الميزان العادل بين الحق والباطل

الميزان العادل بين الحق والباطل0%

الميزان العادل بين الحق والباطل مؤلف:
المحقق: الشيخ حميد البغدادي
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 151

الميزان العادل بين الحق والباطل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الحجة السيد رضا الهندي
المحقق: الشيخ حميد البغدادي
تصنيف: الصفحات: 151
المشاهدات: 69411
تحميل: 5700

توضيحات:

الميزان العادل بين الحق والباطل
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 151 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 69411 / تحميل: 5700
الحجم الحجم الحجم
الميزان العادل بين الحق والباطل

الميزان العادل بين الحق والباطل

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الدرس الثامن عشر

[نؤمن برسل الله وكتبه]

ولا ريب أيضاً في صحة نبوة الأنبياء الذين أخبر بهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وغيرهم، ولولا إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) بنبوّتهم لم يبقَ لنا طريق إلى إثباتها لانحصار الطريق بعد ذلك بكتب العهدين الرائجين وهي تنسب إليهم جميع منافيات النبوّة من الزنا بالمحصّنات وشرب الخمر والكذب في التبليغ والشرك بالله والانتساب إلى الزواني والزناة وغير ذلك ممّا يسقطهم عن درجة الإيمان فضلاً عن النبوّة. وإذا كان الله تعالى بحكم هذه الكتب على شكل الإنسان وله شعر وحقوان وثياب وهو يجهل ويندم ويتأسف ويخلف المعياد فما أجدر أنبيائه بالصفات السابقة تعالى الله عن ذلك وتقدّست أنبيائه.

٨١

٨٢

المقصد الثالث

في الكتب السماوية

٨٣

٨٤

مُقَدِّمة

تشتمل على فوائد:

١ - المراد بالكتاب المقدس هو المشتمل على الكلام الإلهي، سواء كتبه النبيّ الذي أوحي إليه ذلك الكلم، أو كتبه نبي آخر بواسطة الإلهام، أو شهد به جماعة يمتنع اتّفاقهم وتواطؤهم على الكذب.

٢ - لا يثبت كون الكتاب مقدّساً إلاّ بالسند القطعي المتصل بذلك العصر الذي كُتِبَ فيه ذلك الكتاب بأحد الطرق السابقة، ولا يكفي مجرّد الظنّ.

٣ - اشتمال الكتاب على الكفر الصريح، أو التناقض، أو منافيات العقل قرينة قطعيّة على وقوع التحريف فيه.

٤ - التناقض(١) الصريح بين الكتابين قرينة قطعيّة على وقوع التحريف في أحدهما.

٥ - إذا علم وقوع التحريف في الكتاب سقط عن درجة الاعتبار بالكليّة، لاحتمال وقوع التحريف حينئذٍ في كلّ موضع من مواضعه.

____________________

(١) سواء كان في نقل خبر أو في بيان حكم إذا كان الكتابان لأهل شريعة واحدة، وأمّا إذا اختلفت شريعتهما فالتناقض في الحكم لا يضرّ لأنّه بمعنى نسخ الثاني للأوّل.

٨٥

٦ - إذا عُلِمَ وقوع التحريف في أحد الكتابين لا بعينه سقطا معاً عن الاعتبار لجريان الاحتمال في كلّ منهما أنّه هو المحرّف وهذا كلّه ممّا يشهد به العقل السليم.

٨٦

الدرس الأوّل

[الكتب الرائجة عند أهل الكتاب]

الكتب الرائجة عند أهل الكتاب منها ما اختلف قدمائهم في صحّته ولا يهمنا بيان حاله لعدم اعتباره عندهم فعلاً، ومنها ما اتّفقوا على صحته وهو ستة وثلاثون كتاباً تسمّى بالعهد العتيق(١) وهي:

١ - سفر التكوين أو الخليقة.

٢ - الخروج.

٣ - اللاويين أو الأخبار.

٤ - العدد.

٥ - التثنية أو الاستثناء.

وهذه الخمسة تعتبر كالكتاب الواحد وهي المنسوبة إلى موسى (عليه السلام) والمسمّاة عندهم بالتوراة. وقد يطلق لفظ التوراة مجازاً على مجموع كتب العهد العتيق.

٦ - يوشع [يشوع](٢) .

____________________

(١) وتسمّى بالعهد القديم أيضاً. المحقّق

(٢) ما بين [ ] من المحقّق.

٨٧

٧ - القضاة.

٨ - راعوث.

٩ - السفر الأوّل لصموئيل.

١٠ - الثاني له أيضاً.

١١ - السفر الأوّل من أخبار الملوك [الملوك الأوّل].

١٢ - السفر الثاني من أخبار الملوك [الملوك الثاني].

١٣ - أخبار الأيام الأوّل.

١٤ - أخبار الأيام الثاني.

١٥ - عزرا.

١٦ - نحميا.

١٧ - [استير].

١٨ - أيّوب.

١٩ - الزبور [المزامير].

٢٠ - أمثال سليمان.

٢١ - الجامعة.

٢٢ - نشيد الإنشاد.

٢٣ - اشعيا.

٢٤ - ارميا.

٢٥ - مراثي ارميا.

٨٨

٢٦ - حزقيال.

٢٧ - دانيال.

٢٨ - هوشع.

٢٩ - يوئيل.

٣٠ - عاموس.

٣١ - عوبديا.

٣٢ - يونان.

٣٣ - ميخا.

٣٤ - ناحوم.

٣٥ - حبقوق.

٣٦ - صفنيا.

٣٧ - حجى.

٣٨ - زكريا.

٣٩ - ملاخى.

٨٩

الدرس الثاني

[هل أنّ التوراة ثابتة؟]

أما الأسفار الخمسة الأول المسمّاة بالتوراة، فهي غير التوراة المنزلة على موسى (عليه السلام) وليست مكتوبة له ولا في عهده لأنّ في آخرها ذُكِرَ موته، وإنّه دفن في الجواء ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم(١) .

وفي هذه العبارة تصريح ببعد العهد جدّاً ما بين موسى ومصنّف هذه التوراة، وقد صرّحت هذه الكتب الرائجة أيضاً بأنّ سفر شريعة الربّ (التوراة) وجده حلقيا الكاهن في بيت الربّ في أيام يوشيا بن أمون فبشّر بذلك شافان الكاتب فأخبر شافان يوشيا، ولمّا قرأ عليه مزّق ثيابه... إلخ(٢) .

وبهذا يعلم أنّ نسخة التوراة كانت مفقودة قبل زمان يوشيا، ثمّ إنّ وقعة نبوخذ ناصر المتأخّرة عن زمانه لم تبق نسخة للتوراة ولا

____________________

(١) سفر التثنية ٣٤: ٥ - ٧، ص ٣٣٦.

(٢) سفر الملوك الثاني ٢٤: ٨ - ١٢، ص ٦٣٤. سفر أخبار الأيام الثاني ٣٤: ١٤ - ١٩، ص ٧٣٢.

٩٠

لغيرها من كتب الأنبياء(١) ، فعُلِمَ من هذا أنّ سند التوراة انقطع بعد زمان موسى (عليه السلام).

____________________

(١) (إنّه خرج من أورشليم جميع خزائن الربّ ببيت الملك وسبي كلّ أورشليم وأحرق بيت الربّ وكلّ بيوت أورشليم وهدم أسوارها ولم يسلم من سبيه إلاّ مساكين الأرض) - راجع الملوك الثاني: ٢٤ و٢٥، ص ٦٣٩ - ٦٤١. [العبارة أعلاه نقلت باختصار] المحقّق.

٩١

الدرس الثالث

[التوراة مُحَرَّفة]

يدّعي أهل الكتاب رجماً بالغيب أنّ هذه التوراة بعد أن انعدمت نسخها من العالم كتبها عزرا (عليه السلام) بالإلهام وليس عندهم سند قطعي متّصل به، فإن كان فعليهم البيان ونحن نجزم بوقوع التحريف فيها لاشتمالها على أمور:

١ - الأغلاط الصريحة(١) .

٢ - التناقضات الصريحة(٢) .

٣ - الكفر الصريح(٣) .

____________________

(١) انظر إلى الباب ٤٦ من سفر التكوين من الفقرة ٨ إلى ١٥ فإنّه لمّا سرد أسماء أولاد يعقوب وبناته كانوا أربعة وثلاثين ثم قال جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون.

(٢) في الباب الثالث والثلاثين من سفر الخروج (وأمّا وجهي فلا يرى)، وفيه أيضاً قول الله لموسى:((لا تقدر أن ترى وجهي لأنّ الإنسان لا يراني ويعيش)) .

وفي سفر التكوين: (أنّ يعقوب نظر الله وجهاً لوجه)٣٢.

(٣) مثل ما سبق ذكره من أنّ الله على صورة الإنسان وغير ذلك.

٩٢

٤ - نسبة الرذائل إلى الأنبياء(١) .

٥ - مناقضتها لكلّ واحد من الكتب الآتي ذكرها، وهي سفر(٢) يوشع، والسفر الأوّل للأيام(٣) ، وكتاب حزقيال(٤) ، وكتاب اشعيا(٥) .

وكلّ واحد من هذه الأمور المذكورة بانفراده دليل قطعي على وقوع التحريف فيها فتكون ساقطة عن درجة الاعتبار وكذلك هذه الكتب الأربعة التي ناقضتها لما بيّناه في المقدّمة.

____________________

(١) كما تقدّم من شربهم الخمر ووقع الزنا من لوط وغير ذلك.

(٢) في سفر التثنية ٢ تصريح بأنّ موسى لم يغنم شيئاً من أرض بني عمون، وفي يوشع ١٣ تصريح بأنّ موسى أعطى نصف أرض بني عمون لبني جاد.

(٣) هذا السفر صرّح في الباب ٧ أنّ أولاد بنيامين ثلاثة، وفي الباب الثامن أنّهم خمسة فتناقض في نفسه ومع ذلك فقد ناقض التوراة لأنّها صرّحت بأنّهم عشرة - سفر التكوين ٤٦ - ٢١.

(٤) قابل الباب ٤٥ و٤٦ من سفر حزقيال بالباب ٢٨ و٢٩ من العدد.

(٥) صرّحت التوراة مرارا ًبتشبيه الله بالإنسان كما عرفته سابقاً وجاء التصريح في الباب ٤٠ و٤٦ من اشعيا بنفي الشبيه عنه تعالى.

٩٣

الدرس الرابع

[ما مدى صحّة كتب الأنبياء؟]

وأما باقي كتب الأنبياء، فقد اختلفوا في نسبتها اختلافاً ينادي بعدم وجود السند في إثباتها إلى نبيّ مخصوص مع أنّ فيها ما لا يجوز العقل إسناده إلى رجل شريف النفس فضلاً عن أن يكون نبيّاً مثل (نشيد الإنشاد) الذي هو من مبدأه إلى نهايته عبارة عن غناء فسقى لم يقتصر فيه على التشبيب بالوجه والخدّين دون أن يصف السرّة والفخذين ويشتمل كثير منها أيضاً على الكفريات والتناقضات الصريحة، ويشتمل بعضها على السخافات المضحكة مثل:

ما ورد في الباب (١٩) من ارميا إنّ الله أمره بأن يشتري إبريق خزف، ويكلّم شيوخ الشعب بكلام طويل مشتمل على التهديد، ثمّ يكسر الإبريق أمامهم، ويقول لهم هكذا قال ربّ الجنود، وهكذا اكسر هذا الشعب... إلخ.

وما ورد في الباب الأوّل من هوشع من أنّ الله أمره أن يأخذ لنفسه امرأة زنى وأولاد زنى لأنّ الأرض قد زنت تاركة للربّ... إلخ. وغير ذلك ممّا هو أولى بأن يعدّ من قسم النوادر المنقولة عن الحمقى فكيف يجوز جعله خطاباً من الله تعالى لأنبيائه، تعالى الله عمّا يصفون!

٩٤

الدرس الخامس

[الكتب الرائجة عند النصارى]

وأما الكتب الرائجة عند النصارى في هذه الأيام فهي سبعة وعشرون يسمّى مجموعها بالعهد الجديد:

١ - إنجيل متّى.

٢ - إنجيل مرقس.

٣ - إنجيل لوقا.

٤ - إنجيل يوحنّا.

وتختصّ هذه الأربعة بلفظ الإنجيل، وقد يطلق هذا اللفظ مجازاً على مجموع كتب العهد الجديد.

٥ - كتاب إعمال الرسل.

٦ - رسالة بولس إلى أهل رومية.

٧ - رسالته إلى أهل كورنثيوس.

٨ - رسالته الثانية إليهم.

٩ - رسالته إلى أهل غلاطية.

١٠ - رسالته إلى أهل افسس.

٩٥

١١ - رسالته إلى أهل فيلبس اوفيلبي.

١٢ - رسالته إلى أهل قولاسايس أوكولوسي.

١٣ - رسالته إلى تسالونيكي.

١٤ - رسالته الثانية إليهم.

١٥ - رسالته إلى تيموثاوس.

١٦ - رسالته الثانية إليه.

١٧ - رسالته إلى تيطوس.

١٨ - رسالته إلى فيليمون.

١٩ - الرسالة إلى العبرانيّين.

٢٠ - رسالة يعقوب.

٢١ - رسالة بطرس [الأولى].

٢٢ - رسالته الثانية.

٢٣ - رسالة يوحنّا.

٢٤ - رسالته الثانية.

٢٥ - رسالته الثالثة.

٢٦ - يهوذا.

٢٧ - رؤيا يوحنّا.

٩٦

الدرس السادس

[الأناجيل مُحَرَّفة]

لا شيء من هذه الأناجيل الأربعة هو الإنجيل المنزل على عيسى (عليه السلام) ولا يمكن أن تكون مكتوبة بالإلهام لأمور:

١ - تصريح لوقا في أوّل إنجيله بأنّه هو وكثيرون من كتاب الإنجيل إنّما كتبوه بطريق الرواية(١) .

٢ - وقوع الاختلاف في نسب عيسى (عليه السلام) بين إنجيل متّى وإنجيل لوقا، فالأوّل نسبه إلى سليمان بن داود (عليه السلام) وجعل عدّة آبائه من يوسف إلى إبراهيم أربعين جيلاً(٢) ، والثاني نسبه إلى ناثان بن داود وجعل عدّتهم خمسة وخمسين جيلاً(٣) .

٣ - ما جاء في آخر إنجيل يوحنّا وهذا نصّه:

(وهذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا ونعلم أنّ شهادته حقّ)(٤) . وهذه العبارة صريحة في أنّ مصنّفه غير يوحنّا، ثمّ ختم

____________________

(١) إنجيل لوقا ١: ٢ ٨٩ جـ.

(٢) إنجيل متى ١: ١ - ١٦، ص ٣ جـ.

(٣) إنجيل لوقا ٣: ٣٣ - آخر الإصحاح، ص ٩٦ جـ.

(٤) إنجيل يوحنا ٢١: ٢٤، ص ١٨٨ جـ.

٩٧

الإنجيل بقوله: (وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظنّ أنّ العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة)(١) . وهذه كلمة كذب لا يقدم عليها عاقل فضلاً عن أن يكون نبيّا ًذا إلهام؛ وذلك لأنّا لو فرضنا أنّ المسيح (عليه السلام) صنع في كلّ ثانية من ثواني عمره ألف معجزة، ثمّ كتبت هذه المعاجز كلّها لم تملأ الكتب المجتمعة منها بيتاً واحداً من البيوت، فكيف يضيق العالم بتمامه عنها!

____________________

(١) إنجيل يوحنا ٢١: ٢٥، ص ١٨٨ جـ.

٩٨

الدرس السابع

[بقيّة كتب العهد الجديد غير ثابتة أيضاً]

وأمّا باقي كتب العهد الجديد فهي تشارك الأناجيل في عدم السند القطعي؛ ولذلك لم تزل المجامع منذ السابق تعقد للنظر في شأنها فتارة يزيدون في عددها وأخرى ينقصون منه، وهكذا شأنها في الأناجيل.

وقد ورد في رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس في الفقرة (٢٥ و٢٦) من الباب السابع ما هذا نصّه:

(وأمّا العذارى فليس عندي أمر من الربّ فيهنّ ولكنّني أعطي رأياً كمن رحمه الربّ أن يكون أميناً، فأظنّ أنّ هذا حسن... إلخ).

فانظر إلى اعترافه الصريح بأنّه يشرّع الأحكام برأيه من غير إلهام ولا وحي بل بمجرّد الظنّ.

ومثل هذا الرجل يجوز أن تكون رسائله كلّها مكتوبة بالظنّ لا بالإلهام.

ولو أردنا أن نستقصي الكلام على معايب كتب العهدين الرائجين لاجتمع منها كتاب مبسوط، ولكن يغنينا عن التعرّض لذلك

٩٩

اعترف كثير من علمائهم بأنّهم لم يعرفوا على التحقيق مصنّفي هذه الكتب(١) .

____________________

(١) ذكرنا في آخر الكتاب قائمة لكثير من الكتب المبسوطة في هذا الباب يمكن مراجعتها والاستفادة منها. المحقّق

١٠٠