه ابومنصور محمد بن الحسن بن منصور النقاش عن ابى علي بن شيخ الطائفة.

ومنهم: الشيخ الفقيه ابى عبدالله الحسين بن طاهر بن الحسين عن الشيخ ابي الفتوح.

(اقول) ويأتي في الحلبي ما يتعلق به.

____________________

(١) طبع في النجف في المطبعة الحيدرية.

٢٩٩

(ابن الزيات)

محمد بن عبدالملك الزيات وزير المعتصم والواثق، كان كاتبا بليغا ذا فضل ماهر.

وله اشعار رائقة وديوان رسائل، وكان قد هجا القاضي احمد بن داود بتسعين بيتا فعمل فيها القاضي بيتين وهما:

احسن من تسعين بيتا سدى

جمعك مسناهن في بيت

ما احوج الملك إلى مطرة

تغسل عنه وضر الزيت

وكان ابن الزيات قد اتخذ في ايام وزارته تنورا من حديد واطراف مساميره محدودة إلى داخل وهي قائمة مثل رؤوس المسال، وكان يعذب فيه المصادرين وارباب الدواوين المطلوبين بالاموال فكيفما انقلب واحد منهم أو تحرك من حرارة العقوبة تدخل المسامير في جسمه، فيجدون لذلك اشد الالم، ولم يسبقه احد لهذه المعاقبة.

فلما تولى المتوكل الخلافة اعتقل ابن الزيات، وامر بادخاله التنور وقيده بخمسة عشر رطلا من الحديد فاقام في التنور اربعين يوما ثم مات وذلك في سنة ٢٣٣ (رجل) قال المسعودي: انه قال للموكل به ان يأذن له في دواة وبطاقة ليكتب فيها ما يريد فاستأذن المتوكل في ذلك فاذن له فكتب:

هى السبيل فمن يوم إلى يوم

كأنه ما تريك العين في نوم

لا تجز عن رويدا انها دول

دنيا تنقل من قوم إلى قوم

قال وتشاغل المتوكل في ذلك اليوم فلم تصل الرقعة اليه، فلما كان الغد قرأها فامر باخراجه فوجده ميتا.

قال ابن خلكان: قال احمد الاحول لما قبض علي بن الزيات تلطفت إلى ان وصلت اليه فرأيته في حديد ثقيل فقلت له يعز علي ماأرى فقال:

سل ديار الحمى من غيرها

وعفاها ومحا منظرها

٣٠٠