الميزان العادل بين الحق والباطل

الميزان العادل بين الحق والباطل0%

الميزان العادل بين الحق والباطل مؤلف:
المحقق: الشيخ حميد البغدادي
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 151

الميزان العادل بين الحق والباطل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الحجة السيد رضا الهندي
المحقق: الشيخ حميد البغدادي
تصنيف: الصفحات: 151
المشاهدات: 69422
تحميل: 5704

توضيحات:

الميزان العادل بين الحق والباطل
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 151 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 69422 / تحميل: 5704
الحجم الحجم الحجم
الميزان العادل بين الحق والباطل

الميزان العادل بين الحق والباطل

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الميزان العادل بين الحق والباطل

يتكوّن الكتاب من ثلاثة مقاصد، توزّعت على سبع وثلاثين درساً ومقدمة، ضمّن (قدّس الله روحه الطاهرة) المقدمة بعض الأوّليّات التي يعتمدها في الاستدلال البرهاني، وبعض ملاحظاته التوضيحية قبل البدء في البحث.

ومقصده الأوّل في الإلهية.

وهو بحث قيّم ومركّز استعرض فيه (رضوان الله عليه) أهم ركائز التوحيد وصفات الواجب الثبوتية والسلبية، واستعرض فيه دعاوى التوراة من صفات الحق وبطلان ذلك بالدليل والبرهان، وما ادّعته المسيحية من إلوهية نبي الله عيسى (عليه السلام) ودحض تلك الدعوى.

وهذا المقصد يتكوّن من ثلاثة عشر درساً، ختمها بتنبيه.

والنبوّة هي مقصده الثاني.

ضمّنها مقدمة تفسيرية للشريعة والحكمة الإلهيّة من

٢١

إرسال الرسل ونصب الشرائع، وعدم كفاية العقول لإدراك المصالح الواقعية.

ويبتدأ دروسه في شرح النبوة وإثبات عصمة الأنبياء ونزاهتهم وطيب مولدهم وتنزههم عن الرذائل والمعاصي، وبهتان التوراة لأنبياء الله ورسله، وردّه وتنزيه ساحة الأنبياء من الدنس.

استغرق هذا المقصد سبعة عشر درساً اختتمها بنبوّة نبينا سيد الرسل ومعجزاته (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأنّا نؤمن بكتب الله ورسله.

واختصّ مقصده الثالث بالكتب السماوية.

وقدّم له بمقدمة اشتملت على فوائد ست، لمعرفة كيفية ثبوت الكتاب السماوي، وكيفية إثبات تحريفه، وجعلها كالأساس لأبحاثه القادمة، والتي استعرض فيها الكتب الرائجة عند القوم من يهود ونصارى، ومدى صحة هذه الكتب - الأصلية، منها كالتوراة والأناجيل أو الفرعية ككتب الأنبياء السالفين ورسائل الرسل والحواريين - وانتهى بتسلسل بديع إلى انحراف تلك الكتب وعدم ثبوت صلتها بالسماء، واختتم بحثه الرائع بمعجزة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن الكريم الكتاب الخالد على مرّ الدهور والعصور.

٢٢

نحن والكتاب

الكتاب يتضمن عرضاً سهلاً وسريعاً لأوّليات ما يحتاجه كل طالب علم، بخصوص الأديان السماوية الكبرى من كتبهم المعروفة وعقائدهم وانحرافاتهم، وكَتبه (طيّب الله ثراه) للتدريس كما مرّ، وهو حريّ بذلك. ونحن نأمل أن يحتل هذا الكتاب مكانه اللائق بين الكتب التي تدرسها الحوزة.

وكان عملي الأساس: هو تحقيق الكتاب وضبط نصوصه واستخراج مصادر البحث وتدقيق الموجود منها وعيّنت الصفحة من الكتاب المقدّس المتعارف الآن وهو طبعة دار الكتاب المقدّس في الشرق الأوسط لسهولة الوصول إلى موضع الاستدلال وأضفت حرف (جـ) إذا كان الشاهد موجوداً في الأناجيل وما تلتها من كتب العهد الجديد، وقد بذلت ما في وسعي لأجل ذلك والطريقة المتّبعة آنذاك هي ذكر مختصر المصدر فبدّل سِفر التكوين يذكرون (تك) مثلاً وهكذا،

٢٣

فأبدلناها بذكر السفر كاملاً كما هو مُتّبع الآن ولذلك حذفت من التنبيهات التي ذكرها السيد المقدّس في أوّل كتابه، التنبيه المتعلّق بالرموز لعدم الحاجة إليه. وقد اعتمدنا الطريقة الحديثة في الإملاء وفي ذكر الفروع.

وذكرت عنوان لكل درس مستوحى منه، وجعلته بين معقوفتين.

وحاولت بأن أن لا أُثقل في الحواشي لأملي بأن يكون الكتاب منهجاً دراسياً.

وتتميماً للفائدة ذكرت الملاحق التالية:

١ - الملحق الأوّل، قائمة تعريفيّة لأهم ما ورد في الكتاب من أعلام وأماكن.

٢ - الملحق الثاني خصّصته بالخرائط القديمة للشرق الأوسط وفلسطين والقدس في تلك الأزمنة حيث أنها تُعين الباحث كثيراً.

٣ - الملحق الثالث استعرضت فيه جملة من الكتب ذات الصلة بالموضوع، تكون بمثابة المصدر للأُستاذ والتلميذ..

ثم سنختم الكتاب بجملة من الفهارس.

اسأل الله التوفيق في العمل والإخلاص في النية، واحمده على أن هيّئ الأسباب لإخراج هذا السفر إلى النور، وهو حلم

٢٤

طالما راودني، سائلاً المولى أن يوفقنا لخدمة الدين الحنيف، وأخيراً لا يسعني إلاّ أن أشكر سماحة الحجة الدكتور السيد عبد الصاحب الموسوي الذي وفَّر لي الصورة لنسخة الرسالة وتحمّل أعباء طبعه، وكذلك الأصدقاء الذين ساعدوني في إخراجه بهذه الصورة لا سيّما الشيخ العزيز أحمد الكناني والسيد أبو علاء الموسوي.

اسأله تعالى أن يمنّ علينا بالقبول وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

حميد الزبيدي البغدادي

نهار التاسع لثاني الربيعين من سنة ألف وأربعمئة وسبعة عشر

في عش آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قم المقدسة حرسها الله من كل سوء.

٢٥

٢٦

الميزان العادل بين الحق و الباطل

تأليف: العلاّمة الحجّة السيد رضا الهندي

تحقيق: الشيح حميد البغدادي

٢٧

٢٨

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ

الحمد لله الذي لم يُشرك في حكمه أحداً، ولم يتخذ صاحبة ولا ولداً. وصلى الله على خاتم رسله. والهادي إلى سبله. محمد وآله الطاهرين. وصحبه المنتجبين وسلّم تسليماً كثيراً.

وبعد: فقد ألّفت هذا المختصر المشتمل على بيان الفرق بين عقائد المسلمين والكتابيّين إجابة لبعض إخوان الدين، وخدمةً للتوحيد والموحدين وسمّيته:(الميزان العادل بين الحق والباطل) ورتبّته على ثلاثة مقاصد:

الأوّل: في الإلهيّة.

الثاني: في النبوّة.

الثالث: في الكتب المقّدسة. واسأل الله سبحانه أن يعصمني من الزلل، في القول والعمل وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم. إنه هو البرّ الرحيم.

٢٩

تنبيهات

(الأوّل) إذا نسبنا عقيدة إلى أهل ملّة من هذه الملل الثلاث فلابدّ في صحّة النسبة من أحد أمرين:

إمّا اتّفاق أهل تلك الملّة عليها بحيث لا يخالف فيها منهم إلاّ الشاذ الذي لا يعتد به، أو دلالة كتابهم المعتبر عندهم على ذلك.

(الثاني) نعتبر في الدلالة أن تكون باللفظ الصريح الذي لا يقبل التأويل.

(الثالث) إذا رأيت في كتابنا نسبة القبيح إلى الله تعالى أو إلى أحد أنبيائه فلا تحملنا على الاستخفاف وسوء الأدب، بل غرضنا إلزام كل فريق بما تقتضيه عقيدته أو يصرّح به كتابه.

(الرابع) إنّا نعتقد أنّ الله تعالى أنزل توراةً على موسى وإنجيلاً على عيسى وكتباً أخرى على غيرهما من الأنبياء وكلّها كتب مقدسة ولكنّها غير هذه الكتب المسماة فعلاً بتلك الأسماء كما ستعرف ذلك في المقصد الثالث إن شاء الله. فإذا جرى منا الاستخفاف بالتوراة والإنجيل فإنما نريد هذه الكتب الرائجة عندهم.

ولنقدم قبل الشروع مقدمة تشتمل على فوائد:

الأولى: إنّ علم العقائد علم لا يسع الناس جهله؛ لأنّ الإنسان العاقل إذا نشأ فرأى الناس فريقين طبيعيّين ومليّين ووجد المليّين متفقين على أنّ للإنسان بعد موته نشأة أخرى أبدية، وأنّ للصانع ديناً

٣٠

خاصّاً من عمل بمقتضاه ربح في تلك النشأة بالسعادة الدائمة، ومن أهمله حصل فيها على الشقاوة اللازمة، فهو مجبور بالطبع على النظر والبحث ليصل إلى أحد الأمرين. إمّا الحكم بنفي الصانع فيستريح من التكاليف، أو إثباته ليجتهد أيضاً في معرفة دينه المطلوب وامتثال أوامره فيأمن بذلك من العذاب الأبدي ويفوز بالنعيم السرمدي، ومع إهمال الفحص لا يأمن من الوقوع في هذا الخطر العظيم.

الثانية: الحاكم في معرفة الصانع وما يترتب عليها من المسائل إنّما هو العقل؛ لأنّ الرجوع إلى الكتب الإلهيّة لا يعقل إلاّ بعد معرفة أنّ لنا إلهاً وأنّ هذه كتبه.

الثالثة: الأحكام العقلية منها ضرورية، وهي التي يحكم بها العقل ابتداءً وتكون عنده بمنزلة المحسوسات التي لا تقبل التشكيك ويقال لها الأوّليات. ومنها نظرية وهي التي لا يمكن التوصل إلى إثباتها إلاّ بتوسط الأوّليات، والذي نحتاج إليه من القسم الأوّل خمسة أمور:

١ - يمتنع كون الشيء سابقاً لنفسه.

٢ - يمتنع كون الشيء سابقاً ومسبوقاً لشيء واحد.

٣ - يمتنع وقوع أحد الأمرين المتساويين من غير مرجّح.

٤ - يمتنع وجود أحد الأمرين المتلازمين بدون الآخر.

٥ - يمتنع اجتماع النقيضين أو ارتفاعهما معاً عن محلّ واحد في آنٍ واحد من جهة واحدة.

الرابعة: الصورة الذهنية إذا نسبنا حالها إلى الوجود الخارجي فهي على ثلاثة أقسام:

(الأوّل) الواجب لذاته: وهو ما حكم العقل بلزوم وجوده وامتناع عدمه، لذاته ومن لوازمه القِدم.

(الثاني) الممتنع: وهو ما حكم العقل بامتناع وجوده لذاته.

(الثالث) الممكن: وهو ما جوّز العقل عليه كلا الأمرين من الوجود والعدم على السواء، ومن لوازمه الحدوث. ولا ريب في وجود الثاني ذهناً كالجسم غير المتحيّز. وكذا الثالث وهو جميع الموجودات المحسوسة إنّما الخلاف في وجود الأوّل وعليه مدار الأبحاث الآتية وهي تتمّ في ثلاثة مقاصد:

٣١

٣٢

المقصد الأوّل

في الإلهيّة

٣٣

٣٤

الدرس الأوّل

[إثبات أنّ الإله هو الصانع الواجب الوجود لذاته]

الإله هو الصانع القديم الواجب الوجود لذاته، وقد اتفق العقلاء كافة ما عدا شرذمة من الناس على وجوده؛ لدلالة العقول الصحيحة عليه، وشهادة جميع الموجودات بالاحتياج إليه، وذلك لأنّ كل موجود ندركه بحواسنا فهو إمّا عين أو عرض.

والأوّل هو الأجسام وأجزائها. والثاني هو ما يعرض لها من الصفات.

فأمّا الأعيان فإنّها حادثة لأنّها لا تنفك عن الحركة والسكون، وهما حادثان(١) وما لا ينفك عن الحادث(٢) حادث.

وأمّا الأعراض فإنّها حادثة أيضاً؛ لاحتياجها إلى المحلّ الذي

____________________

(١) أما الحركة فحدوثها بديهي لأنّا نشاهدها تعرض للجسم بعد سكونه، وأمّا السكون فإنّه ينعدم بعروض الحركة فهو ممكن إذ لو كان واجباً لذاته لامتنع عدمه وإذا كان ممكناً كان حدثاً.

(٢) وذلك لأنّه محتاج في وجوده إليه، فلو كان قديماً لاستغنى عنه، وهو خلاف الفرض.

٣٥

تقوم به، وقد عرفت حدوثه، والمحتاج إلى الحادث حادث. وإذا ثبت حدوث جميع الموجودات ثبت(١) احتياجها إلى الموجد، فإن فرضناه حادثاً أيضاً دخل(٢) في جملتها واحتاج الجميع إلى موجد آخر، وإن كان واجباً ثبت المطلوب(٣) .

____________________

(١) لتساوي العدم والوجود بالنسبة إلى الممكن، فلو لم تكن له علّة مرجّحة لجانب الوجود لزم وقوع أحد الأمرين المتساويين من غير مرجّح وهو ممتنع.

(٢) إذ لا يعقل أن يكون هو الموجد لنفسه؛ لأنّ العلّة سابقة على المعلول فيلزم حينئذٍ سبقه لنفسه وهو ممتنع أيضاً.

(٣) إذ لولا ذلك لم يخل الحال من أحد أمرين: (الأوّل) أن تكون هذه الممكنات المعلول بعضها لبعض على هيئة الحلقة، أي تنتهي إلى علّة تكون معلولة للمعلول الأخير. (الثاني) أن تكون على هيئة السلسلة غير المتناهية بأن يكون كلّ واحد منها معلولاً لسابقه إلى ما لا نهاية له ويسمّى الأوّل دوراً، والثاني تسلسلاً وكلاهما باطلان، أمّا الأوّل فلأنّه يفضي إلى كون الشيء سابقاً لنفسه ولسابقه؛ وذلك أنّ المعلول الأخير متأخّر عن العّلة الأولى لكونه معلولاً لمعلولاتها فلو كان علّة لها لزم كونه سابقاً لها فيكون سابقاً لسابقه فيكون سابقاً لنفسه أيضاً، وقد عرفت امتناعهما. وأما الثاني فلأنّ السلسلة المتألّفة من المكنات ممكنة أيضاً لأنّها مركّبة منها والمركّب محتاج إلى كلّ من أجزائه والمحتاج إلى غيره لا يكون واجباً لذاته وإذا كانت ممكنة فهي أيضاً محتاجة إلى الموجد ولا يعقل أن تكون هي الموجودة لنفسها لبطلانه بالأولى من الأوليّات، ولا أن يكون أحد أجزائها موجداً لها؛ إذ يلزم من سبقه على نفسه وعلى علله وهو باطل فيجب أن يكون موجدها خارجاً عنها، وإذا كان كذلك كان واجباً لفرض اشتمالها على جميع الممكنات.

٣٦

الدرس الثاني

[صفات الواجب السلبيّة]

الواجب لا يكون عيناً ولا عرضاً لما عرفت من حدوثهما، ولا ضدّاً لغيره؛ لأنّ الأضداد: هي الأمور الوجودية المتعاندة في الوجود المتعاقبة على المحل الواحد، فلو كان ضدّاً لغيره جاز أن يعاقبه، أي يقع بعده فيكون حادثاً.

ولا مماثلاً لشيء لأنّ كلاً من المتماثلين لابدّ وأن يشتمل على أمر جامع تكون به المماثلة، وأمر مايز يكون به التعدد، فلو كان مماثلاً لشيء لكان مركّباً من المايز والجامع، ولو كان مركّباً لكان محتاجاً في وجوده إلى كلّ من أجزائه، وذلك ينافي الوجوب الذاتي.

٣٧

الدرس الثالث

[فساد ما ذكرته التوراة والإنجيل من صفات الإله]

وممّا بيّناه يتّضح فساد ما اعتقده الكتابيّون، وصرحت به كتبهم من أنّ الله تعالى:

على شكل الإنسان(١) .

وإنّ له شعراً كالصوف النقي(٢) .

ورجلين فيهما شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف(٣) .

وحقوين منهما إلى فوق مثل النحاس اللاّمع، ومنهما إلى تحت كالنار اللامعة كقوس السحاب يوم المطر(٤) .

____________________

(١) سفر التكوين ١: ٢٦، ٢٧ و٥: ١ و٩: ٦. رسالة الرسول بولس الأولى إلى أهل كورنثوس ١١: ٧.

(٢) سفر دانيال ٧: ٩، ص ١٦٧٥.

(٣) سفر الخروج ٢٤: ١٠، ص ١٢٥. [والموجود في النسخة التي اعتمدناها في التحقيق فيه تفاوت حيث ذكر: وتحت رجليه شبه صنعة وليس في رجليه شبه صنعه وإليك النصّ: (ورأوا إله إسرائيل وتحت رجليه شِبْهُ صَنْعةٍ من العقيق الأزرقِ الشفاف وكذات السماء في النقاوة)]. المحقّق

(٤) حزقيال ١: ٢٧، ص ١١٧٦.

٣٨

ولباساً أبيض كالثلج(١) .

وأذيالاً تملأ الهيكل(٢) .

ومنظراً يشبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح(٣) .

وإنّ آدم وحوّاء سمعا صوت الربّ الإله ماشياً في الجنة(٤) .

وإنّ الربّ نزل على سيناء إلى رأس الجبل(٥) .

وإنّه نزل في السحاب فوقف موسى عنده هناك و نادى باسم الربّ فاجتاز الربّ قدّامه(٦) .

وأنّه اختار صهيون، اشتهاها مسكناً له(٧) . تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

____________________

(١) سفر دانيال ٧: ٩، ص ١٦٧٥.

(٢) سفر إشعياء ٤: ١ و٦: ١، ص ٩٩٨.

(٣) رؤيا يوحنا اللاهوتي ٤: ٣، ص ٤٠٠ جـ.

(٤) سفر التكوين ٣: ٨، ص ٦.

(٥) سفر الخروج ١٩: ٢٠، ص ١١٩.

(٦) سفر الخروج ٣٤: ٥. (نزل في السحاب) ص ١٤٣. وسفر الخروج أيضاً ٣٤: ٦ (فاجتاز الربّ) ص ١٤٣ - ١٤٤.

(٧) المزامير ١٣٢: ١٣، ٩٢٧.

٣٩

الدرس الرابع

[علم الله محيط بالممكنات]

لا ريب في أنّ الله عالم بجميع الأشياء لأنّه هو الصانع لها، والصنع لا يكون إلاّ بالإرادة والمراد لا يعقل أنّ يكون مجهولاً.

وبما أنّ جميع مصنوعاته ممكنة والممكن يحتاج إلى العلّة في بقائه كما يحتاج إليها في إيجاده وإلاّ لخرج عن كونه ممكناً وهو ممتنع(١) ، فيلزم أيضاً أن يكون علمه تعالى محيطاً بها في جميع الأحوال والأزمنة إحاطة تامة لا يحتاج معها إلى ترتيب المقدمات، أو اتخاذ العلاقات أو الآلات أو غير ذلك لأنّ ذلك مما يفتقر إليه أهل العلوم الكسبية.

وأمّا علمه تعالى فهو عبارة عن الإحاطة التامة بجميع الموجودات لا تخفى عليه خافية، ولا يلتبس عنده بعضها ببعض، وإلاّ لعجز عن تدبيرها تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

____________________

(١) إذا خرج عن كونه ممكناً كان إمّا واجباً أو ممتنعاً وكلاهما ممتنع، لسبق العدم عليه، فلا يكون واجباً، ولوجوده فعلاً فلا يكون ممتنعاً.

٤٠