السقيفة

السقيفة0%

السقيفة مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 211

السقيفة

مؤلف: العلامة المجدد الشيخ محمد رضا المظفر
تصنيف:

الصفحات: 211
المشاهدات: 40272
تحميل: 10814

توضيحات:

السقيفة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 211 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 40272 / تحميل: 10814
الحجم الحجم الحجم
السقيفة

السقيفة

مؤلف:
العربية

السقيفة

تأليف:

العلامة المجدد الشيخ محمد رضا المظفر

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

٣

٤

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم : الدكتور محمود المظفر

الاستاذ في كلية الفقة بالنجف الاشرف

يعد موضوع (السقيفة) الذي يدور البحث حوله في هذا الكتاب: من اهم الموضوعات وابعدها اثرا في تاريخنا الاسلامي حيث تشابكت حوله آراء المؤرخين والباحثين العقائديين، وامتد فيها الجدل واسعا بينهم.. باعتباره (فتنة) وقى الله المسلمين شرها - على حد قول بعض اطرافها او باعتباره (انقلابا) تطبيقا لما جاء في قوله تعالى:( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) .

ولذلك كان لهذا الموضوع الخطير الذي عالجه عمنا الراحل (الرضا) قدس الله نفسه الزكية في كتابه الفريد المذكور آثاره وصداه البعيد في حينه بحيث صار محورا للنقد والتعليق ومثارا للمناظرات:

٥

فقد صدر على اثره عن مطابع مصر كتاب (رد على السقيفة) منسوبا الى عبد الله الحضرمي.. تناول فيه بالرد على كتاب (السقيفة) بشكل جانب فيه الموضوعية واصول البحث والمناظرة.

ثم صدر ردا عليه الكتاب الموسوم بـ (رد على السقيفة ) لمؤلفه السيد القزويني احد اعلام البصرة الذي تولى فيه باسهاب مناقشة الرد المذكور ومعالجة موضوعاته المختلفة.

كما ظهر بعدئذ (كراس) بعنوان (على هامش السقيفة) وهو الذي احتوى ما قدمه السيد عبد الله الملاح البحاثة الموصلي الى الشيخ المؤلف من اسئلة وملاحظات، وما توفر عليه المؤلف من اجابات وايضاحات لها.

لقد كان من رغبتنا ان نقوم بجمع الاصل والردود المذكوره مع ما كتب من ايضاحات او تعليقات رددتها بعض الكراريس والمجلات في مجلد ضخم واحد، يعرض المشكلة محررة باقلام اطرافها.. بيد ان محاولة تستر مؤلف كتاب (رد على السقيفة) وراء اسم عبد الله الحضرمي المذكور الذي لاواقع له فيما ظهر لنا، الامر الذي يتطلب استجازة صاحبه الحقيقي في اعادة نشره، مضافا الى ان المؤلف نور الله ضريحه لم يشأ في حينه ان يعلق على واحد من تلك الردود او التعليقات خلا تلك الاسئلة والاستفسارات التي وجهها اليه الاستاذ الملاح والتي اثرنا الحاقها مع اجوبتها في آخر الكتاب.

٦

ان هذا ونحوه دعانا بالفعل الى العدول عن تحقيق فكرة المجمع هذه، مفضلين اعادة نشر الكتاب ملحوقا به الهامش المذكور وحده لما احتواه هذا الهامش من اسئلة واجوبة قد تساعد كثيرا على توضيح وتعميق بعض مسائل الكتاب.

على اني لا اجد في هذا الحين اكثر ثمرة وعطاءا من التوسع في نشر هذا الكتاب نفسه وتعميمه بين الفئات المتطلعة الى هذا النوع من الدراسات التحليلية والموضوعية لذلك بودر باعطاء الاجازة لنشره هذه المرات العديدة التي جاوزت السبع بما فيها هذه الطبعة.. سواء ما نشر منه في لغته الاصلية او فيما ترجم الى اللغات الاخرى من فارسية واوردية.

هدانا الله تعالى جميعا سواء السبيل وشد من أزرنا كامة اسلامية واحدة تسعى وراء الحقيقة.

النجف الاشرف

١٧ ربيع الاول ١٤٠٠ هـ .

محمود الشيخ محمد حسن المظفر

٧

٨

مقدمة

كان المجمع الثقافي الديني لمنتدى النشر قد اشرف

على نشر الكتاب في طبعته الثانية، وقد سجل هذه

الكلمة القيمة التي نعيد نشرها في هذه الطبعة معتزين

بها.

-١-

موضوع هذا البحث قديم جدا وقد سبق ان عالجته عشرات الاقلام في مختلف العصور وكان مسرحاً لكثير من عواطف الكتاب تلاعبت فيه بأساليبها الخطابية التي لايراد بها غير تركيز عقيدة اصحابها من طريق اللف والدوران ولم يسلم من آفاتها الا القليل.

وعلى كثرة من كتب فيه في عصرنا الحاضر لم اجد في الغالب من اخضعه للتطور فغير في مناهج البحث، وجدد في طريقة الاستنتاج وبدل في اساليب العرض الى ما يلائم

٩

اذواق العصر فكانت حاجته كبيرة الى من يعالجه معالجة موضوعية مجردة من ناحية، ويأخذ بيده الى حيث يرجى له من التطور الذي تقتضيه مناهجنا العلمية الحديثة من ناحية اخرى.

واشتدت الحاجة قبل عدة من سنين حين كثر البحث في هذا الموضوع كثرة تلفت اليها الانظار وحين ازدحمت عليه العواطف فأساءت استغلاله وتركته عرضة لاحداث ومشاكل اجتماعية يذكر الكثير من القراء مدى مفعولها في هذه الاوساط وكان لابد لهذا الطغيان العاطفي من احداث رد فعل في نفوس بعض الباحثين المجردين ممن تهمهم رسالتهم العلمية قبل كل شيء.

وكان سماحة شيخنا العلامة المظفر- مؤلف هذا الكتاب في طليعة اولئك الباحثين كما كان كتابه هذا نتيجة لرد الفعل الذي احدثه ذلك الطغيان.

-٢-

اما الكتاب فقد وفق في عدة نواحي وُفق في نظرته لبحثه نضرة موضوعية خالصة لا يلمس فيها للمؤلف أية عاطفة ولا يدرك فيها أي تحيز واذا قدر له ان ينتهي في بحثه الى حيث تنتهي عقيدته المذهبية فليس ذلك الا لان منهجه العميق انتهى به الى هذه النهاية، ووفق في منهجه العلمي الدقيق القائم على التماس ملابسات شتى القت كثيرا من الاضواء على هذه الحادثة التاريخية بالاضافة الى ما عرض من النصوص الواردة فيها خاصة ناقدا لها جميعا نقدا دلاليا دقيقا مجليا مفاهيمها

١٠

على حسب ما يقتضيه الفن معتمدا في ذلك اصح الطرق الموصلة اليها مختارا من الاحاديث ما اتفق عليه الثقات من ائمة الحديث لدى الطائفتين المسلمتين، ووفق اخيرا في اسلوبه في العرض وتنظيمه لبحثه تنظيما فنيا ينتهي بك الى نتائجه من اقرب الطرق وايسرها ببيان رائع جذاب.

والحق ان الكتاب يعتبر مرحلة تطورية مهمة اوصل بها المؤلف هذا البحث الى عصره الذي يعيش فيه وهو من الكتب القلائل في هذا الموضوع التي ادت وظيفتها كاملة.

-٣-

ولعل القاريء الكريم يود ان يعرف مدى اثر هذا الكتاب في نفوس الباحثين والمعنيين بهذه الشؤون وكيف استقبلوا بحوثه الحرة والى أي مدى كان اقبالهم عليه او اعراضهم عنه، والحقيقة ان الناس لم يتفقوا عليه بحال فقد انقسموا حوله طائفتين رضيت عنه اولاهما وحمدت لمؤلفه اسلوبه المجرد واطرته اطراء عاطرا وخير من يمثلها من الاعلام سيد هذا الفن في عصرنا الحاضر سماحة اية الله العلامة الكبير السيد عبد الحسين شرف الدين مؤلف كتاب المراجعات وغيره مما يعتبر فتحا في البحوث الكلامية التي خضعت للمنهج العلمي في عصرنا الحاضر فقد كتب حفظه الله الى مؤلفه كتابا يعرب فيه عن رأيه فيه وفي مؤسسته التي يرأسها، نذكره هنا بنصه اعتزازا بثقته بالكتاب واكبارا لرأيه

١١

بالمؤسسة التي احتضنها المؤلف واعتبر بحق، رائدها الاول وحافظ سيرها وتوازنها منذ تأسيسها حتى اليوم وهذا نص الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على امير المؤمنين وسيد الوصيين ورحمة الله وبركاته

ايد الله شيخنا العلامة البحاثة المجاهد الشيخ محمد رضا المظفر واعز اقطاب مجمعه الثقافي الديني لمنتدى النشر وسلام الله عليه وعليهم وحي الله منهم ارواحا طيبة طاهرة تصدع بالحق في منتداه الكريم.

وبعد فقد اخذت هديتكم القيمة كتاب (السقيفة) بعين الشكر ثم استشففت فيه اثر الجهد النبيل الجدير بالمؤسسة العلمية الطالعة بما انتظمه من سلامة البحث وسمو التفكير وحسن الأداء على وجه سد فراغا في المطبعة النجفية.

وكنا فيمن عقد الامل (بالمنتدى) يوم تأسيسه وناط به الرجاء ان يكون له الاثر المحمود في توجيه الناشئة الدينية وبناء الجيل الطالع وتجديد ميراث النجف في بعث يلائم التطور الحاضر ويماشيه في مداه الطويل ووسائله المنوعة وذلك اني رايت من قديم ان الهدى لا ينتشر الا من حيث ينتشر الضلال وعلى هذا رجوت ان تكون المطبعة وتنويع المنهج

١٢

الدراسي واحياء العلوم الاسلامية المذخورة كل هذا من رسالة منتداكم المرجو ولم تخلفوا الظن ولله الحمد فان الذي يبلغنا من اخباركم السارة واثاركم النافعة يثلج الصدر وينعش الامل وليس شيء كأثركم الاخير هذا السفر الجليل داعيا الى الاطمئنان والاستبشار بمستقبل نير يضع النجف الاشرف في مكانه الاسمى ومحله الارفع والسلام عليك ورحمة الله

عبد الحسين شرف الدين

ولهذا الكتاب الكريم نظائر من الكتب من اعلام الباحثين الذين يألفون هذا النمط من التفكير تركنا ذكرها الان اكتفاء بهذه الرسالة الجليلة. أما الطائفة الاخرى التي لم يبد انها ارتاحت لهذا الاسلوب من البحث واعتادت على مواجهة مثله بأعصاب متوترة توجهها العاطفة حسبما تريد فخير من يمثلها مؤلف كتاب (رد على السقيفة) وهذا الرد اذا استثنينا منه ما حشد فيه مؤلفه من الفاظ السباب الخارجة على اداب البحث والتي يفزع اليها العاطفيون عادة اذا اعوزتهم الحجة لم يخلص لنا منه الا القليل.

وهذا القليل وضع في حضرته للنقد والجدل مقياسا لا نتفق عليه معه بوجه وما ادري الى أي حد يتفق معه الاخرون من باحثي قومه عليه فهو يرى كما يبدو من مجمع الكتاب ان المقياس لديه في كل شيء يتعلق بالموضوع هو

١٣

ميوله الخاصة، فالاحاديث التي لا تتفق معها احاديث موضوعة وان اجمع ثقات المحدثين من الطرفين على تصحيح اسانيدها مع ان بعضها متواتر لا يشك بصدوره عن النبي صلى الله عليه وآله بحال، والاحاديث التي توافق هواه صحيحة وان حكم ارباب الجرح والتعديل من قومه بوضعها وشخصوا الواضع وعينوه، ومداليل الاحاديث يجب ان تصرف عن ظواهرها اذا لم تؤيده وان خرج الكلام على الاصول الموضوعة في هذا الفن الى اخر ما هنالك مما لا يقتضي التعرض له في صدور هذا الكتاب على ان هذا ليس غريبا على حضرته ما دام يواجه التأريخ بهذه الذهنية، ولكن الغريب من مجلة مصرية تنطق بلسان هيئة محترمة قرأ محرروها الرد ولم يقرؤا الاصل فاستعاروا منه اسلوبه في الشتم ونحوا على الكتاب وصاحبه باللوم والتقريع مع ان (التبين) كان اليق بهم وبمكانتهم العلمية لئلا يصيبوا قوما بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين.

-٤-

وعلى أي حال فأن لجنة المجمع الثقافي الديني لمنتدى النشر لم تجد ما يصلح للرد على هذا وامثاله اكثر من السماح للناشر الفاضل الشيخ محمد كاظم الكتبي باعادة طبعته للمرة الثانية وتمكين القاريء الذي لم يقدر له الحصول على نسخة منه من الاطلاع عليه تاركة للقراء وحدهم حق الحكم له او عليه، ولا يفوتنا ان نشكر الناشر على ما بذل في

١٤

نشره من جهد ونسأله تعالى اخيرا ان يلهمنا جميعا الصواب والسداد.

٥ رمضان سنة ١٣٧٢ هـ

١٥

١ - تأثير العقيدة على المؤرخ

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد على سوابغ آلائه. والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه النجباء.

من اشق الفروض على المؤرخ ان نفض عن ردائه غبار التعصب لنزعاته الشخصية من دينية أو قومية أو وطنية ونحوها. بل لعله من شبه المستحيل ان ينزع من قلمه لحاء عقائده وأهوائه. فان النفس تلهم عقل صاحبها التصديق بميولها وعواطفها، وكثيرا ما تقف سدا منيعا بين بصيص عقله والحقيقة، وإن حاول ان يخرج من نفسيته التي ورثها ونشأ عليها. ويتحلل فكره من أسرها وسجنها ليحلق في جو الحق الطليق. واذا رأيت طائرا أسعده الحظ فتحرر من سجنه فالحقه اذا كنت حرا مثله، فستجد ان جناحه مثقل بغبار

١٦

السجن، وارجله لا تزال متأثرة بالقيود، فيختلج في رفيفه ويتثاقل في طيرانه، وقد يهوي أحيانا الى الهوة غير مختار.

هذا من حاول ان يتحرر من شخصيته الاعتقادية وتأثيرها عليه. اما من يؤرخ لأجل غذاء عقيدته، أو يؤلف ارضاء نفسه أو محيطه، فاقرأه ألف سلام! وأرجو من الله تعالى ان يؤفقني لئلا أكونه.

وأظنني غير مبالغ اذا قلت: إن المؤرخين من السلف على الأكثر وأقول (على الاكثر) اذا أردت الاحتياط في القول كانوا من النوع الثاني. بل حتى المؤرخين النوع الثاني. بل حتى المؤرخين في عصرنا لا يخرجون عن هذه الطريقة على الغالب. وإن تظاهروا بحرية الرأي وانصاف الواقع والحق، فظهر جليا بالرغم على المؤرخ نزعته على قلمه ويتماشى تأريخه وتأليفه مع الروح التي يحملها، فيختار من الاحاديث مالا يفسد عليه رأيه، ولا يصدق إلا بما يجري على هواه. فكم يكون الرجل عنده كذابا وضاعا، لأنه نقل مالا يتفق ومبادءه، وكم يكون عنده صدوقا لأنه لم يرو إلا أحاديث تؤيد طريقته.

٢ - اضطراب التاريخ

وهناك بلاء مني به التاريخ الاسلامي خاصة حماه

١٧

بالغموض والشك عن الباحثين المنصفين. ذلك كثرة ما لفقه الوضاعون والدساسون في القرون الاولى من الهجرة، لا سيما القرن الاول فاشاحوا بوجه الحقائق وقلبوها رأسا لعقب.

وليس أدل على ذلك من التناقض والاضطراب الموجود في اكثر احاديث الوقائع التاريخية، فضلا عن الاحكام الشرعية، ما عدا الاختلاف في خصوصيات الحوادث والاحكام مما يذهب بالاطمئنان الى كل حديث. ولا اظن ناظرا في التاريخ لا يصطدم بهذه الحقيقة المرة. ولا يمكن ان يحمل كل ذلك على الغلط في النقل والغفلة في الرواية.

ولنعتبر بأهم حادثة يجب اتقانها عادة، مثل يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فانك تعلم كيف وقع الاختلاف في تعيين اليوم من الشهر بل في تعيين الشهر. وهذا أمر شهده جميع المسلمين وهزهم هزا عنيفا فلا يمكن ان يفرض فيه النسيان او الغفلة. فماذا ننتظر بعد هذا من تاريخ حروبه واحواله، ومن نقل اقواله واحاديثه لا سيما فيما يتعلق بالشئون التي اختلف فيها المسلمون فتحاربوا عليها، او تشاتموا لاجلها فكفر بعضهم بعضا.

ولعل اسباب الوضع ثلاثة اشياء:

١ - حب تأييد النزاعات والعقائد، فيغري على الكذب ولعل ذلك يخدعه بأن الرأي الذي يعتقده حقا يسوغ له الوضع، ما دام الموضوع في اعتقاده هو او شبيه به.

١٨

٢ - حب الظهور والتفوق فقد كان للمحدث في العصور الاولى المنزلة العظيمة بين العامة، وبالحديث كان التفاخر والتقدم، ويمتاز من كان عنده من الحديث ما ليس عند الناس، فأغرى ذلك ضعفاء العقول وعبدة الجاه، فاحتالوا للحديث من كل سبيل، حتى من طريق الوضع والتزوير.

٣ - ما بذله الامويون واشياعهم من كل غال ورخيص للمحدثين على وضع ما يؤيد دستهم وملكهم واهواءهم، ولا سيما فيما يحط من كرامة آل البيت، وفيما يرفع من شأن اعدائهم وخصومهم، فكثرت القالة يومئذ واتسع الخرق، حتى طعن الاسلام طعنة نجلاء لم يبرأ منها الى يوم الناس هذا.

٣ - خطة الكتاب

فلذا وذاك أصبحت، وانا كثير الشك والتحفظ في جملة مما ينقله المؤرخون والمحدثون، وأقف حائرا عند كل حديث يتعلق بالخلافات المذهبية خاصة.

فكيف بي، وانا اقحمت نفسي في البحث عن اول حادث في الاسلام نشب فيه الخلاف بعد الرسول وانشق فيه المسلمون طائفتين ذلك حادث(السقيفة)!.

١٩

كيف بي، وقد وقفت بين نفس تطالبني بأن ارضيها في عقيدتها، وبين تأريخ هذا حاله قد احيط بالشكوك والشبهات وقد كتب في الحادثة الطرفان، فشرقت طائفة وغربت اخرى.

ولكني اريد الآن ان أتحرر من عقيدتي واتمرد على نفسي فأقف حرا على نشز من الانصاف والتروي، وأمسح عن عيني غبار التعصب لارى تلك الحقيقة الواحدة وهي واحدة في كل شيء فهل اراني استطيع علاج ما بي؟ هذا ما أشكه في نفسي وواجب علي الا اثق بها، فما السبيل إذن؟ ثم ماذا سأصنع في علاج الناحية الاخرى: ناحية التاريخ المظلم؟

انها لمزلة للقدم، ولها ما بعدها؟.

دعني أرجع ادراجي؟.

لكنه الهوى في النفس وعزيمة صحت من عهد المعمي من عهد ليس بالقريب لا كشف لنفسي، او لغيري اذا جاء لي ذلك اللغز المعمى، ومن يستطيع ان يدافع ذلك من نفسه.

على اني اجد في بحثي سلوة ومتعة يلذ لي فيه ان المس بعض الحقائق عن بصيرة ومتعة اخرى ان اسجله انتاجا باقيا للناس.

وايضا لما كنت احاول ان صدقتني المحاولة ان احيط باسرار الحادثة وفلسفتها ونتائجها، فلا يكون ما اكتبه تأريخا مجردا جافا واحدوثة خالية من ذوق، فان ذلك يستحثني على

٢٠